آيات من القرآن الكريم

قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ

قَالَ تَعَالَى: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٣٥).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةً لِرُسُلٍ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ رُسُلٍ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الظَّرْفِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ) (٣٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الْكِتَابِ) : حَالٌ مِنْ (نَصِيبُهُمْ).
قَالَ تَعَالَى: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) (٣٨).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ قَبْلِكُمْ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا لِـ «خَلَتْ» وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً لِأُمَمٍ. وَ (مِنَ الْجِنِّ) : حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي خَلَتْ، أَوْ صِفَةٌ أُخْرَى لِأُمَمٍ. (فِي النَّارِ) : مُتَعَلِّقٌ بِادْخُلُوا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِأُمَمٍ، أَوْ ظَرْفًا لَخَلَتْ. (ادَّارَكُوا) : يُقْرَأُ بِتَشْدِيدِ الدَّالِّ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا، وَأَصْلُهَا تَدَارَكُوا، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ دَالًا، وَأُسْكِنَتْ لِيَصِحَّ إِدْغَامُهَا، ثُمَّ أُجْلِبَتْ لَهَا هَمْزَةُ الْوَصْلِ؛ لِيَصِحَّ النُّطْقُ بِالسَّاكِنِ، وَيُقْرَأُ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدِ الدَّالِ، وَوَزْنُهُ عَلَى هَذَا افْتَعَلُوا، فَالتَّاءُ هُنَا بَعْدَ الدَّالِ مِثْلُ اقْتَتَلُوا. وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ: «تَدَارَكُوا» عَلَى الْأَصْلِ؛ أَيْ: أَدْرَكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَقُرِئَ «إِذَا إِدَّارَكُوا» بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ عَمَّا قَبْلَهَا وَكَسْرِهَا عَلَى نِيَّةِ
الْوَقْفِ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَالِابْتِدَاءِ بِهَا.

صفحة رقم 566

وَقُرِئَ «إِذَا ادَّارَكُوا» بِأَلِفٍ وَاحِدَةٍ سَاكِنَةٍ وَالدَّالُ بَعْدَهَا مُشَدَّدَةٌ، وَهُوَ جَمْعٌ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَجَازَ ذَلِكَ لَمَّا كَانَ الثَّانِي مُدْغَمًا، كَمَا قَالُوا: دَابَّةٌ وَشَابَّةٌ، وَجَازَ فِي الْمُنْفَصِلِ، كَمَا جَازَ فِي الْمُتَّصِلِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمُ «اثْنَا عَشْرَ» بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، وَسَتَرَاهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَ (جَمِيعًا) : حَالٌ. (ضِعْفًا) : صِفَةٌ لِعَذَابٍ، وَهُوَ بِمَعْنَى مُضَعَّفٍ، أَوْ مُضَاعَفٍ. وَ (مِنَ النَّارِ) : صِفَةٌ أُخْرَى، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِكُلٍّ ضِعْفٌ) : أَيْ: لِكُلٍّ عَذَابٌ ضِعْفٌ مِنَ النَّارِ، فَحُذِفَ لِدَلَالَةِ الْأَوَّلِ عَلَيْهِ. (وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) : بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَبِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) (٤٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا تُفَتَّحُ) : يُقْرَأُ بِالتَّاءِ؛ وَيَجُوزُ فِي التَّاءِ الثَّانِيَةِ التَّخْفِيفُ وَالتَّشْدِيدُ لِلتَّكْثِيرِ.
وَيُقْرَأُ بِالْيَاءِ؛ لِأَنَّ تَأْنِيثَ الْأَبْوَابِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ وَلِلْفَصْلِ أَيْضًا. (الْجَمَلُ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَهُوَ الْجَمَلُ الْمَعْرُوفُ
وَيقْرَأ فى الشاذ بِسُكُون الْمِيم وَالْأَحْسَن أَن يكون لُغَة لِأَن تَخْفيف المفتوح ضَعِيف

صفحة رقم 567
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
الناشر
عيسى البابي الحلبي وشركاه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
إعراب القرآن
اللغة
العربية