آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ

قوله: ﴿ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ أي اشكروه على تلك النعم التي أسداها إليكم. قوله: (بإسكانكم) إلخ، أشار بذلك إلى أن النعمة بمعنى الإنعام، ويصح أن تكون بمعنى المنعم به. قوله: (وخالق مبتدأ) أي مرفوع بضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. قوله: (بالجر والرفع) أي فهما قراءتان سبعيتان، وقوله: (لفظاً أو محلاً) لف ونشر مرتب، وفي بعض النسخ بتقديم الرفع، فيكون ألفاً ونشراً مشوشاً، وقرئ شذوذاً بالنصب على الاستثناء. قوله: (والاستفهام للتقرير) أي والتوبيخ. قوله: (أي لا خالق رازق غيره) هذا حل معنى لا حل إعراب، وإلا لقال: لا خالق غيره رازق لكم. قوله: ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ كلام مستأنف لتقرير النفي المتقدم. قوله: ﴿ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾ من الإفك بالفتح وهو الصرف، وبابه ضرب، ومنه قوله تعالى:﴿ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ﴾[الأحقاف: ٢٢] وأما الإفك بالكسر فهو الكذب. قوله: (من أين تصرفون عن توحيده) أي كيف تعبدون غيره. مع أنه ليس في ذلك الغير وصف يقتضي عبادته من دون الله. قوله: ﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ ﴾ أي يدوموا على تكذيبك، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: (فاصير كما صبروا) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف، والمعنى فتأسى بمن قبلك ولا تحزن. قوله: (فيجازي المكذبين) أي بإدخالهم النار، وقوله: (وينصر المرسلين) أي بقبول شفاعتهم وإدخالهم دار الكرامة. قوله: (وغيره) أي كالحساب والعقاب. قوله: ﴿ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا ﴾ المراد نهيهم عن الاغترار بها، والمعنى فلا تغتروا بالدنيا، فيذهلكم التمتع بها عن طلب الآخرة والسعي لها. قوله: (في حلمه) أي بسببه، والمعنى لا تجعلوا حلمه وامهاله سبباً في اتباعكم الشيطان. قوله: ﴿ ٱلْغَرُورُ ﴾ هو بالفتح في قراءة العامة كالصبور والشكور، وقرئ شذوذاً بضمها، إما جمع غار كقاعد وقعود، أو مصدر كالجلوس.

صفحة رقم 1192
حاشية الصاوي على تفسير الجلالين
عرض الكتاب
المؤلف
أحمد بن محمد الصّاوي المالكي الخلوتي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية