آيات من القرآن الكريم

إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ
ﭫﭬﭭ

أخرج سعيد بن مَنْصُور عَن أبي مَالك قَالَ: إِن أَبَا جهل كَانَ يَأْتِي بِالتَّمْرِ والزبد فَيَقُول تزقموا بِهَذَا الزقوم الَّذِي يَعدكُم بِهِ مُحَمَّد فَنزلت ﴿إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الأثيم﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم والخطيب فِي تَارِيخه عَن سعيد بن جُبَير فِي الْآيَة قَالَ: ﴿الأثيم﴾ أَبُو جهل
وَأخرج أَبُو عبيد فِي فضائله وَابْن الْأَنْبَارِي وَابْن الْمُنْذر عَن عون بن عبد الله أَن ابْن مَسْعُود أَقرَأ رجلا ﴿إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الأثيم﴾ فَقَالَ الرجل: طَعَام الْيَتِيم فرددها عَلَيْهِ فَلم يستقم بهَا لِسَانه فَقَالَ: أتستطيع أَن تَقول: طَعَام الْفَاجِر قَالَ: نعم
قَالَ: فافعل
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يقرىء رجلا ﴿إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الأثيم﴾ فَجعل الرجل يَقُول: طَعَام الْيَتِيم
فَلَمَّا رأى أَبُو الدَّرْدَاء أَنه لَا يفهم قَالَ: إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الْفَاجِر
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿خذوه فاعتلوه﴾ قَالَ: ادفعوه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾ يَقُول: لست بعزيز وَلَا كريم
وَأخرج الْأمَوِي فِي مغازيه عَن عِكْرِمَة قَالَ: لَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا جهل فَقَالَ: إِن الله أَمرنِي أَن أَقُول لَك (أولى لَك فَأولى ثمَّ أولى لَك فَأولى) (سُورَة الْقِيَامَة ٣٤ - ٣٥) قَالَ: فَنزع يَده من يَده وَقَالَ: مَا تَسْتَطِيع لي أَنْت وَلَا صَاحبك من شَيْء لقد علمت أَنِّي أمنع

صفحة رقم 418

أهل بطحاء وَأَنا الْعَزِيز الْكَرِيم فَقتله الله يَوْم بدر وأذله وعيره بكلمته ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة قَالَ: قَالَ أَبُو جهل: أيوعدني مُحَمَّد وَأَنا أعز من مَشى بَين جبليها فَنزلت ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن [] قَالَ: أخْبرت أَن أَبَا جهل قَالَ: يَا معشر قُرَيْش أخبروني مَا اسْمِي فَذكرت لَهُ ثَلَاثَة أَسمَاء عَمْرو والجلاس وَأَبُو الحكم قَالَ: مَا أصبْتُم اسْمِي أَلا أخْبركُم قَالُوا: بلَى
قَالَ: اسْمِي الْعَزِيز الْكَرِيم
فَنزلت ﴿إِن شَجَرَة الزقوم﴾ الْآيَات
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة قَالَ لما نزلت ﴿خذوه فاعتلوه إِلَى سَوَاء الْجَحِيم﴾ قَالَ أَبُو جهل: مَا بَين جبليها رجل أعز وَلَا أكْرم مني فَقَالَ الله ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الأثيم﴾ قَالَ: أَبُو جهل
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي بن كَعْب أَنه كَانَ يقرىء رجلا فارسياً فَكَانَ إِذا قَرَأَ عَلَيْهِ ﴿إِن شَجَرَة الزقوم طَعَام الأثيم﴾ قَالَ: طَعَام الْيَتِيم فَمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: قل لَهُ طَعَام الظَّالِم فَقَالَهَا ففصح بهَا لِسَانه
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن وَعَمْرو بن مَيْمُون إنَّهُمَا قرآ (كَالْمهْلِ تغلي فِي الْبُطُون) بِالتَّاءِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد ﴿خذوه فاعتلوه﴾ فاقصفوه كَمَا يقصف الْحَطب
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿خذوه فاعتلوه إِلَى سَوَاء الْجَحِيم﴾ قَالَ: خذوه فادفعوه فِي وسط الْجَحِيم
وَأخرج عبد بن حميد عَن سعيد بن جُبَير ﴿إِلَى سَوَاء الْجَحِيم﴾ قَالَ: وسط الْجَحِيم
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله: ﴿ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم﴾ قَالَ: هُوَ يَوْمئِذٍ ذليل وَلكنه يستهزأ بِهِ كَمَا كنت تعزز فِي الدُّنْيَا وتكرم بِغَيْر كرم الله وعزه

صفحة رقم 419

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله: ﴿إِن الْمُتَّقِينَ فِي مقَام أَمِين﴾ قَالَ: أمنُوا الْمَوْت وَالْعَذَاب
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله ﴿فِي مقَام أَمِين﴾ قَالَ: أمنُوا الْمَوْت أَن يموتوا وأمنوا الْهَرم أَن يهرموا وَلَا يجوعوا وَلَا يعروا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿إِن الْمُتَّقِينَ فِي مقَام أَمِين﴾ قَالَ أَمِين من الشَّيْطَان والأوصاب وَالْأَحْزَان وَفِي قَوْله ﴿وزوجناهم بحور عين﴾ قَالَ: بيض عين
قَالَ: وَفِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود بعيس عين وَفِي قَوْله ﴿يدعونَ فِيهَا بِكُل فَاكِهَة آمِنين﴾ قَالَ: أمنُوا من الْمَوْت والأوصاب والشيطان
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿وزوجناهم بحور عين﴾ قَالَ: أنكحناهم حوراً والحور الَّتِي يحار فِيهَا الطّرف بادياً يرى مخ سوقهن من وَرَاء ثيابهن وَيرى النَّاظر وَجهه فِي كبد إِحْدَاهُنَّ كالمرآة من رقة الْجلد وصفاء اللَّوْن
وَأخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله ﴿وحور عين﴾ قَالَ الْحَوْرَاء الْبَيْضَاء الممتعة
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت الْأَعْشَى الشَّاعِر وَهُوَ يَقُول: وحور كأمثال الدمى ومناصف وَمَاء وَرَيْحَان وَرَاح يصفق وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث عَن عَطاء فِي قَوْله ﴿بحور عين﴾ قَالَ: سَوْدَاء الحدقة عَظِيمَة الْعين
وَأخرج هناد بن السّري وَعبد بن حميد عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله ﴿بحور عين﴾ قَالَ الْحور الْبيض وَالْعين الْعِظَام الْأَعْين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خلق الْحور الْعين من الزَّعْفَرَان
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه والخطيب عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْحور الْعين خُلِقْنَ من زعفران
وَأخرج ابْن جرير عَن لَيْث بن أبي سليم قَالَ: بَلغنِي أَن الْحور الْعين خُلِقْنَ من الزَّعْفَرَان
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد قَالَ: خلق الْحور الْعين من الزَّعْفَرَان

صفحة رقم 420

وَأخرج ابْن الْمُبَارك عَن زيد بن أسلم قَالَ: إِن الله لم يخلق الْحور الْعين من تُرَاب إِنَّمَا خَلقهنَّ من مسك وكافور وزعفران
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي صفة الْجنَّة وَابْن أبي حَاتِم عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو أَن حوراء بزقت فِي بَحر لجي لعذب ذَلِك الْبَحْر من عذوبة رِيقهَا
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن ابْن عَمْرو قَالَ: لشفر الْمَرْأَة أطول من جنَاح النسْر
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَو أَن حوراء أخرجت كفها بَين السَّمَاء وَالْأَرْض لافتتن الْخَلَائق بحسنها وَلَو أخرجت نصيفها لكَانَتْ الشَّمْس عِنْد حسنه مثل الفتيلة فِي الشَّمْس لَا ضوء لَهَا وَلَو أخرجت وَجههَا لأضاء حسنها مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه والديلمي عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حور الْعين خَلقهنَّ من تَسْبِيح الْمَلَائِكَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: ليوجد ريح الْمَرْأَة من الْحور الْعين من مسيرَة خَمْسمِائَة سنة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وزوجناهم بحور عين﴾ قَالَ: هِيَ لُغَة يَمَانِية وَذَلِكَ أَن أهل الْيمن يَقُولُونَ: زَوجْنَا فلَانا بفلانة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود لَا يذقون فِيهَا طعم الْمَوْت
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يجاء بِالْمَوْتِ يَوْم الْقِيَامَة فِي صُورَة كَبْش أَمْلَح فَيُوقف بَين الْجنَّة وَالنَّار فيعرفه هَؤُلَاءِ ويعرفه هَؤُلَاءِ فَيَقُول أهل النَّار: اللَّهُمَّ سلطه علينا وَيَقُول أهل الْجنَّة: اللَّهُمَّ إِنَّك قضيت أَن لَا نذوق فِيهَا الْمَوْت إِلَّا الموتة الأولى فَيذْبَح بَينهمَا فييأس أهل النَّار من الْمَوْت ويأمن أهل الْجنَّة من الْمَوْت
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث بِسَنَد صَحِيح عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قيل يَا رَسُول الله أَيَنَامُ أهل الْجنَّة قَالَ: لَا النّوم أَخُو الْمَوْت وَأهل الْجنَّة لَا يموتون وَلَا ينامون
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَإِنَّمَا يسرناه بلسانك﴾ يَعْنِي الْقُرْآن وَفِي قَوْله ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مرتقبون﴾ فانتظر إِنَّهُم منتظرون

صفحة رقم 421

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (٤٥)
سُورَة الجاثية
مَكِّيَّة وآياتها سبع وَثَلَاثُونَ
مُقَدّمَة سُورَة الجاثية أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: أنزلت بِمَكَّة سُورَة ﴿حم﴾ الجاثية
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: أنزلت سُورَة الشَّرِيعَة بِمَكَّة
الْآيَات ١ - ١١

صفحة رقم 422
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية