
قال محمد بن إسماعيل: حديث أَنَسٍ أَسْنَدُ، وَحَدِيثُ جَرْهَدٍ أَحْوَطُ، أَمَّا الْمَرْأَةُ مَعَ الرَّجُلِ فَإِنْ كَانَتْ أَجْنَبِيَّةً حُرَّةً فَجَمِيعُ بَدَنِهَا في حق الأجنبي عورة لا يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا الْوَجْهَ وَالْكَفَّيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ أَمَةً فَعَوْرَتُهَا مِثْلُ عَوْرَةِ الرَّجُلِ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَكَذَلِكَ الْمَحَارِمُ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، وَالْمَرْأَةُ فِي النَّظَرِ إِلَى الرَّجُلِ الْأَجْنَبِيِّ كَهُوَ مَعَهَا. وَيَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَمِيعِ بَدَنِ امْرَأَتِهِ وَأَمَتِهِ الَّتِي تَحِلُّ لَهُ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنْهُ إِلَّا نَفْسَ الْفَرَجِ فَإِنَّهُ يُكْرَهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ، وَإِذَا زَوَّجَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ حَرُمَ عَلَيْهِ النَّظَرُ إِلَى عَوْرَتِهَا كَالْأَمَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ.
«١٥٢٥» وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا زَوَّجَ أحدكم أمته عبده فلا ينظر إِلَى مَا دُونُ السُّرَّةِ وَفَوْقَ الركبة».
[سورة النور (٢٤) : آية ٣٢]
وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢)
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ، الْأَيَامَى جَمْعُ أَيِّمٍ وَهُوَ مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ، يُقَالُ رَجُلٌ أَيِّمٌ وَامْرَأَةٌ أَيِّمَةٌ وَأَيِّمٌ. وَمَعْنَى الْآيَةِ: زَوِّجُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ [مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ] [١] مِنْ أَحْرَارِ رِجَالِكُمْ وَنِسَائِكُمْ، وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ، وَهَذَا الْأَمْرُ أَمْرُ نَدْبٍ وَاسْتِحْبَابٍ فيستحب لِمَنْ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى النِّكَاحِ وَوَجَدَ أُهْبَةَ النِّكَاحِ أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أُهْبَةَ النِّكَاحِ يَكْسِرُ شَهْوَتَهُ بِالصَّوْمِ، لِمَا:
«١٥٢٦» أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد بن
وقال الترمذي: حسن غريب.
وفي إسناده أبو يحيى القتات، وهو ضعيف. لكن يصلح شاهدا لما قبله.
- وحديث جرهد أخرجه الترمذي ٢٧٩٨ وعبد الرزاق ١١١٥ و١٩٨٠٨ وأحمد ٣/ ١٧٨ من طرق عن أبي الزناد عن ابن جرهد عن أبيه وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
- وأخرجه الترمذي ٢٧٩٧ وأحمد ٣/ ٤٧٨ والطحاوي في «المعاني» ١/ ٤٧٥ من طريقين عن محمد بن عقيل عن عبد الله بن جرهد عن أبيه.
- وأخرجه الطحاوي في «المشكل» ٤٧٠٤ وابن حبان ١٧١٠ من طريق أبي الزناد عن عمه زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن جدّه جرهد.
الخلاصة: هو حديث حسن صحيح بطرقه وشواهده، وانظر «أحكام القرآن» ٨٩٥.
- تنبيه: وقع في الأصل «وجوهر بن خويلد» بدل «جرهد» والتصويب من المخطوط، و «شرح السنة» ٥/ ١٨.
١٥٢٥- حسن. أخرجه أبو داود ٤٩٦ وأحمد ٢/ ١٨٧ والبيهقي ٢/ ٢٢٨- ٢٢٩ من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده، وإسناده حسن في الشواهد، وفي الباب أحاديث، راجع «أحكام القرآن» ٨٩٥ بتخريجي، والله أعلم.
١٥٢٦- إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
- محمد بن كثير هو العبدي، سفيان هو ابن عيينة، الأعمش هو سليمان بن مهران.
- وهو في «شرح السنة» ٢٢٢٩ بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري ٥٠٦٦ ومسلم ١٤٠٠ ح ٣ و٤ والترمذي ١٠٨١ والنسائي ٤/ ١٦٩ و٢٧٠ و٦/ ٥٧ و٥٨ وأحمد ١/ ٤٢٤ و٤٢٥ و٤٣٢ والدارمي ٢/ ١٣٢ والبيهقي ٧/ ٧٧ من طرق عن الأعمش به.
- وأخرجه البخاري ١٩٠٥ و٥٠٦٥ ومسلم ١٤٠٠ وأبو داود ٢٠٤٦ وابن ماجه ١٨٤٥ والنسائي ٤/ ١٧١ و٦/ ٥٧ و٥٨
(١) زيادة عن المخطوط. [.....]

إبراهيم الإسفرايني أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يزداد [١] بن مسعود أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن أيوب البجلي أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغُضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
«١٥٢٧» وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «تناكحوا تكثروا فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمُ الْأُمَمَ حَتَّى بالسقط [يوم القيامة] [٢] ».
- وورد من حديث أبي هريرة عند الواحدي في «الوسيط» ٣/ ٣١٨.
١٥٢٧- صدره صحيح، شواهده كثيرة، دون لفظ «تناكحوا» وعجزه له شواهد لكنها ضعيفة.
ذكره العراقي «تخريج الإحياء» ٢/ ٢٢ وقال: أخرجه أبو بكر بن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر دون قوله «حتى بالسقط» وإسناده ضعيف.
- وذكره بهذه الزيادة البيهقي في «المعرفة» عن الشافعي أنه بلغه...
- ولقوله «تناكحو تكثروا فإني أباهي بكم الأمم» شواهد كثيرة منها:
- حديث معقل بن يسار وفيه «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم».
- أخرجه أبو داود ٢٠٥٠ والنسائي ٦/ ٦٥- ٦٦ والحاكم ٢/ ١٦٢ وابن حبان ٤٠٥٦ و٤٠٥٧ والبيهقي ٧/ ٨١ وإسناده جيد.
- وحديث أنس «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة».
أخرجه أحمد ٣/ ١٥٨ و٢٤٥ وابن حبان ٤٠٢٨ وسعيد بن منصور ٤٩٠ والبيهقي ٧/ ٨١- ٨٢ وحديث عبد الله بن عمرو «أنكحوا أمهات الأولاد، فإني أباهي بهم يوم القيامة» أخرجه أحمد ٢/ ١٧١- ١٧٢.
- وحديث عبد الله بن مسعود عند ابن عدي في «الكامل» ٢/ ٣٧٢ وإسناده ضعيف، لضعف حسان بن سياه.
- وحديث عائشة وفيه «... وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم....» أخرجه ابن ماجه ١٨٤٦ وقال البوصبري في «الزوائد» إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عيسى بن ميمون المديني، لكن له شاهد صحيح.
- وحديث أبي أمامة أخرجه البيهقي ٧/ ٧٨ وقال: وفي هذا أخبار كثيرة، في أسانيدها ضعف، وفيما ذكرناه غنية.
- ولقوله «حتى بالسقط» شواهد منها:
- حديث سهل بن ضعيف «تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، وإن السقط ليرى محبنطئا بباب الجنة يقال له ادخل، يقول:
حتى يدخل أبوي».
المحبنطئ: المغضب المستبطئ للشيء.
- أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٥٧٤٢ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٣/ ١٠- ١١ وقال: وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
- وحديث ابن مسعود «ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالقسط حنبطيا على باب الجنة....».
أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٢/ ٣٧١- ٣٧٢ وأعله بحسان بن سياه. وهو ضعيف.
- وحديث علي «إن السقط ليراغم ربه إن أدخل أبويه النار حتى يقال له: أيها السقط المراغم ربه ارجع، فإني قد أدخلت أبويك الجنة... ».
أخرجه ابن ماجه ١٦٠٨ وأبو يعلى ٤٦٨ وإسناده ضعيف، لاتفاقهم على ضعف مندل.
(١) تصحف في المطبوع «مرواد».
(٢) زيادة من المخطوط.

«١٥٢٨» وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِي النِّكَاحُ».
أَمَّا مَنْ لَا تَتُوقُ نَفْسُهُ إِلَى النِّكَاحِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ فَالتَّخَلِّي لِلْعِبَادَةِ لَهُ أَفْضَلُ مِنَ النِّكَاحِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَعِنْدَ أَصْحَابِ الرَّأْيِ النِّكَاحُ أَفْضَلُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا كَرَّمَهُ فَقَالَ:
وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ [آلِ عِمْرَانَ: ٣٩]، وَالْحَصُورُ الَّذِي لَا يَأْتِي النِّسَاءَ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ الْقَوَاعِدَ مِنَ النِّسَاءِ وَلَمْ يَنْدُبْهُنَّ إِلَى النِّكَاحِ في الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ تَزْوِيجَ النِّسَاءِ الْأَيَامَى إِلَى الْأَوْلِيَاءِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَاطَبَهُمْ بِهِ.
كَمَا أَنَّ تَزْوِيجَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ إِلَى السادات، لقوله تعالى: وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ، وَبِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالْحَسَنُ وَشُرَيْحٌ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ، وَجَوَّزَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ لِلْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ تَزْوِيجَ نَفْسِهَا، وَقَالَ مَالِكٌ: إِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ دنيئة جاز لَهَا تَزْوِيجُ نَفْسِهَا، وَإِنْ كَانَتْ شَرِيفَةً فَلَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْوَلِيَّ شَرْطٌ مِنْ جِهَةِ الْأَخْبَارِ مَا:
«١٥٢٩» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَنَا [أَبُو] [١] مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ أَنَا أبو العباس
- وذكره الحافظ في «المطالب العالية» ١٥٨٦ ونقل الشيخ الأعظمي قول البوصيري: رواه أبو يعلى والبيهقي مرسلا بسند صحيح اهـ.
- وقال الهيثمي في «المجمع» ٤/ ٢٥٢: رجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد صحابي، وإلا فهو مرسل اهـ.
- وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ «من أحب فطرتي فليتبين سنتي، وإن من سنتي النكاح» أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٧/ ٨٧ وفي إسناده واصل بن عبد الرحمن أبو حرّة.
وثقه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبان في «الثقات». وضعفه النسائي وابن سعد وقال البخاري: يتكلمون فيه اهـ.
«التهذيب».
- الخلاصة: للحديث شواهد كثيرة تعضده، فهو حسن إن شاء الله، والله أعلم.
١٥٢٩- إسناده صحيح، أبو العباس السراج ثقة، وقد توبع ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
- أبو عوانة هو وضاح اليشكري، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السّبيعي- وهو في «شرح السنة» ٢٢٥٤ بهذا الإسناد.
- وأخرجه الترمذي ١١٠١ عن قتيبة بهذا الإسناد.
- وأخرجه ابن ماجه ١٨٨١ والطيالسي ٥٢٣ والحاكم ٢/ ١٧١ والطحاوي في «المعاني» ٣/ ٩ والبيهقي ٧/ ١٠٧ من طرق عن أبي عوانة به.
- وأخرجه أبو داود ٢٠٨٥ والترمذي ١١٠١ وابن الجارود ٧٠١ والحاكم ٢/ ١٧١ والبيهقي ٧/ ١٠٩ من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه به.
- وأخرجه ابن حبان ٤٠٧٧ والحاكم ٢/ ١٧١ وابن الجارود ٧٠٣ والبيهقي ٧/ ١٠٧ من طريق زهير بن معاوية.
- وأخرجه ابن الجارود ٧٠٤ والطحاوي ٣/ ٩ والحاكم ٢/ ١٦٩ والبيهقي ٧/ ١٠٩ من طريق سفيان الثوري.
- وأخرجه الطحاوي ٣/ ٩ والبيهقي ٧/ ١٠٨ من طريق قيس بن الربيع.
(١) سقط من المطبوع.

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ أَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ».
«١٥٣٠» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلَّالِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشافعي أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ نَفْسَهَا بِغَيْرِ إِذَنِ وَلَيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ- ثَلَاثًا- فَإِنْ أَصَابَهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا، فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ له».
قوله تَعَالَى: إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ، قِيلَ: الْغِنَى هَاهُنَا الْقَنَاعَةُ.
وَقِيلَ: اجْتِمَاعُ الرِّزْقَيْنِ رِزْقُ الزَّوْجِ وَرِزْقُ الزَّوْجَةِ.
وَقَالَ عُمَرُ: عَجِبْتُ لِمَنِ ابْتَغَى الْغِنَى بِغَيْرِ النِّكَاحِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
- وأخرجه الحاكم ٢/ ١٧٢ من طريق أبي حصين عن أبي بردة به.
- وأخرجه عبد الرزاق ١٠٤٧٥ والطحاوي ٣/ ٩ والبيهقي ٧/ ١٠٨ من طريق الثوري عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بردة مرسلا. ومع ذلك هو لا يعلل الموصول فقد أمره غير واحد من الثقات عن أبي إسحاق موصولا.
وللحديث شواهد كثيرة منها:
- حديث ابن عباس أخرجه ابن ماجه ١٨٨٠ والدارقطني ٣/ ٢٢١- ٢٢٢ وأحمد ١/ ٢٥٠ والطبراني ١١/ ١١٢٩٨ و١١٣٤٣ و١١٩٤٤ والبيهقي ٧/ ١٠٩ و١١٠.
- وحديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان ٤٠٧٦ والبيهقي ٧/ ١٢٥ و١٤٣. وإسناده ضعيف، لضعف أبو عامر الخزاز.
- وحديث ابن عمر أخرجه الدارقطني ٣/ ٢٢٥ وفي إسناده ثابت بن زهير، وهو منكر الحديث.
- وحديث علي أخرجه البيهقي ٧/ ١١١ وفي إسناده الحارث الأعور، وهو ضعيف.
- وحديث ابن مسعود أخرجه الدارقطني ٣/ ٢٢٥ وفي إسناده عبد الله بن محرز، وهو متروك.
- الخلاصة: هو حديث صحيح.
١٥٣٠- إسناده حسن، رجاله ثقات سوى سليمان بن موسى، فيه كلام وهو صدوق، وقد توبع على صدر حديثه هذا.
- ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز، ابن شهاب محمد بن مسلم، عروة بن الزبير.
- وهو في «شرح السنة» ٢٢٥٥ بهذا الإسناد.
- وهو في «مسند الشافعي» ٢/ ١١ عن سعيد بن سالم بهذا الإسناد.
- وأخرجه أبو داود ٢٠٨٣ والترمذي ١١٠٢ وابن ماجه ١٨٧٩ وأحمد ٦/ ٤٧ و١٦٥ وعبد الرزاق ٤٧٢ والطيالسي ١٤٦٣ وابن أبي شيبة ٤/ ١٢٨ وابن الجارود ٧٠٠ والدارقطني ٣/ ٢٢١ و٢٢٥- ٢٢٦ والطحاوي ٣/ ٧ و٨ والحاكم ٢/ ١٦٨ وابن حبان ٤٠٧٤ والبيهقي ٧/ ١٠٥ و١١٣ و١٢٤ و١٢٥ و١٣٨ من طرق عن ابن جريج وصححه الحاكم عن شرطهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
- وذكره الحافظ في «التلخيص» ٣/ ١٥٧ وقال: وأعل بالإرسال، قال الترمذي: حديث حسن، وقد تكلم فيه بعضهم من جهة أن ابن جريج قال: كم لقيت الزهري فسألته عنه فأنكره، قال: فضعف الحديث من أجل هذا، لكن ذكر عن يحيى بن معين أنه قال: لم يذكر هذا عن ابن جريج غير ابن علية، وضعف ابن معين روآية ابن علية، وحكاية ابن جريج هذه وصلها الطحاوي، وأعل ابن حبان وابن عدي وابن عبد البر والحاكم وغيرهم حكاية ابن جريج، وقد تكلم عليه الدارقطني في جزء من حديث ثم نسي اهـ ملخصا. وانظر «إرواء الغليل» ١٨٤٠ وقد حكم بصحته؟!. وحسبه أن يكون حسنا لهذا الاختلاف، والله أعلم.