
وبرهانا، فلا يصلون إليكما بالأذى، وتمتنعان منهم بآياتنا، فأنتما وأتباعكما الغالبون عليهم بآياتنا، أي سائر المعجزات.
٣- لقد أعمى فرعون وقومه إدراك الحق، فتمسكوا بالمكابرة والعناد، واعتصموا بتقليد الآباء والأسلاف الذي لا حجة ولا دليل عليه، وهذا مذموم عقلا وعادة، لذا قالوا: ما هذه المعجزات إلا سحر مكذوب مفترى، ولم نسمع بدعوة التوحيد والتخلي عن الإشراك في التاريخ الغابر، ولا قيمة لتلك الحجج العقلية التي أوردها موسى لإثبات توحيد الله تعالى!!.
٤- لا بد من استعمال الحكمة في الإجابة والجدال والمناظرة للسلاطين والحكام الجبابرة، كفرعون الطاغية، توقيا من الأذى، وتأملا في اللين، والإذعان للحق، لذا كان جواب موسى حكيما حين أعلن أن الله أعلم بمن جاء بالرشاد من عنده سبحانه، ومن المستحق لدار الجزاء، وإنه لا يظفر الظالمون أنفسهم بالشرك والكفر والمعصية بشيء عند الله وفي الآخرة.
- ٧- محاجة فرعون في ربوبية الله تعالى وعاقبة عناده مع قومه
[سورة القصص (٢٨) : الآيات ٣٨ الى ٤٣]
وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ (٤١) وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢)
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣)

الإعراب:
وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَوْمَ منصوب من أربعة أوجه: إما لأنه مفعول به توسعا، كأنه قال: وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وإما معطوف بالنصب على موضع الجار والمجرور وهو: فِي هذِهِ الدُّنْيا وإما منصوب بما دل عليه قوله: مِنَ الْمَقْبُوحِينَ لأن الصلة لا تعمل فيما قبل الموصول، وإما منصوب على الظرف بالمقبوحين، أي وهم من المقبوحين يوم القيامة.
بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً كلها منصوبات على الحال من الْكِتابَ.
البلاغة:
فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ قال الزمخشري (٢/ ٤٧٧) : ولم يقل: اطبخ لي الآجرّ، لأنه أول من عمل الآجرّ، فهو يعلمه الصنعة، ولأن هذه العبارة أحسن طباقا لفصاحة القرآن وعلوّ طبقته وأشبه بكلام الجبابرة. وأمر هامان- وهو وزيره ورديفه بالإيقاد على الطين- منادى باسمه بيا في وسط الكلام: دليل التعظيم والتجبر.
بَصائِرَ لِلنَّاسِ تشبيه بليغ، حذفت فيه أداة الشبه ووجه الشبه، أي أعطيناه التوراة كأنها أنوار لقلوب الناس.
المفردات اللغوية:
هامانُ وزير فرعون فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فاصنع لي الآجرّ أي الطوب، قال عمر رضي الله عنه حين سافر إلى الشام ورأى القصور المشيدة بالآجرّ: ما علمت أن أحدا بنى بالآجر

غير فرعون صَرْحاً قصرا عاليا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى أصعد وأرتقي، ثم أنظر إليه وأوقف عليه، كأنه توهم أنه لو كان، لكان جسما في السماء يمكن الترقي إليه وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ في ادعائه إلها آخر وأنه رسول.
فِي الْأَرْضِ أرض مصر بِغَيْرِ الْحَقِّ بغير استحقاق لا يُرْجَعُونَ بالنشور فَنَبَذْناهُمْ طرحناهم فِي الْيَمِّ في البحر المالح، فغرقوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ حين صاروا إلى الهلاك. وقوله: فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ قال البيضاوي: فيه تفخيم لشأن الآخذ، واستحقار للمأخوذين، كأنه أخذهم مع كثرتهم في كف، وطرحهم في اليم.
أَئِمَّةً قادة، قدوة للضلال يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ يدعون إلى موجبات النار من الكفر والمعاصي وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ بدفع العذاب عنهم لَعْنَةً طردا عن الرحمة، وخزيا الْمَقْبُوحِينَ المطرودين المبعدين المخزيين.
الْكِتابَ هنا التوراة الْقُرُونَ الْأُولى قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط بَصائِرَ لِلنَّاسِ أنوار للقلوب في عصرهم، تبصر بها الحقائق، وتميز بين الحق والباطل وَهُدىً إلى الشرائع التي هي سبيل الله تعالى وَرَحْمَةً لمن آمن به لأنهم لو عملوا بالتوراة لنالوا رحمة الله يَتَذَكَّرُونَ يتعظون بما في ذلك الكتاب من المواعظ.
المناسبة:
قوبل موسى وهارون في دعوتهما القوية إلى توحيد الله تعالى بكفرين عظيمين:
الأول- ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي أي نفي إله غيره، وادعاء ألوهية نفسه.
والثاني: فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ، فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ أي محاولة الصعود والارتقاء إلى السماء لرؤية إله موسى. وكل من الأمرين جهل وعتو وطغيان واستكبار، فكانت عاقبته الغرق في الدنيا، والطرد من رحمة الله في الآخرة.
وفي مقابل هذا الكفر آتى الله موسى التوراة نورا وهدى ورحمة.

التفسير والبيان:
وَقالَ فِرْعَوْنُ: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ، ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي أي وقال فرعون الطاغية الجبار ملك مصر: يا أيها القوم، لم أعلم بوجود إله غيري، أي إن إله موسى غير موجود، وإنما أنا الإله، كما قال تعالى في آية أخرى حاكيا عنه:
فَحَشَرَ فَنادى، فَقالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى، فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى، إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى [النازعات ٧٩/ ٢٣- ٢٦]. دعا قومه إلى الاعتراف بألوهيته، فأجابوه إلى ذلك بقلة عقولهم وسخافة أذهانهم، كما قال تعالى:
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ، إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ [الزخرف ٤٣/ ٥٤].
وليس قصده من ادعاء الألوهية كما أبان الرازي «١» كونه خالقا السموات والأرض، وإنما وجوب تعظيمه وعبادته، أي عبادة الملك صاحب السلطة والنفوذ المطلق والانقياد التام لأوامره. وهذا من إغراءات الحكم والسلطان، وغرور الملك والعظمة.
فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ، فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ أي فاصنع لي يا هامان الوزير آجرّا، تبني لي به قصرا عاليا جدا، شامخا في الفضاء حتى أصعد به وأرتقي إلى السماء، فأشاهد إله موسى الذي يعبده، توهما منه أنه جسم كالأجسام المادية الأخرى. وإني لأعتقد أنه كاذب في قوله: إن هناك ربا آخر غيري، كما في آية أخرى: وَقالَ فِرْعَوْنُ: يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ، أَسْبابَ السَّماواتِ، فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً، وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ، وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ، وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ [غافر ٤٠/ ٣٦- ٣٧].
وقد أراد فرعون بادعاء الألوهية وبناء أعلى صرح في زمانه التلبيس

والترويج على الناس، والإظهار لرعيته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إله غير فرعون. ثم ذكر الله تعالى سبب غروره وعناده فقال:
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ أي لقد طغى فرعون وقومه وأتباعه وتجبروا، وأكثروا في الأرض الفساد، واعتقدوا أنه لا قيامة ولا معاد، ولا حساب ولا عقاب، وكل من توهم ذلك هان عليه الطغيان والاستكبار والاستعلاء في الأرض، ولم يعلموا أن الله رقيب عليهم ومجازيهم بما يستحقون، لذا أبان تعالى عقابهم العاجل في الدنيا بعد تهديدهم بعقاب الآخرة فقال:
فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ، فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ أي أغرقناهم في البحر في صبيحة واحدة، فلم يبق منهم أحد، فانظر أيها المتأمل في قدرة الله وعظمته وآياته كيف كان مصير هؤلاء الظالمين الذي ظلموا أنفسهم، وكفروا بربهم، وادعى كبيرهم الألوهية من دون الله.
ثم ذكر الله تعالى ما يوجب مضاعفة عذابهم فقال:
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ أي وجعلنا فرعون وأشراف قومه قادة ضلال في تكذيب الرسل وإنكار وجود الإله الصانع، فلم يكتفوا بضلال أنفسهم، بل قاموا بإضلال غيرهم، فاستحقوا جزاءين: جزاء الضلال والإضلال، ولا أمل لهم في النجاة ونصرة الشفعاء، فهم يوم القيامة لا نصير ولا شفيع لهم ينصرهم من بأس الله ويدفع عنهم عذاب الله، فاجتمع عليهم خزي الدنيا وذل الآخرة، كما قال:
وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ أي وألزمناهم بصفة دائمة في الدنيا لعنة وخزيا وغضبا على ألسنة المؤمنين والأنبياء المرسلين، كما أنهم يوم القيامة من المطرودين المبعدين عن رحمة الله، كما قال تعالى:

وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ، بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [هود ١١/ ٩٩].
وأما موسى وجند الإيمان بعد إغراق فرعون وقومه، فلهم نور التوراة:
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى، بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً، لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أي لقد أنعم الله على عبده ورسوله موسى الكليم عليه السلام بإنزال التوراة بعد ما أهلك فرعون وقومه ومن تقدمهم من قوم نوح وهود وصالح ولوط، ليكون ذلك الكتاب مصدر إشعاع للحياة وأنوارا للقلوب، يميز به بين الحق والباطل، وهداية من الضلال والعمى، ورحمة لمن آمن به، وإرشادا إلى العمل الصالح، لعل الناس يتذكرون به ويتعظون، ويهتدون بسببه.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض غير أهل القرية الذين مسخوا قردة بعد موسى، ثم قرأ: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى الآية».
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يلي:
١- نفي فرعون ألوهية الله عز وجل وادعاؤه الألوهية، قال ابن عباس:
كان بين قوله: وَقالَ فِرْعَوْنُ: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي وبين قوله: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى أربعون سنة، وكذب عدو الله، بل علم أن له ثمّ ربّا هو خالقه وخالق قومه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ؟ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.
٢- بناء أعلى صرح شامخ للصعود إلى الله ورؤيته، فخاب وضل وخسر.
٣- تعاظم فرعون وجنوده عن الإيمان بموسى ظلما وعدوانا دون أن تكون

لهم حجة تدفع ما جاء به موسى، وتوهموا أنه لا معاد ولا بعث. ويقابل الاستكبار بالباطل الاستكبار بالحق الذي هو لله تعالى، فهو المتكبر في الحقيقة، المبالغ في كبرياء الشأن،
قال النبي صلّى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه فيما رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحة عن أبي هريرة وابن عباس: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار، ولا أبالي».
٤- بالرغم من أن فرعون وقومه كانوا عارفين بوجود إله هو الله تعالى، كما تبين، إلا أنهم كانوا ينكرون البعث: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ فلأجل ذلك تمردوا وطغوا.
٥- كان عقابهم في الدنيا الإغراق في البحر المالح وهو البحر الأحمر، في صبيحة يوم واحد، بل في دقائق معدودة، وإلزامهم اللعن أي البعد عن الخير، وفي الآخرة هم من المطرودين، المبعدين عن رحمة الله، الممقوتين.
٦- لهم عقاب مضاعف إذ كانوا في ضلال وأئمة ضلال ودعاة إلى عمل أهل النار، وزعماء كفر، يدعون الناس إلى الكفر ويتبعونهم فيه، فيكون عليهم وزرهم ووزر من اتبعهم حتى يكون عقابهم أشد وأكثر،
جاء في الحديث النبوي الذي رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه والدارمي عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله البجلي: «من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».
٧- البقاء للأصلح، فقد نجى الله موسى وقومه، وأنزل عليه التوراة منارا للحق وتبصرا به، وهدى من الضلالة إلى الرشاد، ورحمة للمؤمنين بها، لعل الناس يتعظون ويرجعون إلى ربهم من قريب، ويذكرون هذه النعمة، فيؤمنوا في الدنيا، ويثقوا بثواب الله في الآخرة. قال يحيى بن سلّام: هو أول كتاب- يعني التوراة- نزلت فيه الفرائض والحدود والأحكام.