آيات من القرآن الكريم

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ

وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾ قال ابن عباس (١)، والحسن (٢)، وعطاء (٣): جَحَد فرضَ الحَجِّ.
وقال الضحّاك (٤): لمّا نزلت آية الحج، جمع رسول الله - ﷺ -، أهلَ الأديان كلَّهم، فخطبهم، وقال: "إن الله عز وجل كتب عليكم الحجَّ فحُجُّوا". فآمَنَ بِهِ المسلمون، وكفر [بِهِ] (٥) الباقون، فأنزل الله قولَه: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
٩٨ - قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾.
وقال في هذه السورة: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ] (٦) وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ (٧) [آل عمران: ٧٠].
هناك خاطبهم تَلَطُّفًا في استدعائهم (٨) إلى الحق؛ بأن وجه الخطاب

(١) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ١٩، "تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧١٥، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٨٢ ب، "النكت والعيون" ١/ ٤١١، "الدر المنثور" ٤/ ١٠١ وزاد نسبة إخراجه لابن المنذر، والبيهقي.
(٢) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ١٩، "ابن أبي حاتم" ٣/ ٧١٥، "الثعلبي" ٣/ ٨٢ ب.
(٣) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ١٩، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٨٢ ب، وعنه رواية أخرى، قال: (قال: ومن كفر بالبيت). في "الطبري" ٤/ ٢١، "الثعلبي" ٣/ ٨٣ أ.
(٤) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ٢٠، "تفسير الثعلبي" ٨٢ ب، "الدر المنثور" ٢/ ١٠١ وزاد نسبة إخراجه لسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٥) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(٦) ما بين المعقوفين زيادة من (ج).
(٧) (وأنتم تشهدون): ساقطة من (ب).
(٨) في (ب): (اسم تداعيهم).

صفحة رقم 453

إليهم، وههنا وجَّهَ الخطابَ إلى غيرهم إهانة لهم لصدهم عن الحق.
فإن قيل: لم جاز أن يقال لليهود والنصارى (أهل الكتاب)، وهم لا يعملون (١) به، ولم يجز (٢) مثلُ ذلك في أهل القرآن؟
قيل: إن القرآن [اسمٌ] (٣) خاصٌ لِما أَنزل الله على محمد - ﷺ -، فأما الكِتاب فيجوز أن يذهب به إلى معنى: يا أهل الكتاب المحرف عن جهته!.
وأيضًا فإنهم نُسبوا إلى الكتاب، احتجاجًا عليهم بالكتاب لإقرارهم به كأنه قيل يا من يُقِرُّ بأنه من أهل الكتاب لم تكفرونَ بآيات الله؟.
وقوله تعالى: ﴿لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ توبيخٌ (٤) لهم، على لفظ الاستفهام، لأنه كسؤال التعجيز عن إقامة البرهان. وقد ذكرنا مثل هذا (٥).
والمراد بـ (الآيات) ههنا: الآياتُ التي أنزلها على نبيه محمد - ﷺ -، والمعجزات التي كانت له، والعلامات التي وافقت في صفته ما تقدمت البشارة به (٦)

(١) في (أ)، (ب): (يعلمون). والمثبت من (ج).
(٢) في (ج): (نجز).
(٣) ما بين المعقوفين في (أ)، (ب): (انتم). والمثبت من (ج).
(٤) في (ب): (توبيخًا).
(٥) انظر: "تفسير البسيط" آية: ٢٨ من سورة البقرة. وانظر تفسير الآية: ٧٥ من سورة آل عمران: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾، والآية: ٨٠ ﴿أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، والآية: ٨٦ ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾.
(٦) ورد عن ابن عباس، تفسيره لـ (الآيات) بأنها القرآن، ومحمد - ﷺ -. انظر: "زاد المسير" ١/ ٤٢٩. وجعلها ابن عطية محتملة للقرائن وللعلامات الظاهرة على يدي النبي - ﷺ -. انظر: "المحرر الوجيز" ٣/ ٢٤٠.

صفحة رقم 454
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية