آيات من القرآن الكريم

وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ

كمال علمه سبحانه وتعالى [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٥٩ الى ٦٢]
وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٥٩) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢)
المفردات:
مَفاتِحُ: جمع مفتح، وهو المخزن، أو جمع مفتح وهو المفتاح الذي تفتح به الأقفال. يَتَوَفَّاكُمْ التوفي: أخذ الشيء وافيا كاملا، والتوفية: إعطاء الشيء تامّا وافيا، وهو يطلق على الموت والنوم. جَرَحْتُمْ: كسبتم بالجوارح، ويستعمل اللفظ في الشر والخير، والاجتراح: فعل الشر خاصة. يَبْعَثُكُمْ: يوقظكم من النوم. حَفَظَةً: هم الكرام الكتبة من الملائكة.
المناسبة:
طلبوا من النبي آيات خاصة- كما تقدم- واستعجلوه بها فرد القرآن عليهم بأن الكل

صفحة رقم 620

في قبضته وهو القاهر فوق عباده، ولا يملك الرسول شيئا، ثم بين هنا أن ما استعجلوه به ليس فيما يدخل في علم النبي حتى يخبرهم في أى وقت يقع وإنما هو مما استأثر الله بعلمه، وهو العليم بكل شيء.
المعنى:
عنده وحده- سبحانه- ما يوصل به إلى الغيب المحجوب عن الكل، أى: عنده علم الغيب. إذ العلم صفة تنكشف بها لله- سبحانه وتعالى- معلومات الغيب والشهادة، وإنما أطلق المفتاح وأراد العلم للإشارة إلى أن الغيب المستور في أماكن بعيدة لا يصل إليها أى مخلوق كالخزائن المغلقة بالأبواب والأغلاق، ولها مفاتيح محكمة، وقيل المعنى: وعنده خزائن الغيب، على أن المراد بالمفاتيح الخزائن. لا يعلمها إلا هو وحده الذي يعلم السر وأخفى، فهذه الجملة إذن توكيد للجملة السابقة.
وهو يعلم كل ما في البر وكل ما في البحر، فهو يعلم المشاهدات كما يعلم المغيبات، والله يعلم ما تسقط من ورقة في أى زمان أو مكان، فهو يعلم الأحوال كلها المتعلقة بالذوات السابقة إذ سقوط الورق حال من الأحوال، وذكره إشارة إلى جميع الأحوال.
وليست هناك حبة في ظلمات الأرض السحيقة. وأغوارها البعيدة، ولا شيء رطب، ولا شيء يابس، أى: ولا حي بالمعنى العام، ولا يابس إلا في مكنون علمه الثابت الذي لا يمحى، كما أن الشيء المسجل المكتوب كتابة لا يمحى، وقيل المعنى:
كل ذلك في اللوح المحفوظ، والله أعلم بكتابه.
والخلاصة أنه- سبحانه- يعلم الغيب والشهادة، والأحوال الظاهرة والباطنة.
أما أنتم أيها الناس... فالله يتوفاكم بالليل، أى: ينيمكم فيه، ويقبض أرواحكم إليه، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، ويعلم ما كسبتم في النهار علما سابقا على عملكم، فهو يعلم أن منكم من يكفر، ومنكم من يعصى ربه ثم بعد هذا الموت الأصغر الذي فيه يقبض أرواحكم إليه ويعلم أعمالكم بعد ما يبعثكم في الدنيا نهارا ليعمل كل عمله، وليقضى أجل مسمى عنده وعمر محدود

صفحة رقم 621
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية