آيات من القرآن الكريم

مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ

ومن سورة آل عمران
١ الم: فتحت الميم لالتقاء الساكنين «١»، أو طرحت فتحة الهمزة عليها «٢».
٢ الْقَيُّومُ: فيعول من قام «٣» : وهو القائم بالقسط، والقائم على كل نفس بما كسبت.
٣ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ: بالتشديد لتكرير تنزيل القرآن.
وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ: بالتخفيف، لأنهما أنزلا دفعة.
وأعاد ذكر الفرقان «٤» وهو الكتاب لزيادة فائدة الفرق بين الحق والباطل.
٧ مُحْكَماتٌ: المحكم ما يبيّن واتفق تفسيره فيقطع على مراد بعينه.

(١) هذا قول سيبويه في الكتاب: ٢/ ٢٧٥.
ونقله الزجاج في معانيه: ١/ ٣٧٣ عن بعض البصريين. وانظر إعراب النحاس: ١/ ٣٥٣، ومشكل الإعراب لمكي: ١/ ١٤٨، والتبيان للعكبري: ١/ ٢٣٥.
قال السمين الحلبي في الدر المصون: ٣/ ٦: «وهو مذهب سيبويه وجمهور الناس فإن قيل: أصل التقاء الساكنين الكسر فلم عدل عنه؟ فالجواب أنهم لو كسروا لكان ذلك مفضيا إلى ترقيق لام الجلالة والمقصود تفخيمها للتعظيم فأوثر الفتح لذلك. وأيضا فقبل الميم ياء وهي أخت الكسرة، وأيضا فقبل هذه الياء كسرة فلو كسرنا الميم الأخيرة لالتقاء الساكنين لتوالى ثلاثة متجانسات فحرّكوها بالفتح كما حركوا في نحو «من الله».
(٢) معاني الزجاج: ١/ ٣٧٣ عن بعض البصريين، وقال: «وهذا أيضا قول الكوفيين».
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٩٠، وقال الأخفش في معانيه: ١/ ٣٩٤: فإن «القيوم» : الفيعول، ولكن الياء إذا كانت قبل واو متحركة قلبت الواو ياء، وأصله القيووم... ».
(٤) في قوله تعالى: مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ... [آل عمران: ٤].

صفحة رقم 179

وقيل «١» : ما يعلم على التفصيل والوقت والمقدار.
والمتشابه بخلافه مثل: وقت الساعة وأشراطها، ومعرفة الصغائر بأعيانها «٢». فالوقف على قوله: إِلَّا اللَّهُ «٣». ومن وقف على «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»، كان يَقُولُونَ في موضع الحال «٤»، أي يعلمون تأويله «٥» قائلين: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا.

(١) ذكر النحاس في معانيه (١/ ٣٤٤- ٣٤٨) أقوالا كثيرة في المراد ب «المحكم» ثم قال:
«وأجمع هذه الأقوال أن المحكم ما كان قائما بنفسه لا يحتاج إلى استدلال، والمتشابه ما لم يقم بنفسه، واحتاج إلى استدلال».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (٣/ ١٦، ١٧) :«المحكمات: المفصلات المبينات الثابتات الأحكام، والمتشابهات هي التي فيها نظر وتحتاج إلى تأويل ويظهر فيها ببادئ النظر إما تعارض مع أخرى أو مع العقل إلى غير ذلك من أنواع التشابه، فهذا الشبه الذي من أجله توصف بمتشابهات، إنما هو بينها وبين المعاني الفاسدة التي يظنها أهل الزيغ ومن لم يمعن النظر وهذا نحو الحديث الصحيح عن النبي عليه السلام: «الحلال بين الحرام بين، وبينهما أمور متشابهات» أي يكون الشيء حراما في نفسه فيشبه عند من لم يمعن النظر شيئا حلالا، وكذلك الآية يكون لها في نفسها معنى صحيح فتشبه عند من لم يمعن النظر أو عند الزائغ معنى آخر فاسدا فربما أراد الاعتراض به على كتاب الله، هذا عندي معنى الإحكام والتشابه في هذه الآية... ». [.....]
(٢) ذكره الطبري في تفسيره: (٦/ ١٧٩، ١٨٠) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
قال الطبري- رحمه الله-: «وهذا القول ذكرناه عن جابر بن عبد الله أشبه بتأويل الآية... ».
وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: ١/ ٣٠٥، وتفسير البغوي: ١/ ٢٧٩، والمحرر الوجيز: ٣/ ١٩.
(٣) اختاره الفراء في معانيه: ١/ ١٩١، وعزاه النحاس في معاني القرآن: ١/ ٣٥١ إلى الكسائي والأخفش، والفراء، وأبي عبيد، وأبي حاتم الرازي.
(٤) التبيان للعكبري: ١/ ٢٣٩، والبحر المحيط: ٢/ ٣٨٤، والدر المصون: ٣/ ٢٩.
(٥) أورد النحاس في معانيه: ١/ ٣٥٤ هذا القول والذي قبله ثم قال: «والقول الأول وإن كان حسنا فهذا أبين منه، لأن واو العطف الأولى بها أن تدخل الثاني، فيما دخل فيه الأول، حتى يقع دليل بخلافه. وقد مدح الله عز وجل الراسخين بثباتهم في العلم، فدخل على أنهم يعلمون تأويله... » واختاره مكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ١٤٩ فقال: «عطف على اسم «الله» جل ذكره فهم يعلمون المتشابه، ولذلك وصفهم الله تعالى بالرسوخ في العلم.
ولو كانوا جهالا بمعرفة المتشابه لما وصفوا بالرسوخ في العلم... ».
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (٣/ ٢٥، ٢٦) :«وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق، وذلك أن الله تعالى قسم آي الكتاب قسمين: محكما ومتشابها، فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب لا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شيء يلبس، ويستوي في علمه الراسخ وغيره، والمتشابه يتنوع، فمنه ما لا يعلم ألبتة، كأمر الروح، وآماد المغيبات التي قد أعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلك، ومنه ما يحمل على وجوه اللّغة ومناح في كلام العرب، فيتأول تأويله المستقيم، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله في عيسى رُوحٌ مِنْهُ إلى غير ذلك، ولا يسمّى أحد راسخا إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيرا بحسب ما قدر له، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخا، وقوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ عائد على جميع متشابه القرآن... ».

صفحة رقم 180
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية