
٣٤ - وقوله: ﴿رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ قال ابن عباس: عذابًا (١). قال مقاتل: يعني الخسف، والحَصْب (٢).
٣٥ - وقوله: ﴿وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً﴾ يعني: آثار منازلهم الخَرِبة. وهو معنى قول ابن عباس (٣). يريد الأنهار التي كانت في قراهم، والنخيل التي قَلَت (٤) فهي إلى اليوم لا ينتفع بشيء منها. وقال قتادة: هي الأحجار التي أبقاها الله (٥)، فأدركها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: هي الماء الأسود على وجه الأرض (٦).
٣٦ - وقوله: ﴿وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ قال مقاتل: واخشوا البعث الذي فيه جزاء الأعمال (٧).
٣٨ - وقوله: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ﴾ قيل: هو عطف على الكناية في ﴿فَأَخَذَتْهُمُ﴾ (٨). وقيل: هو عطف، معناه: وفتنا عادًا، رجوعًا إلى قوله:
(٢) "تفسير مقاتل" ٧٣ أ. الحَصْبُ: رميك بالحصباء، يقال: حَصَبْته أحْصِبُه حَصْبًا: إذا رميته بالحصباء، والحجر المرمي به: حَصَب. "تهذيب اللغة" ٤/ ٢٦٠ (حصب).
(٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٥٩ أ، منسوبًا لابن عباس.
(٤) القَلَت: الهلاك. "تهذيب اللغة" ٩/ ٥٨ (قلت).
(٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٩٨، وابن جرير ٢٠/ ١٤٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٥٨. وذكره الثعلبي ٨/ ١٥٩ أ، عن قتادة، وأبي العالية.
(٦) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٥٩ أ. ولعله يعني ما قيل من إن الأرض التي أهلكوا فيها، مكانها الآن البحر الميت، المسمى بأسماء متعددة، نظرًا لتميزه عن غيره من البحار بخواص لا توجد في غيره. انظر: مجلة القافلة رمضان ١٤١٩.
(٧) "تفسير مقاتل" ٧٣ أ.
(٨) وهو اختيار النحاس، "إعراب القرآن" ٣/ ٢٥٦.

﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (١) وقال الزجاج: وأهلكنا عادًا وثمودًا (٢). وهو قول مقاتل (٣). وذلك أن الذين ذُكروا قبل هذا ذُكر إهلاكهم.
وقوله: ﴿وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾ يقول: ظهرَ لكم يا أهلَ مكة مِنْ منازلهم بالحِجْر واليمن، آيةٌ في إهلاكهم. قاله ابن عباس ومقاتل (٤). والمعنى: وقد تبين لكم من مساكنهم ما يُخبركم به عن إهلاكهم، فحُذف فاعل التبيين استغناءً بظهوره في المعنى.
قوله تعالى: ﴿وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ﴾ قال ابن عباس: يريد أنهم كانوا ينتسبون إلى العقل والبصائر، فلم ينتفعوا بذلك (٥). واختاره الفراء؛ فقال: عقلاء ذوي بصائر (٦).
وقال مقاتل: كانوا مستبصرين في دينهم يحسبون أنهم على هدى (٧). وهذا قول الكلبي؛ قال: كانوا يرون أن أمرهم حق (٨). ونحوه قال الضحاك (٩).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٦.
(٣) "تفسير مقاتل" ٧٣ ب.
(٤) "تفسير مقاتل" ٧٣ ب. و"تنوير المقباس" ٣٣٥.
(٥) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٥٠، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٦٠، بلفظ: كانوا مستبصرين في دينهم.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣١٧. دون قوله: عقلاء.
(٧) "تفسير مقاتل" ٧٣ ب.
(٨) "تنوير المقباس" ٣٣٥.
(٩) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٥٩ أ. منسوبًا للكلبي، والضحاك. وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ١٥٠، عن الضحاك.