آيات من القرآن الكريم

إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ

السين كل ما فى القرآن. وقرأ الحسن وأبو عمرو بالكسر، إلا التي فى الزخرف فإنهما ضما السين كما فعل الناس. انتهى.
والخلاصة (١): إنكم أضفتم إلى سيئاتكم الاستهزاء بمن يفعلون الحسنات، ويتقربون إلى رب الأرض والسماوات. ونحو الآية قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (٣٠)﴾.
١١١ - ثم ذكر ما جازى به أولئك المستضعفين فقال: ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ﴾؛ أي: أولئك الفريق ﴿الْيَوْمَ﴾ يعني: يوم الآخرة ﴿بِمَا صَبَرُوا﴾؛ أي: بسبب صبرهم على إِذايتكم إياهم. والصبر: حبس النفس عن الشهوات، وعلى المشاق. ﴿أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ بفتح همزة أن ثاني مفعولي الجزاء؛ أي: جزيتهم بسبب صبرهم فوزهم بمجامع مراداتهم، مخصوصين به. وعلى كسرها مفعول الجزاء الثاني محذوف. وجملة إن مسوقة للتعليل، والتقدير: إني جزيتهم اليوم النعيم المقيم؛ لأنهم هم الفائزون بمراداتهم.
والخلاصة: أنهم صبروا فجوزوا أحسن الجزاء.
وقرأ زيد بن علي وحمزة والكسائي، وخارجة عن نافع ﴿إنهم هم﴾ بكسر الهمزة. وباقي السبعة بالفتح، ومفعول جزيتهم الثاني محذوف، تقديره: الجنة، أو رضواني. وقال الزمخشري: فى قراءة من قرأ ﴿أنهم﴾ بالفتح هو المفعول الثاني؛ أي: جزيتهم فوزهم، انتهى. والظاهر أنه تعليل؛ أي: جزيتهم لأنهم. والكسر هو على الاستئناف، وقد يراد به التعليل، فيكون الكسر مثل الفتح من حيث المعنى، فإن الاستئناف يعلل به أيضًا، لا من حيث الإعراب؛ لاضطرار المفتوحة إلى عامل.
وفي "التأويلات النجمية": وفيه (٢) من اللطائف أن أهل السعادة كما ينتفعون بمعاملاتهم الصالحة مع الله من الله، ينتفعون بإنكار منكريهم، واستخفاف

(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.

صفحة رقم 171
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأرمي العلوي الهرري الشافعي
راجعه
هاشم محمد علي مهدي
الناشر
دار طوق النجاة، بيروت - لبنان
سنة النشر
1421
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية