آيات من القرآن الكريم

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ

نهى عن اتخاذ الكافرين أًولياء من دون المؤمنين، وذلك أن يستعان بهم استعانة المرؤوس بالرئيس، والمنتصر بالناصر لاستعانة المستخدم بالحاكم، وعلى ذلك قوله: (لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) وبين أنكم إن فعلتم ذلك جعلتم على أنفسكم سلطانا للعقاب، وجعل الحجة سلطانا نحو: (أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا)، (لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ)،
قال بعضهم يصح أن يقال لا سلطان لله على المؤمنين المخلصين،.
بمعنى أنه لا يعذبهم.
قوله عز وجل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (١٤٦)

صفحة رقم 207

الدركات والطبقات يقال في العقاب كالدرجات في الثواب، ونبه بهذه الآية على نهاية رداءة المنافقين، وأنه منتهى الكافر لأنه يساويه في اعتقاده، ويزيد عليه في كذبه، لأنه يدعي ما ليس له والمنافق مرائي، وبين أنه تعالى لا ينصرهم ولا يجدون من ينصرهم عليه كقوله: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) واستثى ممن يجعلون في النار للتائبين.
جعل من تمام التوبة إصلاح العمل، والاعتصام بالله
وإخلاص الدين، وهذه الشرائط الثلاث من تمام التوبة، كما أن الأعمال
الصالحة من تمام الإيمان، ومن لم يأت بذلك فإنه يقال له تاب على المجاز،
وحذف الياء في الخط في قوله (يُؤْتِ اللَّهُ) اتباع اللفظ لالتقاء الساكنين
كقوله: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ) وكقوله: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ).

صفحة رقم 208
تفسير الراغب الأصفهاني
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى
تحقيق
هند بنت محمد سردار
الناشر
كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى
سنة النشر
1422
عدد الأجزاء
2
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية