
أهل اللغة أن الهاء بدل من الهمزة وأن أصله المؤيمِنُ، كما قالوا: إِياك
وهِيَّاكَ، والتفسير يشهد لهذا القول لأنه جاء أنه الأمِينُ، وجاء أنه الشهِيدُ.
وتأويل الشهيد الأمين في شهادته.
وقوله: (الْجَبَّارُ).
تأويله الذي جبر الخلق على ما أراده من أمْرِه.
وقوله: (الْمُتَكَبِّرُ).
الذي تكبر عن ظلم عِبَادِه.
(سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
تأويله تنزيه الله عن شركِهِمْ.
* * *
قوله: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)
وقد رويت رواية لا ينبغي أن تُقْرَأ، رويت (الْبَارِئَ الْمُصَوِّرَ) بالنصب معناه الذي برأ آدم وصَوَّرَة.
وقوله: (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).
جاء في التفسير أنها تسعة وتسْعُون اسماً، من أحصاها دَخَل الجنَّةَ
وجاء في التفسير أن اسم اللَّهِ الأعظم اللَّه، ونحن نبيِّن هذه الأسماء واشتقاق ما ينبغي أن يبين منها إن شاء اللَّه.
روى أبو هريرة الدوسي عن النبي عليه السلام قال إن للَّهِ مائة اسم غير
واحِدٍ مَن أحصاها دخل الجنَّةَ.
وهو الله الواحد الرحمن الرحيم الأحَدُ الصمَدُ الفرد السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العَلِى الكبير الغني الكريم الولي الحميد العليم اللطيف السميع البصير الودود الشكور
الظاهر البَاطِن الأول الآخر المبدئ البديع الملك القدوس الذَارِئ الفَاصِلُ الغَفُورُ المجيد الحليم الحفيظ الشهيد الربُّ

القدير التَّوَّاب الحافظ الكفيل القريبُ المجيب العَظيمُ الجليل العَفُوُّ الصَّفُوح
الحق المبين المعز المذل القوِي الشديد الحنَّان المَّان الفتاح الرؤوف القابض
الباسط الباعثُ الوَارِث الدَّيَّانُ الفاضل الرقيب الحسيب المتين الوكيل الزكي
الطاهر المحسن المجمل المبارك السُّبُّوح الحكيم البرُّ الرَّزاق الهادي المولى
النصير الأعلى الأكبر الوهاب الجواد الوفى الواسع الخلاَّق الوِتْر.
جاء في التفسير أن اسم اللَّه الأعظم اللَّه.
قال سيبويه: سألت الخليل عن هذا الاسم فقال:
الأصل فيه إله فأدخلت الألف واللام بدلًا من الهمزة.
وقال مرة أخْرَى: الأصل لَاهْ وأدْخِلَتِ الألف واللام لَازِمة.
وأما الرحمن الرحيم فالرحمن اسم الله خاصة لا يقال لغير اللَّه رحمن، ومعناه المبالغ في الرحَمَةِ وأرحم الراحمين - وَفَعْلانُ من بناء المُبَالَغَةِ، تقول للشديد الامتلاء ملآنُ وللشديد الشبع شبعَانُ، والرحيم اسم الفاعِلِ من رحم فَهُوَ رَحِيم، وهو أيضاً للمبالغة والأحدُ أصله الوَحَدُ بمعنى الواحد، وهو الواحد الذي ليس كمثله شيء.
والصَّمَدُ السيد الذي صَمَدَ له كل شيء، أي قصد قَصْدَهُ.
وتأويل صمود كل شيء للَّهِ أن في كل شيء أثر صنعة اللَّه.
السلام الذي سلم الخلق من ظلمه، وقد فَسَّرْنَا المؤمِن المهَيْمِن، وفسرنا الجبار المتكبر.
والباريء الخالق، تقول برأ اللَّه الخلق يبرؤهم أي خلقهم، والقيُّوم المُبَالِغُ في
القيام بكل ما خَلَقَ، وما أراد، والولي المتولي للمؤمنين اللطيف للخلق من
حيث لا يعلمون ولا يقدرون، والودودُ المحب الشديد المحبَّةِ.
الشكور الذي يرجع الخير عنده، الظاهر الباطن الذي يعلم مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَن، المبدئ الذي ابتدأ كل شيء من غير شيء، والبديع الذي ابتدع الخلق على غير مثالٍ، القدُوس قد رويت القَدُّوس بفتح القاف، جاء في التفسير أنه المبارك، ومن ذلك أرض مقدَّسَةٌ مباركة، وقيل الطاهر أيضاً.
والمذرئ - مهموز - الذي ذرأ الخلق أي خلقهم، والفاصل الذي فصل بين الحَقِّ والباطل، والغفور الذي

يغفر الذنوب، وتأويل الغفران في اللغة التغطيةُ على الشيء ومن ذلك المِغفَرُ
ما غطَيَ به الرأس.
المجيد الجميل الفعال، والشهيد الذي لا يغيب عنه شيء.
والرَّبُّ مالك كل شيء والصَّفوح المتجاوز عَنِ الذُنُوبِ يصفح عنها.
الحَنَّانُ ذو الرحمة والتعطف المَنَّان الكثير المَنِّ على عباده بمُظَاهر النعم.
الفتاح الحاكم، الدَّيَّانُ المجازي، الرقيب الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء.
المتين الشديد القوة على أمْرِه، الوكيل الذي يوكل بالقيام بجميع ما خلق.
والزكي الكثير الخير السُّبُّوح الذي بيَّن عن كل سِرٍّ، الحليم الذي لا يعجل
بالعقوبة، وكان الحلم على هذا تأخير العقوبة.