آيات من القرآن الكريم

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ

(مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤)
هذه الآية نتيجة للآيات السابقة؛ ولذلك كان الفصل بدل الوصل، فبينهما ما يشبه علاقة العلة في الحكم بالعلول، أو المقدمة والنتيجة.
إن هؤلاء الذين خضعوا لأوهامهم فعبدوا حجارة لَا تنفع ولا تضر، وبالأولى لَا تخلق ذبابًا، ولو اجتمعت أصنام كل أمة وثنية ما عرفوا الله حق المعرفة، ولا أدركوا كماله وجلاله حق الإدراك، ولا عرفوا معنى الألوهية حق

صفحة رقم 5030

المعرفة، إن اللَّه تعالى هو القادر الخالق، وهو الواحد في ذاته وصفاته، وليس في الأوثان من هذا، واللَّه تعالى قوى قاهر، ولا يمكن أن يكون عاجزًا؛ ولذا عرف اللَّه تعالى رب العالمين بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، أي قَوِيٌّ قادرٌ على كل شيء، عزيز غالب لَا يحتاج لشيء، ويحتاج إليه كل شيء، وهو العليم القدير.
وأكد سبحانه قوته بـ (إِنَّ) الدالة على توكيد الحكم، وبـ " اللام " في قوله تعالى: (لَقَوِيٌّ) وبـ " الجملة الاسمية "، سبحانه إنه القاهر فوق عباده.
* * *
الرسل مصطفون، والرسالات الإلهية متصلة
قال اللَّه تعالى:
(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)
* * *

صفحة رقم 5031
زهرة التفاسير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة
الناشر
دار الفكر العربي
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية