
﴿يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا﴾ كلٌ نهي جاء مصحوباً بنداء المؤمنين: ﴿يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ فهو من المحرمات؛ التي يأثم فاعلها، ويثاب تاركها: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ ﴿لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ ﴿لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ ﴿لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ وأمثال ذلك. وأكل الربا من أفحش الموبقات المنهي عنها؛ خاصة إن كانت ﴿أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً﴾ وهو ما يسميه الربويون بالفوائد المركبة؛ وهو أن يضم المرابي فوائد الدين إلى أصله، ويحتسب الدين وفوائده وفوائد الفوائد؛ وهكذا حتى يتضاعف الدين ﴿أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً﴾ وليس معنى الآية: إباحة الربا إذا لم يكن أضعافاً مضاعفة؛ بل هو حرام قل أو كثر، ضوعف أو لم يضاعف؛ ويأثم فاعله؛ ويكفر مستحله لقوله تعالى:
صفحة رقم 78