آيات من القرآن الكريم

فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ

دعوتك- وسموا ما يأتى به موسى آية كما يقول فقط لا عن اعتقاد- مهما تأتنا به من الآيات لتسحرنا بها وتصرفنا عما نحن فيه بلطف ورقة فما نحن لك بمصدقين أبدا، هذا ما كان منهم.
أما جزاؤهم عليه فقد أرسل الله عليهم الطوفان والسيل فأغرقهم، وأتلف زراعتهم كما ورد في التوراة وأرسل عليهم الجراد الذي يأكل ما اخضر من ثمارهم وزرعهم، وأرسل عليهم القمل وهي صغار الذر (كالدودة) التي تأتي عندنا اليوم فتأكل البرسيم وباقى الزرع في لحظة وأرسل عليهم الضفادع وجعل ماءهم كالدم.
كل ذلك آيات مفصلات واضحات، لا تخفى على عاقل أنها من عند الله وأنها عبرة ونقمة لهم، وهذه آيات دالة على صدق موسى إذ قد توعدهم بوقوعها على وجه التفصيل لتكون دلالتها على صدقه واضحة لا تحتمل التآويل، وهذا معنى آياتٍ مُفَصَّلاتٍ.
أما هم فاستكبروا وعاندوا ولم يعتبروا بعد هذا كله، وكانوا قوما مجرمين.
وهذه الآيات تشير أولا إلى ربط الأسباب بالمسببات على حسب مشيئته تعالى.
وثانيا إلى أن الآفات التي تصيب الزرع فتهلكه والثمر فتنقصه هذا كله بسبب أعمال الناس فمن أعمالنا سلط علينا، وما الآفات التي يرسلها الله كل عام علينا ببعيدة، وحذار أن تقولوا: نحن لا نستحق هذا، فاعتبروا يا أولى الأبصار، وفقنا الله للخير.
عاقبة الكفر وخلف الوعد [سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٣٤ الى ١٣٦]
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٣٤) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (١٣٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦)

صفحة رقم 755

المفردات:
الرِّجْزُ: العذاب الشديد الذي يضطرب له الناس. يَنْكُثُونَ: ينقضون العهد، والنكث في الأصل، نقض الغزل، ثم استعمل في نقض العهد. الْيَمِّ:
البحر، سمى بذلك لأنه مقصود، والتيمم: القصد.
المعنى:
ولما وقع عليهم ذلك العذاب الشديد الشامل لكل نقمة من النقم الخمس السابقة قالوا يا موسى: ادع لنا ربك بسبب ما عهده عندك من النبوة والرسالة والكرامة والمحبة، ونحن نقسم لك لئن كشفت عنا ذلك الرجز لنؤمنن لك ولنصدقن بك وبرسالتك ولنرسلن معك بنى إسرائيل إلى أرض الميعاد.
فلما كشفنا عنهم العذاب وأزلنا عنهم هذا العقاب، إلى أجل محدود هم بالغوه لا محالة فمعذبون فيه لا ينفعهم ما تقدم من الإمهال وكشف العذاب إلى حلول ذلك اليوم.. إذ هم ينكثون، وينقضون العهد من بعد ميثاقه.

وقد ورد أنهم كانوا يمكثون في العذاب الواحد من الطوفان والجراد إلخ أسبوعا ثم يسألون موسى الدعاء برفعه، ويعدونه بالإيمان وإرسال بنى إسرائيل ثم ينكثون العهد وينقضونه.
ولما حان الأجل المضروب انتقمنا منهم فأغرقناهم في البحر، وذلك بسبب تكذيبهم بالآيات كلها التي نزلت عليهم، وكانوا غافلين عما يعقبها من العذاب في الدنيا والآخرة.
هذا لأكثرهم، وبعضهم آمن، وبعضهم كان يكتم إيمانه.

صفحة رقم 756
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية