آيات من القرآن الكريم

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ

داود بزبور خواندن مشغول شدى سباع ووحوش از منازل خود بيرون آمده استماع آواز دلنوازش كردندى وطيور از نغمات جانفزايش مضطرب كشته خود از منزل بر زمين افكندندى

ز صوت دلكشش جان تازه كشتى روانرا ذوق بى اندازه كشتى
سپهر چنك پشت ارغنون ساز از ان پر حالت نشنوده آواز
وكفتند چون داود تسبيح كفتى كوهها بصدا ويرا مدد دادندى ومرغان برز بر سر وى كشيده بألحان دلاويز امداد نمودندى وهر كس كه آواز وى شنيدى از لذت آن نغمه بيخود كشتى واز ان وجد وسماع بودى كه در يك مجلس چهار صد جنازه بركرفتندى]
چوكردد مطرب من نغمه پرداز ز شوقش مرغ روح آيد بپرواز
قال القرطبي حسن الصوت هبة الله تعالى وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بتزيين الصوت وبالترجيع ما لم يكن لحنا مفسدا مغيرا للمبنى مخرجا للنظم عن صحة المعنى لان ذلك سبب للرقة واثارة الخشية كما فى فتح القريب [شبى داود عليه السلام با خود كفت «لا عبدّن الله تعالى عبادة لم يعبده أحد بمثلها» اين بكفت وبر كوه شد تا عبادت كند وتسبيح كويد در ميانه شب وحشتي بوى درآمد ورب العالمين آن ساعت كوه را فرمود تا انس دل داود را با وى تسبيح وتهليل مساعدت كند چندان آواز تسبيح وتهليل از كوه پديد آمد كه آواز داود در جنب آن ناچيز كشت با خود كفت] كيف يسمع صوتى مع هذه الأصوات فنزل ملك وأخذ بعضد داود وأوصله الى البحر فوضع قدمه عليه فانفلق حتى وصل الى الأرض تحته فوضع قدمه عليها حتى انشقت فوصل الى الحوت تحت الأرض ثم الى الصخرة تحت الحوت فوضع قدمه على الصخرة فظهرت دودة وكانت تنشر فقال له الملك يا داود ان ربك يسمع نشير هذه الدودة فى هذا الموضع من وراء السبع الطباق فكيف لا يسمع صوتك من بين أصوات الصخور والجبال فتنبه داود لذلك ورجع الى مقامه
همه آوازها در پيش حق باز اگر پيدا اگر پوشيده آواز
كسى كو بشنود آواز از حق شود در نفس خود خاموش مطلق
اللهم أسمعنا كلامك وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ اللين ضد الخشونة يستعمل فى الأجسام ثم يستعار للمعانى وإلانة الحديد بالفارسية [نرم كردانيدن آهن] اى جعلناه لينا فى نفسه كالشمع والعجين والمبلول يصرفه فى يده كيف يشاء من غير احماء بنار ولا ضرب بمطرقة او جعلناه بالنسبة الى قوته التي آتيناها إياه لينا كالشمع بالنسبة الى سائر قوى البشرية وكان داود اوتى شدة قوة فى الجسد وان لم يكن جسيما وهو أحد الوجهين لقوله ذا الأيد فى سورة ص أَنِ اعْمَلْ اى أمرناه بان عمل على ان ان مصدرية حذف منها الباء سابِغاتٍ اى دروعا واسعة تامة طويلة قال فى القاموس سبغ الشيء سبوغا طال الى الأرض والنعمة انسغت ودرع سابغة تامة طويلة انتهى ومنه استعير إسباغ الوضوء او إسباغ النعمة كما فى المفردات وهو عليه السلام أول من اتخذها وكانت قبل ذلك صفائح حديد مضروبة قالوا

صفحة رقم 267

كان عليه السلام حين ملك على بنى إسرائيل يخرج متنكرا فيسأل الناس ما تقولون فى داود فيثنون عليه فقيض الله له ملكا فى صورة آدمي فسأله على عادته فقال نعم الرجل لولا خصلة فيه فسأله عنها فقال لولا انه يأكل ويطعم عياله من بيت المال ولو أكل من عمل يده لتمت فضائله فعند ذلك سأل ربه ان يسبب له ما يستغنى به عن بيت المال فعلمه تعالى صنعة الدروع فكان يعمل كل يوم درعا ويبيعها باربعة آلاف درهم او بستة آلاف ينفق عليه وعلى عياله الفين ويتصدق بالباقي على فقراء بنى إسرائيل [در لباب كويد چون وفات فرمود هزار ذره در خزانه او بود] وفى الحديث (كان داود لا يأكل الا من كسب يده] وفى الآية دليل على تعلم اهل الفضل الصنائع فان العمل بها لا ينقص بمرتبتهم بل ذلك زيادة فى فضلهم إذ يحصل لهم التواضع فى أنفسهم والاستغناء عن غيرهم وفى الحديث (ان خير ما أكل المرء من عمل يده) قال الشيخ سعدى قدس سره

بياموز پرورده را دست رنج وكر دست دارى چوقارون كنج
بپايان رسد كيسه سيم وزر نكردد تهى كيسه پيشه ور
وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ التقدير بالفارسية [اندازه كردن] والسرد فى الأصل خرز ما يخشن ويغلظ كخرز الجلد ثم استعير لنظم الحديد ونسج الدروع كما فى المفردات وقيل لصانع الدروع سراد وزراد بابدال الزاء من السين وسرد كلامه وصل بعضه ببعض واتى به متتابعا وهو انما يكون مقبولا إذا لم يخل بالفهم والمعنى اقتصد فى نسجها بحيث تناسب حلقها: وبالفارسية [واندازه نكه دار در بافتن آن «يعنى حلقها مساوى» در هم افكن تا وضع آن متناسب افتد] ولا تصرف جميع أوقاتك اليه بل مقدار ما يحصل به القوة واما الباقي فاصرفه الى العبادة وهو الأنسب بما بعده وفى التأويلات النجمية يشير الى إلانة قلبه والسابغات الحكم البالغة التي ظهرت ينابيعها من قلبه على لسانه (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) الحديث بان تتكلم بالحكمة على قدر عقول الناس
نكته كفتن پيش كژفهمان ز حكمت بيكمان جوهرى چند از جواهر ريختن پيش خرست
وَاعْمَلُوا خطاب لداود واهله لعموم التكليف صالِحاً عملا صالحا خالصا من الأغراض إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لا أضيع عمل عامل منكم فاجازيكم عليه وهو تعليل للامر او لوجوب الامتثال به وفى التأويلات النجمية أشار بقوله (وَاعْمَلُوا صالِحاً) الى جميع أعضائه الظاهرة والباطنة ان تحمل فى العبودية كل واحدة منها عملا يصلح لها ولذلك خلقت انى بعمل كل واحدة منكن بصير وبالبصارة خلقتكن انتهى. والبصير هو المدرك لكل موجود برؤيته ومن عرف انه البصير راقبه فى الحركات والسكنات حتى لا يراه حيث نهاه او يفقده حيث امره وخاصية هذا الاسم وجود التوفيق فمن قرأه قبل صلاة الجمعة مائة مرة فتح الله بصيرته ووفقه لصالح القول والعمل وان كان الإنسان لا يخلو عن الخطأ يقال كان داود عليه السلام يقول اللهم لا تغفر للخطائين غيرة منه وصلابة فى الدين فلما وقع له ما وقع من الزلة كان يقول اللهم اغفر للمذنبين ويقال لما تاب الله عليه اجتمع الانس والجن والطير بمجلسه فلما رفع صوته

صفحة رقم 268

لسليمان وانهم تخلصوا بعد موته من تلك الأعمال الشاقة: يعنى [چون بدانستند كه سليمان را وفات رسيد فى الحال فرار نموده در شعاب جبال وأجواف بوادي كريختند واز رنج وعذاب بازرستند] وانما تهيأ لهم التسخير والعمل لان الله تعالى زاد فى أجسامهم وقواهم وغير خلقهم عن خلق الجن الذين لا يرون ولا يقدرون على شىء من هذه الأعمال الشاقة مثل نقل الأجسام الثقال ونحوه لان ذلك كان معجزة لسليمان عليه السلام قالت المعتزلة الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها ويجوز ان يكثف الله أجسام الجن فى زمان الأنبياء دون غيره من الازمنة وان يقويهم بخلاف ما هم عليه فى غير زمانهم قال القاضي عبد الجبار ويدل على ذلك ما فى القرآن من قصة سليمان انه كشفهم له حتى كان الناس يرونهم وقواهم حتى يعملون له الأعمال الشاقة واما تكثيف أجسامهم وأقدارهم عليها فى غير زمان الأنبياء فانه غير جائز لكونه نقضا للعادة قال اهل التاريخ كان سليمان عليه السلام ابيض جسيما وضيئا كثير الشعر يلبس البياض وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة وكانت وفاته بعد فراغ بناء بيت المقدس بتسع وعشرين سنة يقول الفقير هو الصحيح اى كون وفاته بعد الفراغ من البناء لا قبله بسنة على ما زعم بعض اهل التفسير وذلك لوجوه الاول ما فى المرفوع من ان سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله ثلاثا فاعطاه اثنتين ونحن نرجو ان يكون قد أعطاه الثالثة وقد سبق فى تفسير قوله تعالى (مِنْ مَحارِيبَ) والثاني اتفاقهم على ان داود أسس بيت المقدس فى موضع فسطاس موسى وبنى مقدار قامة انسان فلم يؤذن له فى الإتمام كما مر وجهه ثم لما دنا اجله وصى به الى ابنه سليمان وبعيد ان يؤخر سليمان وصية أبيه الى آخر عمره مع ما ملك مدة أربعين سنة والثالث قصة الخروب التي ذكرها الاجلاء من العلماء فانها تقتضى ان سليمان صلى فى المسجد الأقصى بعد إتمامه زمانا كثيرا وفى التأويلات النجمية تشير الآية الى كمال قدرته وحكمته وانه هو الذي سخر الجن والانس لمخلوق مثلهم وهم الألوف الكثيرة والوحوش والطيور ثم قضى عليه الموت وجعلهم مسخرين لجثة بلا روح وبحكمته جعل دابة الأرض حيوانا ضعيفا مثلها دليلا لهذه الألوف الكثيرة من الجن والانس تدلهم بفعلها على علم ما لم يعلموا وفيه ايضا اشارة الى انه تعالى جعل فيها سببا لايمان امة عظيمة وبيان حال الجن انهم لا يعلمون الغيب وفيه اشارة اخرى ان نبيين من الأنبياء اتكئا على عصوين وهما موسى وسليمان فلما قال موسى هى عصاى اتوكأ عليها قال ربه ألقها فلما القاها جعلها ثعبانا مبينا يعنى من اتكأ على غير فضل الله ورحمته يكون متكؤه ثعبانا ولما اتكأ سليمان على عصاه فى قيام ملكه بها واستمسك بها بعث الله أضعف دابة وأخسها لابطال متكئه ومتمسكه ليعلم ان من قام بغيره زال بزواله وان كل متمسك بغير الله طاغوت من الطواغيت ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها انتهى كلامه لَقَدْ اى بالله لقد كانَ لِسَبَإٍ كجبل وقد يمنع من الصرف باعتبار القبيلة اى كان لقبيلة سبأ وهم أولاد سبأ بن يشجب بالجيم على ما فى القاموس ابن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. وسبأ لقب عبد شمس بن يشجب وانما لقب به لانه أول من سبى كما قاله السهيلي

صفحة رقم 280

وهو يجمع قبائل اليمن. ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية فهو ابو عرب اليمن يقال لهم العرب العاربة. ويقال لمن تكلم بلغة إسماعيل العرب المستعربة وهى لغة اهل الحجاز فعربية قحطان كانت قبل إسماعيل عليه السلام وهو لا ينافى كون إسماعيل أول من تكلم بالعربية لانه أول من تكلم بالعربية البينة المحضة وهى عربية قريش التي نزل بها القرآن وكذا لا ينافى ما قيل ان أول من تكلم بالعربية آدم فى الجنة فلما اهبط الى الأرض تكلم بالسريانية وجاء (من احسن ان يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فانه يورث النفاق) واشتهر على ألسنة الناس انه ﷺ (قال انا افصح من نطق بالضاد) قال جمع لا اصل له ومعناه صحيح لان المعنى انا افصح العرب لكونهم هم الذين ينطقون
بالضاد ولا توجد فى غير لغتهم كما فى انسان العيون لعلى بن برهان الدين الحلبي فِي مَسْكَنِهِمْ بالفارسية [نشستكاه] والمعنى فى بلدهم الذي كانوا فيه باليمن وهو مأرب كمنزل على ما فى القاموس بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال وهى المرادة بسبا بلدة بلقيس فى سورة النمل قال السهيلي مأرب اسم ملك كان يملكهم كما ان كسرى اسم لكل من ملك الفرس. وخاقان اسم لكل من ملك الصين. وقيصر اسم لكل من ملك الروم. وفرعون لكل من ملك مصر. وتبع لكل من ملك الشحر واليمن وحضر موت. والنجاشي لكل من ملك الحبشة وقيل مأرب اسم قصر كان لهم ذكره المسعودي قال فى انسان العيون ويعرب بن قحطان قيل له ايمن لان هودا عليه السلام قال له أنت ايمن ولدي وسمى اليمن يمنا بنزوله فيه آيَةٌ علامة ظاهرة دالة بملاحظة الأحوال السابقة واللاحقة لتلك القبيلة من الإعطاء والترفية بمقتضى اللطف ثم من المنع والتخريب بموجب القهر على وجود الصانع المختار وقدرته على كل ما يشاء من الأمور البديعة ومجازاته للمحسن والمسيء وما يعقلها الا العالمون وما يعتبرها الا العاقلون جَنَّتانِ بدل من آية والمراد بهما جماعتان من البساتين لا بستانان اثنان فقط عَنْ يَمِينٍ جماعة عن يمين بلدتهم واليمين فى الأصل الجارحة وهى اشرف الجوارح لقوتها وبها تعرف من الشمال وتمتاز عنها وَشِمالٍ وجماعة عن شمالها كل واحدة من تينك الجماعتين فى تقاربها وتضامها كأنها جنة واحدة او بستانان لكل رجل منهم عن يمين مسكنه وعن شماله كُلُوا حكاية لما قال لهم نبيهم تكميلا للنعمة وتذكيرا لحقوقها او لسان الحال او بيان لكونهم أحقاء بان يقال لهم ذلك مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ من انواع الثمار وَاشْكُرُوا لَهُ على ما رزقكم باللسان والجنان والأركان بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ استئناف مبين لما يوجب الشكر المأمور به اى بلدتكم بلدة طيبة وربكم الذي رزقكم ما فيها من الطيبات وطلب منكم الشكر رب غفور لفرطات من يشكره فمعنى طيبة انها لم تكن سبخة بل لينة حيث أخرجت الثمار الطيبة او انها طيبة الهواء والماء كما قال الكاشفى [اين شهرى كه خداى تعالى در وى روزى ميدهد شهرى پاكيزه است هواى تن درست وآب شيرين وخاك پاك]

شهرى چوبهشت از نكويى چون باغ ارم بتازه رويى
وفى فتح الرحمن وطيبتها انها لم يكن بها بعوض ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية

صفحة رقم 281
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية