آيات من القرآن الكريم

وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا
ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ

أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ الْآيَة
قَالَ: كَانَ الرجل إِذا زنى أوذي بالتعيير وَضرب بالنعال
فَأنْزل الله بعد هَذِه الْآيَة (الزَّانِيَة وَالزَّانِي فاجلدوا كل وَاحِد مِنْهُمَا مائَة جلدَة) (النُّور الْآيَة ٢) وَإِن كَانَا غير محصنين رجما فِي سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ قَالَ: الرّجلَانِ الفاعلان
وَأخرج آدم وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿فآذوهما﴾ يَعْنِي سبأ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير ﴿واللذان﴾ يَعْنِي البكرين اللَّذين لم يحصنا ﴿يأتيانها﴾ يَعْنِي الْفَاحِشَة وَهِي الزِّنَا ﴿مِنْكُم﴾ يَعْنِي من الْمُسلمين ﴿فآذوهما﴾ يَعْنِي بِاللِّسَانِ بالتعيير وَالْكَلَام الْقَبِيح لَهما بِمَا عملا وَلَيْسَ عَلَيْهِمَا

صفحة رقم 457

حبس لِأَنَّهُمَا بكران وَلَكِن يعيران ليتوبا ويندما ﴿فَإِن تابا﴾ يَعْنِي من الْفَاحِشَة ﴿وأصلحا﴾ يَعْنِي الْعَمَل ﴿فأعرضوا عَنْهُمَا﴾ يَعْنِي لَا تسمعوهما الْأَذَى بعد التَّوْبَة ﴿إِن الله كَانَ تَوَّابًا رحِيما﴾ فَكَانَ هَذَا يفعل بالبكر وَالثَّيِّب فِي أول الْإِسْلَام ثمَّ نزل حد الزَّانِي فَصَارَ الْحَبْس والأذى مَنْسُوخا نسخته الْآيَة الَّتِي فِي السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا النُّور (الزَّانِيَة وَالزَّانِي
) (النُّور الْآيَة ٢)
وَأخرج ابْن جرير عَن عَطاء ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ قَالَ: الرجل وَالْمَرْأَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ قَالَ: ثمَّ ذكر الْجَوَارِي والفتيان الَّذين لم ينكحوا فَقَالَ ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ الْآيَة
فَكَانَت الْجَارِيَة والفتى إِذا زَنَيَا يعنفان ويعيران حَتَّى يتركا ذَلِك
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿فَإِن تابا وأصلحا فأعرضوا عَنْهُمَا﴾ قَالَ: عَن تعييرهما
الْآيَة ١٧ - ١٨

صفحة رقم 458
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية