آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا
ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌ

أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أنس رضي الله عنه قال :« لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش رضي الله عنها دعا القوم، فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام، وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي ﷺ ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا، فانطلقت فجئت، فاخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه، فأنزل الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... ﴾ ».
وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال :« كنت مع النبي ﷺ فأتى باب امرأة عرس بها، فإذا عندها قوم، فانطلق فقضى حاجته، فرجع وقد خرجوا، فدخل وقد أرخى بيني وبينه ستراً، فذكرته لأبي طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء. فنزلت آية الحجاب ».
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس رضي الله عنه قال « كنت أدخل على رسول الله ﷺ بغير إذن، فجئت يوماً لأدخل، فقال علي : مكانك يا بني إنه قد حدث بعدك أمر، لا تدخل علينا إلا بإذن ».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « دخل رجل على النبي ﷺ، فأطال الجلوس، فقام النبي ﷺ مراراً كي يتبعه ويقوم، فلم يفعل، فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله ﷺ، فنظر إلى الرجل المقعد فقال : لعلك آذيت النبي ﷺ، ففطن الرجل فقام، فقال النبي ﷺ : لقد قمت مراراً كي يتبعني فلم يفعل، فقال عمر رضي الله عنه : لو اتخذت حجاباً، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن. فأنزل الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... ﴾. فأرسل إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بذلك ».
وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت آكل مع النبي ﷺ طعاماً في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل، فاصابت أصبعه أصبعي فقال عمر : أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين.

صفحة رقم 191

فنزلت آية الحجاب.
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : نزل حجاب رسول الله في عمر. أكل مع النبي طعاماً، فاصاب يده بعض أيدي نساء النبي ﷺ، فأمر بالحجاب.
أخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني، ولقد سألني أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : نزل في زينب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ﴾ إلى قوله ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ قال : غير متحينين طعامه ﴿ ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ﴾ قال : كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث، فجعل النبي ﷺ يخرج ويدخل. ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ﴾ قال : بلغنا أنهم أمروا بالحجاب عند ذلك ﴿ لا جناح عليهن في آبائهن ﴾ قال : فرخص لهن أن لا يحتجبن من هؤلاء.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كانوا يجيئون، فيدخلون بيت النبي ﷺ، فيجلسون، فيتحدثون ليدرك الطعام، فأنزل الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ﴾ ليدرك الطعام ﴿ ولا مستأنسين لحديث ﴾ ولا تجلسوا فتحدثوا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ قال : الانا : النضيج. يعني إذا أدرك الطعام قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول الشاعر :

ينعم ذاك الانا الغبيط كما ينعم غرب المحالة الجمل
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « أن رسول الله ﷺ كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فاصابت يد رجل منهم يد عائشة رضي الله عنها، فكره ذلك النبي ﷺ، فنزلت آية الحجاب ».
وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها، أن أزواج النبي ﷺ كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع! وهو صعيداً فيح. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي ﷺ : أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر رضي الله عنه بصوته ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله تعالى الحجاب.

صفحة رقم 192

قال الله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... ﴾.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ غير ناظرين إناه ﴾ قال : غير متحينين نضجه ﴿ ولا مستأنسين لحديث ﴾ بعد أن تأكلوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ إناه ﴾ قال : نضجه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليمان بن أرقم رضي الله عنه في قوله ﴿ ولا مستأنسين لحديث ﴾ قال : نزلت في الثقلاء.
وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال : كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي ﷺ رجاء أن يجيء شيء، فنزلت ﴿ فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً ﴾ قال : أزواج النبي ﷺ عليهن الحجاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً ﴾ قال : حاجة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع : بذكره الاسارى يوم بدر أمر بقتلهم، فأنزل الله ﴿ لولا كتاب من الله سبق... ﴾ [ الأنفال : ٦٨ ]. وبذكره الحجاب أمر نساء النبي ﷺ أن يحتجبن فقالت له زينب رضي الله عنها : وانك لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا؟ فأنزل الله ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً ﴾. وبدعوة النبي ﷺ « اللهم أيد الإِسلام بعمر » وبرأيه في أبي بكر كان أول الناس بايعه.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا نهض إلى بيته بادروه، فأخذوا المجالس، فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله ﷺ، ولا ببسط يده إلى الطعام مستحياً منهم، فعوتبوا في ذلك، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... ﴾.
وأخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : نزل الحجاب مبتنى رسول الله ﷺ بزينب بنت جحش رضي الله عنها، وذلك سنة خمس من الهجرة، وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة.
وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال : نزل حجاب رسول الله ﷺ على نسائه في ذي القعدة، سنة خمس من الهجرة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... ﴾ قال : نزلت في رجل هم أن يتزوّج بعض نساء النبي ﷺ بعده قال سفيان : ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها.

صفحة رقم 193

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل : لئن مات محمد ﷺ لأتزوجن عائشة. فأنزل الله ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : بلغ النبي ﷺ أن رجلاً يقول : إن توفي رسول الله ﷺ تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي ﷺ، فنزل القرآن ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدنا، لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده. فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : قال طلحة بن عبيد الله : لو قبض النبي ﷺ تزوجت عائشة رضي الله عنها. فنزلت ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله.. ﴾.
وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... ﴾ قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال : إذا توفي رسول الله ﷺ تزوجت عائشة رضي الله عنها.
وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل من أصحاب النبي ﷺ : لو قد مات رسول الله ﷺ تزوجت عائشة. أو أم سلمة. فأنزل الله ﴿ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله.. ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما « أن رجلاً أتى بعض أزواج النبي ﷺ، فكلمها وهو ابن عمها. فقال النبي ﷺ : لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال : يا رسول الله إنها ابنة عمي، والله ما قلت لها منكراً، ولا قالت لي قال النبي ﷺ : قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله، وأنه ليس أحد أغير مني، فمضى ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمي لأَتَزَوَّجَنَّها من بعده. فأنزل الله هذه الآية، فاعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة ابعرة في سبيل الله، وحج ماشياً في كلمته ».
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت :« خطبني علي رضي الله عنه، فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها، فأتت النبي ﷺ فقالت : إن أسماء متزوجة علياً فقال لها النبي ﷺ » ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله « ».

صفحة رقم 194

وأخرج البيهقي في السنن عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته : إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة، فلا تتزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا، فلذلك حرم أزواج النبي ﷺ أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل بن حنيف في قوله ﴿ إن تبدوا شيئاً أو تخفوه ﴾ قال : أن تتكلموا به فتقولون : نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي ﷺ، أو تخفوا ذلك في أنفسكم، فلا تنطقوا به يعلمه الله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : بلغنا أن العالية بنت ظبيان طلقها النبي ﷺ قبل أن يحرم نساؤه على الناس، فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ﴿ إن تبدوا شيئاً ﴾ قال : مما يكرهه النبي ﷺ ﴿ أو تخفوه في أنفسكم فإن الله كان بكل شيء عليماً ﴾ يقول : فإن الله يعلمه.

صفحة رقم 195
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية