آيات من القرآن الكريم

رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ
ﭑﭒﭓﭔ ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮏﮐﮑﮒﮓ ﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝ ﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟ

فعقرها واحد منهم قيل: إن اسمه (قدار)، ولكنهم راضون عن فعله، ولذا نسب العقر إليهم جميعا، فعقروها فأصبحوا نادمين ندما بلا توبة، ولكنه ندم من تيقن نزول العذاب، ولا مناص، وكان أن أخذتهم الصيحة مصبحين، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون.
إن في ذلك لآية، وأى آية أعظم من هذا، فهم قوم طغوا وبغوا واغتروا بمالهم وجاههم فلم ينفعهم ذلك، وهم قوم لم يؤمنوا برسولهم مع أن معه آية شاهدة بصدقه فلما ظلوا على هذا نزل بهم العذاب.
وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم.
قصة لوط مع قومه [سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ١٦٠ الى ١٧٥]
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤)
أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (١٦٩)
فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥)

صفحة رقم 768

المفردات:
الذُّكْرانَ الذكور وَتَذَرُونَ وتتركون عادُونَ متجاوزون الحد الْقالِينَ المبغضين الْغابِرِينَ الباقين الماكثين.
المعنى:
لوط بن هارون- أخ إبراهيم- عليه السلام- آمن بعمه ورحل معه واهتدى بهديه، ثم أرسله الله إلى أهل سدوم في قطاع الأردن، وكانوا قوما ذوى خلق سيئ، وشرك بالله فقال لهم: ألا تتقون، إنى لكم رسول آمين فاتقوا الله وأطيعون، وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين، يا قوم: أتأتون الذكران في أدبارهم، وتتركون ما أحله الله وأعده لذلك وهو فروج أزواجكم فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ [سورة البقرة آية ٢٢٢] بل أنتم قوم عادون ومتجاوزون الحدود المعقولة.
قالوا يا لوط. كيف تنهانا عن عملنا هذا؟ لئن لم تنته يا لوط عن هذا لتكونن من المخرجين من قريتنا، قال لهم: إنى لعملكم هذا من القالين المبغضين، فإنه عمل يتنافى مع الإنسانية، بل ترتفع عنه الحيوانات البهيمية.
فلما استمروا على عملهم، ونفد صبره معهم، ولم تنفعهم مواعظه دعا عليهم، وقال: رب نجنى وأهلى مما يعملون، فإن عمل هؤلاء مدعاة لسخطك، ومباءة لعقابك.
فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين، وهي امرأته لم تكن مؤمنة معه، وكانت تحب القوم الكافرين، وتنقل إليهم الأخبار، ولذا كانت من الهالكين، ثم دمرنا وأهلكنا القوم الآخرين الذين فعلوا المنكرات، وكفروا بالذي خلقهم، ولم يؤمنوا برسله، وأمطرنا عليهم مطرا، فبئس مطر المنذرين المهلكين.
إن في ذلك لآية وعبرة حيث أهلك العصاة المذنبين، ونجى المؤمنين الصالحين، ولم ينفع امرأة لوط قربها وصلتها به بل كل امرئ بما كسب رهين، وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم.

صفحة رقم 769
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية