
قوله تعالى: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١٤٧)
الفرق بين الدْنب والإسراف من وجهين:
أحدهما: أن الإسراف نجاوز الحد فى فعل ما يجب، والذنبُ عام فيه وفي التقصير، فإذاً كل إسراف ذنب، وليس كل ذنب إسرافاً.
والثاني: أن حقيقة الذنب: التقصير وترك الأمر حتى يفوت، ثم يؤخذ بالذنب. والذنب إذن في الأصل مقابل الإِسراف، وكلاهما مذمومان، أحدهما: من جهة التفريط. والآخر: من جهة الإِفراط.

والمحمود هو العدالة، والقصد المنفك منهما، وثباتَ القدم في الأمر
اللزوم، وعلى هذا قوله: (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا)، وكيفيّة
تثبيت الأقدام، قيل بإلطاف من جهته، وقيل بإنزال الملائكة
عليهم، وذلك عام في كل نصرةٍ ينصر الله بها عبده من قوة نفسه.
ومما يعينه من خارج.
وقيل: أشار بذلك إلى سؤال الصيانة عما يحبط ما تقدم من الأعمال.
وهذا السؤال نحو ما رُوي