
الْمَرْجُومِينَ} قال ابن عباس، ومقاتل، والكلبي: من المقتولين (١).
وقال الضحاك: من المشتومين (٢). وقال قتادة: المضروبين بالحجارة (٣). وذكرنا معاني الرجم فيما تقدم (٤).
١١٧، ١١٨ - ﴿قَالَ﴾ نوح ﴿رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا﴾ قال ابن عباس، والمفسرون: فاقض بيني وبينهم قضاء (٥).
قال مقاتل: يعني بالعذاب (٦). ﴿وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ من ذلك العذاب (٧).
١١٩ - ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ مضى الكلام في تفسير الفلك، عند قوله: ﴿وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ﴾ [البقرة: ١٦٤].
قال أبو إسحاق في هذه السورة: ﴿الْفُلْك﴾ السفن، واحدها: فَلَك،
(٢) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١١٤ أ، و"تفسير الوسيط" ٣/ ٣٥٨. و"تفسير البغوي" ٦/ ١٢١. ونسبه الماوردي ٤/ ١٧٩، للسدي.
(٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١١٤ أ. و"تفسير الماوردي" ٤/ ١٧٩.
(٤) في سورة هود ٩١.
(٥) "تنوير المقباس" ٣١١. وأخرجه بسنده عبد الرزاق ٢/ ٧٤، عن قتادة. وأخرجه عنه كذلك ابن جرير ١٩/ ٩٠، وأخرجه أيضًا عن ابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٩٠، عن قتادة، والسدي، وعبد الرحمن بن زيد. وفي "مجاز القرآن" ٢/ ٨٧: "أي: احكم بيني وبينهم حُكماً". و"تفسير هود الهواري" ٣/ ٢٣٣، وفيه: وإذا قضى الله بين النبي وقومه هلكوا. قال ابن قتيبة: "ومنه قيل للقاضي: الفتاح". "غريب القرآن" ٣١٨.
(٦) "تفسير مقاتل" ٥٢ ب.
(٧) "تنوير المقباس" ٣١١.

وجمعها: فُلْك، وزعم سيبويه أنها بمنزلة أَسَد، وأُسْد، قياس فَعْل، ألا ترى أنك تقول: قُفْل وأقفال، وجَمَل وأجمال، وكذلك: أَسَد وأُسْد وآسَاد، وفَلَك، وأفلاك وفُلْك في الجمع (١).
قال أبو علي الفارسي، فيما أصلح عليه: لم نعلم أحدًا قال في واحد الفُلْك: فَلَك، ولكن الواحد: فُلْك، وكُسِّر على فُلْك (٢)، وقول سيبويه: إنه بمنزلة أَسَد وأُسْد، يريد: فُعَلا كسر على فُعْل، كما كسر فَعْل عليها (٣)، واجتمعا في التكسير على فعل كما اجتمعا في التكسير على أفعال؛ لأنهما يتعاقبان كثيرًا على الشيء الواحد، نحو: البُخل والبخال (٤)، والبَخل، والسُقم والسَقم، والعُجم والعَجم، والعُرب والعَرب، فلما كانا على هذا جاز اجتماعهما على هذا التكسير.
ونظير هذا في أن لفظ التكسير جاء على لفظ الواحد قبل أن يُكَسَّر، قولهم: ناقة هَجَّانٌّ، وإبل هَجَّانٌ (٥)، ودِرعٌ دِلاص، وأدرعٌ دِلاص، وهجان في الجمع (٦)، على حد ظِرافٍ، وشِرَاقٍ، وليس على حد سنان
(٢) قال أبو عبيدة ٢/ ٨٨: "والفلك يقع لفظه على الواحد، والجميع من السفن سواء".
(٣) في كتاب أبي علي: عليه، بدل: عليها.
(٤) البخال، غير موجودة في كتاب أبي علي.
(٥) في نسخة (أ)، الأولى هيجان، بالياء، والباقي بدونها كما في نسخة: ب، في المواضع الثلاثة. وفي نسخة (ج): بالياء، في الموضع الأول والثاني.. وفي كتاب أبي علي، بدون الياء في المواضع كلها.
(٦) هكذا في نسخة (ب)، وفي نسخة (أ)، (ج): الجميع. وفي كتاب أبي علي: "وإنما دلاص، وهجان، في الجمع".

وضناك (١).
وأما ﴿الْمَشْحُون﴾ فقال الليث: الشحن مَلوُك السفينةَ وإتمامُك جَهازَها كلَّه (٢). قال ابن عباس: يريد بالمشحون الذي قد شحن وملئ (٣). وقال مجاهد: المشحون: المملوء (٤).
وقال قتادة: المُحَمَّل (٥). وقال مقاتل: المُوقِر من الناس، والطير، والحيوان، كلها من كل صنف ذكر وأنثى (٦). والفلك هاهنا واحد لا جمع،
(٢) "تهذيب اللغة" ٤/ ١٨٤ (شحن)، بنصه، وفي كتاب "العين" ٣/ ٩٥: شحنت السفينة: ملأتها فهي مشحونة.
وجَهازها بالفتح، وجِهاز بالكسر لغة ليست جيدة. "تهذيب اللغة" ٦/ ٣٦ (جهز).
(٣) أخرج ابن جرير ١٩/ ٩٢، بسنده، من طريقين عن ابن عباس " ﴿الْمَشْحُونِ﴾ قال: يعني: المُوقَر". وأخرجه كذلك ابن أبي حاتم ٨/ ٢٨٩١. ولفظه عند الثعلبي ٨/ ١١٤ أ "الموقر، والمجهز". وفي سؤالات نافع بن الأزرق لابن عباس "السفينة الموقرة الممتلئة". "غريب القرآن في شعر العرب" ٩٥، والإتقان ١٢٥. يراجع الإتقان. وأخرجه الطستي عن ابن عباس، "الدر المنثور" ٦/ ٣١١.
(٤) "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٦٣. ولفظه عند ابن جرير ١٩/ ٩٢: "المفروغ منه المملوء". وهو كذلك عند ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٩٢. وذكره أبو عبيدة ٢/ ٨٨، ولم ينسبه. واقتصر عليه ابن قتيبة، في "غريب القرآن" ٣١٨.
(٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٧٤. وعنه ابن جرير ١٩/ ٩٢.
(٦) "تفسير مقاتل" ٥٢ ب. الوقِر: الثِقل يُحمل على ظهرٍ أو رأس. يقال: جاء يحمل وِقْره. ويقال: هذه نخلة موقِرة وموقَرة وموقر. "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٨٠ (وقر).