الكاشفى [پاكست خداى تعالى] وفى بحر العلوم تنزيه او تعجيب عَمَّا يَصِفُونَ اى يصفونه ويضيفونه اليه من الأولاد والشركاء عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ بالجر على انه بدل من الجلالة اى عالم السر والعلانية: وبالفارسية [پوشيده وآشكار] وفى التأويلات النجمية عالم الملك والملكوت والأرواح والأجساد انتهى ثم ان الغيب بالنسبة إلينا لا بالنسبة اليه تعالى فهو عالم به وبالشهادة على سواء وهو دليل آخر على انتفاء الشريك بناء على توافقهم فى تفرده تعالى بذلك ولذلك رتب عليه بالفاء قوله تعالى فَتَعالى الله وتنزه عَمَّا يُشْرِكُونَ به مما لا يعلم شيأ من الغيب ولا يتكامل عليه بالشهادة فان تفرده بذلك موجب لتعاليه عن ان يكون له شريك قال الراغب شرك الإنسان فى الدين ضربان أحدهما الشرك العظيم وهو اثبات شريك لله تعالى يقال أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر والثاني الشرك الصغير وهو مراعاة غير الله معه فى بعض الأمور وذلك كالرياء والنفاق وفى الحديث (والشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل على الصفا)
مرايى هر كسى معبود سازد
مرايى را از ان كفتند مشرك
قال الشيخ سعدى قدس سره
منه آب زر جان من بر پشيز
كه صراف دانا نكيرد بچيز
قال يحيى بن معاذ ان للتوحيد نورا وللشرك نارا وان نور التوحيد احرق سيآت الموحدين كما ان نار الشرك أحرقت حسنات المشركين- روى- ان قائلا قال يا رسول الله فبم النجاة غدا قال (ان لا تخادع الله) قال وكيف نخادع الله قال (ان لا تعمل بما أمرك الله وتريد به غير وجه الله).
ز عمرو اى پسر چشم اجرت مدار
چودر خانه زيد باشى بكار
والعمدة فى هذا الباب التوحيد فانه كما يتخلص من الشرك الأكبر الجلى بالتوحيد كذلك يتخلص من الشرك الأصغر به فينبغى ان يشتغل به ويجتهد قدر الاستطاعة لينال على درجات اهل الايمان والتوحيد من الصديقين ولكن برعاية الشريعة النبوية والاجتناب عن الصفات الذميمة للنفس حتى يتخلق بأخلاق الله نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المنقطعين عما سواه والعاملين بالله لله فى الله قُلْ رَبِّ [اى پروردگار من] إِمَّا أصله ان ما وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط كالنون فى قوله تُرِيَنِّي اى ان كان لا بد من ان ترينى: وبالفارسية [اگر نمايى مرا] ما يُوعَدُونَ اى المشركون من العذاب الدنيوي المستأصل والوعد يكون فى الخير والشر يقال وعدته بنفع وضر رَبِّ يا رب فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اى قرينا لهم فى العذاب وأخرجني من بين أيديهم سالما والمراد بالظلم الشرك وفيه إيذان بكمال فظاعة ما وعدوه من العذاب وكونه بحيث يجب ان يستعيذ منه من لا يكاد يمكن ان يحيق به ورد لانكارهم إياه واستعجالهم به على طريقة الاستهزاء وهذا يدل على ان البلاء ربما يعم اهل الولاء وان للحق ان يفعل ما يريد ولو عذب البر لم يكن ذلك منه ظلما ولا قبيحا وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ من العذاب لَقادِرُونَ
صفحة رقم 103
ولكنا نؤخره لعلمنا بان بعضهم او بعض أعقابهم سيؤمنون أو لأنا لا نعذبهم وأنت فيهم ادْفَعْ بِالَّتِي بالطريقة التي هِيَ أَحْسَنُ اى احسن طرق الدفع من الحلم والصفح السَّيِّئَةَ التي تأتيك منهم من الأذى والمكروه وهو مفعول ادفع والسيئة الفعلة القبيحة وهو ضد الحسنة قال بعضهم استعمل معهم ما جعلناك عليه من الأخلاق الكريمة والشفقة والرحمة فانك أعظم خطرا من ان يؤثر فيك ما يظهرونه من انواع المخالفات وفى التأويلات النجمية يعنى مكافأة السيئة جائزة لكن العفو عنها احسن ويقال ادفع بالوفاء الجفاء ويقال الأحسن ما أشار اليه القلب بالمعافاة والسيئة ما تدعو اليه النفس للمكافأة ويقال [دفع كن ظلمت خلائق را بنور حقائق يا خظوظ خود را بحقوق خدا طى كن تيه حوادث را بقدم سلوك در طريق معرفت
چوطى كشت تيه حوادث از آنجا
بملك قدم ران بيك حمله محمل
در ان قلزم نور شو غوطه زن
فرو شوى از خويشتن ظلمت ظل
يكى خوان يكى دان يكى كويكى جو
سوى الله والله زور است وباطل
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ بما يصفونك به على خلاف ما أنت عليه كالسحر والشعر والجنون والوصف ذكر الشيء بحليته ونعته قد يكون حقا وقد يكون باطلا وفيه وعيد لهم بالجزاء والعقوبة وتسلية لرسول الله وارشاد له الى تفويض امره اليه تعالى وَقُلْ رَبِّ يا رب أَعُوذُ بِكَ العوذ الالتجاء الى الغير والتعلق به مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ اى وساوسهم المغوية على خلاف ما أمرت به من المحاسن التي من حملتها دفع السيئة بالحسنة واصل الهمز النخس ومنه مهماز الرائض اى معلم الدواب ونحو الهمز الاز فى قوله تؤزهم أزا قال الراغب الهمز كالعصر يقال همزت الشيء فى كفى ومنه الهمز فى الحروف انتهى شبه حثهم للناس على المعاصي بهمز الرائض الدواب على الاسراع أو الوثب والجمع للمرات او لتنوع الوساوس او لتعدد المضاف اليه وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أصله يحضروننى فحذفت احدى النونين ثم حذفت ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة اى من ان يحضرونى ويحوموا حولى فى حال من الأحوال صلاة او تلاوة او عند الموت او غير ذلك قال الحسن كان عليه السلام يقول عند استفتاح الصلاة (لا اله الا الله ثلاثا الله اكبر ثلاثا اللهم انى أعوذ بك من همزات الشياطين من همزها ونفثها ونفخها وأعوذ بك رب ان يحضرون) يعنى بالهمز الجنون وبالنفث الشعر وبالنفخ الكبر- روى- انه اشتكى بعضهم ارقا فقال عليه السلام إذا أردت النوم فقل (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون) وكلمات الله كتبه المنزلة على أنبيائه او صفات الله كالعزة والقدرة وصفها بالتمام لعرائها عن النقص والانقصام قال بعضهم هذا مقام من بقي له التفات الى غير الله فاما من توغل فى بحر التوحيد بحيث لا يرى فى الوجود الا الله لم يستعذ الا بالله ولم يلتجئ الا الى الله والنبي عليه السلام لما ترقى عن هذا المقام قال (أعوذ بك منك) وكان عليه السلام إذا دخل الخلاء قال (اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث) اى من ذكور الجن وإناثهم مما اتصف بالخباثة وأجمعت الامة على عصمة النبي عليه السلام فان قرينه من الجن قد اسلم
صفحة رقم 104