آيات من القرآن الكريم

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ

العلم، فهو يمشى بها ولا يعلم عنها شيئا، وخص الحمار بالذكر لأنه علم في الجهالة والبلادة، وهذا مثل ينطبق على من لم يعمل بالقرآن وأحكامه، ويعرض عنه.
بئس المثل مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدى القوم الظالمين.
وكان اليهود يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الآخرة لهم دون سواهم، فنزل في ذلك قل لهم يا محمد: يا أيها الذين هادوا واتبعوا موسى والتوراة إن زعمتم صادقين أنكم أولياء الله، وأحباؤه من دون الناس، إن كنتم صادقين في هذا الزعم فتمنوا الموت الذي ينقلكم إلى دار الكرامة فتحظوا بالسعادة التي أعدها لكم ربكم، ولا يتمنونه أبدا بسبب ما قدمته أيديهم من الكفر والمعاصي وتكذيب الرسول صلّى الله عليه وسلّم مع علمهم بصدقه ووصفه في التوراة،
وفي حديث أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لما نزلت هذه الآية «والّذى نفس محمّد بيده لو تمنّوا الموت ما بقي على ظهرها يهودىّ إلّا مات»
وفي هذا إخبار عن الغيب ومعجزة للنبي الكريم.
قل لهم: إن الموت الذي تفرون منه وتخافونه فإنه ملاقيكم حتما «١» إذ كل شيء هالك إلا وجهه، ثم تردون أيها اليهود إلى عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه منكم خافية، فينبئكم بما كنتم تعملون ويجازيكم عليه.
بعض أحكام تتعلق بصلاة الجمعة [سورة الجمعة (٦٢) : الآيات ٩ الى ١١]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)

(١) - والفاء التي في خبر إن لتضمن الاسم معنى الشرط باعتبار وصفه بالموصول.

صفحة رقم 674

المفردات:
نُودِيَ لِلصَّلاةِ: أذن لها. يَوْمِ الْجُمُعَةِ: هو اليوم المعروف من أيام الأسبوع، وتصلى فيه صلاة الجمعة. فَاسْعَوْا: فامضوا إلى ذكر الله بقصد حسن. وَذَرُوا الْبَيْعَ: اتركوه. قُضِيَتِ الصَّلاةُ: أديت وفرغ منها.
انْفَضُّوا إِلَيْها: أسرعوا لها.
المعنى:
خاطب الله- سبحانه وتعالى- المؤمنين خاصة بهذا النداء تشريفا لهم وتكريما، وليعلموا أن إيمانهم يقتضى الإسراع في إجابة هذا الطلب وتحقيق هذا الأمر، يا أيها المؤمنون: إذا أذن لصلاة الجمعة في يوم الجمعة فالواجب عليكم أن تسعوا إلى ذكر الله سعيا يتحقق به شهود الصلاة وحضورها والحصول على الثواب كاملا، والمطلوب هو السعى بالأقدام والعمل مع الإخلاص بقلوب ذاكرة، ونفوس راغبة في الحضور والمشاهدة بين يدي الله جل جلاله.
اسعوا إلى ذكر الله، وذروا البيع والشراء وما شابههما.
ومن الذي تجب عليه الجمعة ويجب عليه السعى لها؟ هم الرجال المقيمون الأحرار الذين لا عذر لهم، وما المراد بهذا النداء؟ هل هذا الأذان الأول أو هو الأذان بين يدي الخطيب؟ الذي كان أيام النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يؤذن المؤذن بين يديه ثم يقيم الصلاة، والأذان الأول حصل أيام عثمان، وعلى ذلك فالمراد هو الأذان الثاني لا الأول، ولكن في الواقع أن الاستعداد المعقول في هذه الأيام يقتضى أن نترك البيع ونسعى للصلاة عند سماع الأذان الأول حتى يكمل الاستعداد بهدوء وطمأنينة.

صفحة رقم 675

وقد ورد حديث عن النبي- عليه السلام-: «من ترك الجمعة ثلاث مرّات تهاونا بها طبع الله على قلبه»
والجمعة كأى صلاة يلزمها الوضوء والطهارة، ويسن لها الغسل.
فإذا قضيت الصلاة، وفرغتم منها فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرف في حوائجكم، وابتغوا من فضل الله، واذكروا الله كثيرا رجاء أن تكونوا من الفالحين
وروى عن بعضهم أنه كان يقول عقب صلاة الجمعة: اللهم إنى أجبت دعوتك وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتنى، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين.
روى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا، فأنزلت هذه الآية: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً.
قل لهم: ما عند الله من الثواب الجزيل والفضل العميم والرزق الواسع، والبركة التي يعطيها بعض عباده خير من اللهو ومن التجارة التي تسرعون إليها قصدا، والله وحده خير الرازقين. فاطلبوا منه الرزق، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيرى الدنيا والآخرة.

صفحة رقم 676
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية