جَهَنَّمَ عطف بيان لشر مآب يَصْلَوْنَها حال من المنوي فى للطاغين اى حال كونهم يدخلونها ويجدون حرها يوم القيامة ولكن اليوم مهدوا لانفسهم فَبِئْسَ الْمِهادُ اى جهنم: وبالفارسية [پس بد آرامگاهيست دوزخ] وهو المهد والفرش مستعار من فراش النائم إذ لا مهاد فى جهنم ولا استراحة وانما مهادها نار وغواشيها نار كما قال تعالى (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ) اى فراش من تحتهم ومن تجريدية (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) اى اغطية: يعنى [زير وزبر ايشان آتش باشد] هذا فَلْيَذُوقُوهُ اى ليذوقوا هذا العذاب فليذوقوه والذوق وجود الطعم بالفم وأصله فى القليل لكنه يصلح للكثير الذي يقال له الاكل وكثر استعماله فى العذاب تهكما حَمِيمٌ اى هو حميم وهو الماء الذي انتهى حره: يعنى [آن آب كرم است در نهايت حرارت چون پيش لب رسد ويرا بسوزد و چون بخورند دو پاره شود] وَغَسَّاقٌ ما يغسق من صديد اهل النار اى يسيل من غسقت العين سال دمعها قال الكاشفى [مراد ريم است كه از كوشت و پوست دوزخيان واز فروج زانيان سيلان ميكند آنرا جمع كرده بديشان مى خورانند] وقال ابن عباس رضى الله عنهما هو الزمهرير يحرقهم برده كما تحرقهم النار بحرّها وفى القاموس الغساق كسحاب وشداد البارد المنتن فلو قطرت منه قطرة فى المشرق لنتنت اهل المغرب ولو قطرت قطرة فى المغرب لنتنت اهل المشرق وعن الحسن هو عذاب لا يعلمه الا الله ان ناسا اخفوا لله طاعة فاخفى لهم ثوابا فى قوله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) واخفوا معصية فاخفى لهم عقوبة وقيل هو مستنقع فى جهنم يسيل اليه سم كل ذى سم من عقرب وحية يغمس فيه الآدمي فيسقط جلده ولحمه عن العظام وفى التأويلات النجمية (هذا) الذي مهدوا اليوم (فَلْيَذُوقُوهُ) يوم القيامة يعنى قد حصلوا اليوم معنى صورته (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) يوم القيامة ولكن مذاقهم بحيث لا يجدون ألم عذاب ما حصلوه بسوء أعمالهم فليذوقوه يوم القيامة
هر كه او نيك ميكند يابد
نيك وبد هر كه ميكند يابد
فاذا تنعم المؤمنون بالفاكهة والشراب تعذب الكافرون بالحميم والغساق وَآخَرُ ومذوق آخر او عذاب آخر مِنْ شَكْلِهِ اى من مثل هذا المذوق او العذاب فى الشدة والفظاعة أَزْواجٌ قوله آخر مبتدأ وازواج مبتدأ ثان ومن شكله خبر لازواج والجملة خبر المبتدأ الاول وازواج اى أجناس لانه يجوز ان يكون ضروبا: يعنى [اين عذاب كونا كونست اما همه متشابه يكديكرند در تعذيب وإيلام] وفى التأويلات النجمية اى فنون اخر مثل ذلك العذاب يشير به الى ان لكل نوع من المعاصي نوعا آخر من العذاب كما ان كل بذر يزرعونه يكون له ثمرة تناسب البذر
همينت بسندست اگر بشنوى
كه كر خار كارى سمن ندروى
هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ الفوج الجماعة والقطيع من الناس وأفاج اسرع وعدا وندّ قال الراغب الفوج الجماعة المارة المسرعة وهو مفرد اللفظ ولذا قيل مقتحم لا مقتحمون والاقتحام الدخول فى الشيء بشدة والقحمة الشدة قال فى القاموس قحم فى الأمر كنصر قحوما رمى
صفحة رقم 51
بنفسه فيه فجأة بلا رؤية. والمعنى يقول الخزنة لرؤساء الطاغين إذا دخلوا النار مشيرين الى الاتباع الذين أضلوهم هذا اى الاتباع فوج تبعكم فى دخول النار بالاضطرار كما كانوا قد تبعوكم فى الكفر والضلالة بالاختيار فانظروا الى اتباعكم لم يحصل بينكم وبينهم تناصر وانقطعت مودتكم وصارت عداوة قيل يضرب الزبانية المتبوعين والاتباع معا بالمقامع فيسقطون فى النار خوفا من تلك المقامع فذلك هو الاقتحام: وبالفارسية [اين كرد هست كه درآمدكانند در دوزخ برنج وسختى با شما هر كه از روى حرص وشهوت جايى نشيند كه خواهد بجاى كشندش كه نخواهد] لا مَرْحَباً بِهِمْ مصدر بمعنى الرحب وهو السعة وبهم بيان للمدعو وانتصابه على انه مفعول به لفعل مقدر اى لا يصادفون رحبا وسعة او لا يأتون رحب عيش ولا وسعة مسكن ولا غيره وحاصله لا كرامة لهم او على المصدر اى لا رحبهم عيشهم ومنزلهم رحبا بل ضاق عليهم: وبالفارسية [هيچ مرحبا مباد ايشانرا] يقول الرجل لمن يدعوه مرحبا اى أتيت رحبا من البلاء وأتيت واسعا وخيرا كثيرا قال الكاشفى [مرحبا كلمه ايست براى إكرام مهمان ميكويند] وقال غيره يقصد به إكرام الداخل واظهار المسرة بدخوله ثم يدخل عليه كلمة لا فى دعاء السوء وفى بعض شروح الحديث التكلم بكلمة مرحبا سنة اقتداء بالنبي ﷺ حيث قال (مرحبا يا أم هانى) حين ذهبت الى رسول الله عام الفتح وهى بنت ابى طالب أسلمت يوم الفتح ومن أبواب الكعبة باب أم هانى لكون بيتها فى جانب ذلك الباب وقد صح انه عليه السلام عرج به من بيتها كما قال المولى الجامى
چودولت شد ز بد خواهان نهانى
سوى دولت سراى أم هانى
إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ تعليل من جهة الخزنة لاستحقاقهم الدعاء عليهم اى داخلون النار بأعمالهم السيئة وباستحقاقهم قالُوا اى الاتباع عند سماع ما قيل فى حقهم بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ [بلكه شما مرحبا مباد شما را بدين نفرين سزاوار تريد] خاطبوا الرؤساء مع ان الظاهر ان يقولوا بطريق الاعتذار الى الخزنة بل هم لا مرحبا بهم قصدا منهم الى اظهار صدقهم بالمخاصمة مع الرؤساء والتحاكم الى الخزنة طمعا فى قضائهم بتخفيف عذابهم او تضعيف عذاب خصمائهم اى بل أنتم ايها الرؤساء أحق بما قيل لنا من جهة الخزنة لاغوائكم إيانا مع ضلالكم فى أنفسكم أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا تعليل لأحقيتهم بذلك اى أنتم قدمتم العذاب او الصلىّ لنا واوقعتمونا فيه بتقديم ما يؤدى اليه من العقائد الزائغة والأعمال السيئة وتزيينها فى أعيننا وإغرائنا عليها لا انا باشرنا من تلقاء أنفسنا وذلك ان سبب عذاب الاتباع هو تلك العقائد والأعمال والرؤساء لم يقدموها بل الذين قدموها هم الاتباع باختيارهم إياها واتصافهم بها والذي قدمه الرؤساء لهم ما يحملهم عليها من الإغواء والإغراء عليها وهذا القدر من السببية كاف فى اسناد تقديم العذاب او الصلي الى الرؤساء فَبِئْسَ الْقَرارُ اى فبئس المقر جهنم قصدوا بذمها جناية الرؤساء عليهم قالُوا اى الاتباع معرضين عن خصومتهم متضرعين الى الله رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا العذاب او الصلى وفى التفسير
صفحة رقم 52