آيات من القرآن الكريم

وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ

على دين عيسى، وآمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- (١)
وقال قتادة: ﴿بِمَا صَبَرُوا﴾ على الكتاب الأول، والكتاب الثاني (٢)
قال مقاتل: فلما تبعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- شتمهم المشركون فصفحوا عنهم، وردوا معروفًا، فأنزل الله فيهم: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ (٣) أي: يدفعون ما يسمعون من الأذى بالصفح والعفو (٤).
وقال ابن عباس: يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك (٥).
قال أبو إسحاقِ: يدفعون بما يعملون من الحسنات ما تقدم لهم من السيئات (٦). ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ من الأموال ﴿يُنْفِقُونَ﴾ في طاعة الله (٧).
قال ابن عباس: يتصدقون على أهل دينهم (٨).
٥٥ - ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ﴾ قال الكلبي: يعني الباطل (٩). وهو ما قال لهم المشركون من الأذى والشتم. ونحو هذا قال مقاتل (١٠).

(١) هذا على أن المراد بأهل الكتاب: النصارى، كما سبق أن سعيد بن جبير، جعل الآية في النصارى الذين قدموا من الحبشة فآمنوا. أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٨٨.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٨٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٩٠.
(٣) "تفسير مقاتل" ٦٧ أ.
(٤) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ١٠٨، بمعناه.
(٥) "تنوير المقباس" ٣٢٨، بلفظ: يدفعون بالكلام الحسن؛ بلا إله إلا الله الكلامَ القبيح؛ الشرك من غيرهم.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٤٩.
(٧) "تفسير مقاتل" ٦٧ أ.
(٨) أخرج نحوه ابن جرير ٢٠/ ٩٠، عن قتادة، و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٤٩، بلفظ: يتصدقون، ولم ينسبه.
(٩) "تنوير المقباس" ٣٢٨، وأخرجه ابن جرير ٢٠/ ٩٠، عن قتادة
(١٠) "تفسيره" ٦٧ أ. وأخرجه الطبري ٢٠/ ٩١، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٩٢، عن مجاهد.

صفحة رقم 418

وقوله تعالى: ﴿أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ أي: عن اللغو، فلم يردوا عليهم مثل ما قيل لهم (١).
وقال أبو إسحاق: إذا سمعوا ما لا يجوز، وينبغي أن يُلغى لم يلتفتوا إليه (٢).
﴿وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ قال مقاتل: لنا ديننا ولكم دينكم، وذلك حين عيروهم بترك دينهم (٣). وقال (٤) غيره: لنا ما رضينا به لأنفسنا، ولكم ما رضيتم به لأنفسكم (٥).
﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ قال السدي: لما أسلم عبد الله بن سلام، جعل اليهود يشتمونه، وهو يقول: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ (٦) ومعناه: أمنة لكم من أن تسمعوا منا ما لا تحبون.
قال أبو إسحاق: ولم يريدوا بقولهم: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ التحية؛ والمعنى: أنهم قالوا: بيننا وبينكم المتاركة والتسليم. وهذا قبل أن يؤمر المسلمون بالقتال (٧).

(١) "تفسير مقاتل" ٦٧ أ.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٤٩.
(٣) "تفسير مقاتل" ٦٧ أ.
(٤) في نسخة: (أ)، (ب): وقالوا.
(٥) "تفسير ابن جرير" ٢٠/ ٩١، بنصه.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٩٣.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٤٩، يعني أن هذه الآية منسوخة بآية الجهاد والقتال، وقد سبق الحديث عن نسخ هذه الآية وما شابهها في سورة الفرقان، عند قوله تعالى ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ قال مكي بن أبي طالب: والذي عليه أهل النظر -وهو الصواب- أن الآية محكمة غير منسوخة، وأن معنى السلام فيها: =

صفحة رقم 419
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية