آيات من القرآن الكريم

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ ﮙﮚﮛﮜﮝ ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ

قوله تعالى :﴿ وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من شقوق.
الثاني : من فتوق، قاله ابن عيسى إلا أن الملك تفتح له أبواب السماء عند العروج.
قوله تعالى :﴿ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ﴾ أي بسطناها.
﴿ وَألْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾ يعني الجبال الرواسي الثوابت، واحدها راسية قال الشاعر :
رسا أصله تحت الثرى وسما به... إلى النجم فرع لا ينال طويل
﴿ مِن كُلِّ زَوْجٍ ﴾ أي من كل نوع.
﴿ بَهِيجٍ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : حسن، مأخوذ من البهجة وهي الحسن.
الثاني : سارّ مأخوذ من قولهم قد أبهجني هذا الأمر أي سرني، لأن السرور يحدث في الوجه من الإسفار والحمرة ما يصير به حسناً. قال الشعبي : الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم.
قوله تعالى :﴿ تَبْصِرَةً ﴾ فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني بصيرة للإنسان، قاله مجاهد.
الثاني : نعماً بصر الله بها عباده، قاله قتادة.
الثالث : يعني دلالة وبرهاناً.
﴿ وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن المنيب المخلص، قاله السدي.
الثاني : أنه التائب إلى ربه، قاله قتادة.
الثالث : أنه الراجع المتذكر، قاله ابن بحر.
وقد عم الله بهذه التبصرة والذكرى وإن خص بالخطاب كل عبد منيب لانتفاعه بها واهتدائه إليها.
قوله تعالى :﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مََآءً مُّبَارَكاً ﴾ يعني المطر، لأنه به يحيا النبات والحيوان.
﴿ فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ﴾ فيها هنا وجهان :
أحدهما : أنها البساتين، قاله الجمهور.
الثاني : الشجر، قاله ابن بحر.
﴿ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ يعني البر والشعير، وكل ما يحصد من الحبوب، إذا تكامل واستحصد سمي حصيداً، قال الأعشى :
لسنا كما إياد دارها... تكريث ينظر حبه أن يحصدا
قوله تعالى :﴿ وَالنَّخْلَ بِاسَقَاتٍ ﴾ فيها وجهان :
أحدهما : أنها الطوال، قاله ابن عباس ومجاهد. قاله الشاعر :
يا ابن الذين بفضلهم... بسقت على قيس فزاره
أي طالت عليهم.
( الثاني ) أنها التي قد ثقلت من الحمل، قاله عكرمة. وقال الشاعر :
فلما تركنا الدار ظلت منيفة... بقران فيه الباسقات المواقر
﴿ نَضِيدٌ ﴾ أي منضود، فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن النضيد المتراكم المتراكب، قاله ابن عباس في رواية عكرمة عنه.
الثاني : أنه المنظوم، وهذا يروى عن ابن عباس أيضاً.
الثالث : أنه القائم المعتدل، قاله ابن الهاد.
قوله تعالى :﴿ رِزْقاً لِلْعِبَادِ ﴾ يعني ما أنزله من السماء من ماء مبارك، وما أخرجه من الأرض بالماء من نبات وحب الحصيد وطلع نضيد.
﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مِّيتاً كَذِلكَ الْخُرُوجُ ﴾ جعل هذا كله دليلاً على البعث والنشور من وجهين :
أحدهما : أن النشأة الأولى إذا خلقها من غير أصل كانت النشأة الثانية بإعادة ما له أصل أهون.
الثاني : أنه لما شوهد من قدرته، إعادة ما مات من زرع ونبات كان إعادة من مات من العباد أولى للتكليف الموجب للجزاء.

صفحة رقم 158
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية