آيات من القرآن الكريم

وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ

قَوْلُهُ تَعَالَى: (جَعَلَهُ دَكًّا) : أَيْ: صَيَّرَهُ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلَى اثْنَيْنِ، فَمَنْ قَرَأَ «دَكًّا» جَعَلَهُ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْمَدْكُوكِ. وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ: ذَا دَكٍّ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمَدِّ جَعَلَهُ مِثْلَ أَرْضٍ دَكَّاءَ، أَوْ نَاقَةٍ دَكَّاءَ، وَهِيَ الَّتِي لَا سَنَامَ لَهَا. وَ (صَعِقًا) : حَالٌ مُقَارِنَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (١٤٥).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَأُرِيكُمْ) : قُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِوَاوٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَهِيَ نَاشِئَةٌ عَنِ الْإِشْبَاعِ وَفِيهَا بُعْدٌ.
قَالَ تَعَالَى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (١٤٦).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَبِيلَ الرُّشْدِ) : يُقْرَأُ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَسُكُونِ الشِّينِ، وَبِفَتْحِهِمَا، وَ «سَبِيلَ الرَّشَادِ» بِالْأَلِفِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤٧).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا) : مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ «حَبِطَتْ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ «هَلْ يُجْزَوْنَ» وَحَبِطَتْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي كَذَّبُوا، وَقَدْ مُرَادَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (١٤٨).

صفحة رقم 594

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ حُلِيِّهِمْ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَسُكُونِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ، وَهُوَ وَاحِدٌ، وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْحَاءِ، وَكَسْرِ اللَّامِ، وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَهُوَ جَمْعٌ أَصْلُهُ حُلُوَى، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً، أُدْغِمَتْ فِي الْيَاءِ الْأُخْرَى، ثُمَّ كُسِرَتِ اللَّامُ إِتْبَاعًا لَهَا.
وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَاللَّامِ وَالتَّشْدِيدِ عَلَى أَنْ يَكُونَ أَتْبَعَ الْكَسْرُ الْكَسْرَ. (عِجْلًا) : مَفْعُولُ اتَّخَذَهُ. وَ (جَسَدًا) : نَعْتٌ أَوْ بَدَلٌ أَوْ بَيَانٌ مِنْ حُلِيِّهِمْ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِعِجْلٍ، قُدِّمَ فَصَارَ حَالًا، وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِاتَّخَذَ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: إِلَهًا.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (١٤٩).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) : الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ قَائِمٌ مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَالتَّقْدِيرُ: سَقَطَ النَّدَمُ فِي أَيْدِيهِمْ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١٥٠).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (غَضْبَانَ) : حَالٌ مِنْ مُوسَى. وَ (أَسِفًا) : حَالٌ آخَرُ بَدَلٌ مِنَ الَّتِي قَبْلَهَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي غَضْبَانَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ مُوسَى، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الرَّأْسِ، وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ أَخِيهِ. (قَالَ ابْنَ أُمَّ) : يُقْرَأُ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَالْكَسْرَةُ تَدُلُّ عَلَى الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، وَبِفَتْحِهَا، وَفِيهِ وَجْهَانِ:

صفحة رقم 595
التبيان في إعراب القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو البقاء محبّ الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبريّ البغدادي
الناشر
عيسى البابي الحلبي وشركاه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
إعراب القرآن
اللغة
العربية