آيات من القرآن الكريم

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ
ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ

الله يسير (١).
٧١ - قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ قال الكلبي: يعني أهل مكة (٢).
﴿مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ قال ابن عباس: يريد حجة (٣).
﴿وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾ أنها آلهة ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ وما للمشركين من مانع من العذاب.
٧٢ - قوله: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ قال ابن عباس: يريد: بان لهم ما هم فيه من الضلالة وما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- من الهدى.
﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾ قال مقاتل: ينكرون القرآن أن يكون من الله (٤).
والمنكر بمعنى: الإنكار، والتأويل: أثر الإنكار من الكراهية والعبوس.
وذهب بعضهم (٥) إلى أنَّ المنكر هاهنا مفعول الإنكار وليس بمعنى المصدر وقال: وتأويله: يتبين في وجوههم ما ينكره أهل الإيمان من تغيّرها (٦) عند سماع القرآن.

(١) رواه الطبري ١٧/ ٢٠٠ - ٢٠١.
واختار الأول لأنَّه أقرب مذكور إلى قوله: "يسير"، هو وقوله: ﴿إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ﴾.
(٢) ذكر ابن الجوزي ٥/ ٩٤٥١، والقرطبي ١٢/ ٩٥ هذين القولين من غير نسبة لأحد.
(٣) ذكر ابن الجوزي ٥/ ٩٤٥١، والقرطبي ١٢/ ٩٥ هذين القولين من غير نسبة لأحد.
(٤) "تفسيرمقاتل" ٢/ ٢٨ أ.
(٥) هو: الإمام الطبري رحمه الله. وقوله هذا في "تفسيره" ١٧/ ٢٠١.
(٦) في (أ): (تغييرها)، وهو خطأ.

صفحة رقم 494

قوله: ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ﴾ قال الليث: السطو: شدة البطش. والفحل يسطو على طروقته (١).
وقال أبو زيد والفراء: كادوا يبطشون بهم (٢).
ومنه يقال: الأيدي السواطي، التي تتناول الشيء. والساطي من الرجال الذي يسطو بقرنه فيبطش به ويتناوله. والله ذو سطوات أي: أخذات شديدة. ويقال: سطوت به وسطوت عليه (٣).
وقال المبرد: يقال سطا زيد على عمرو وبعمرو. إذا تطاول عليه ليضع منه. وقال أبو إسحاق: يكادون يبطشون (٤).
وقال مجاهد (٥) ومقاتل (٦): يكادون يقعون بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وهو قوله: ﴿بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ أي: يبسطون إليهم أيديهم بالسوء.
قوله: ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ﴾ قال المفسرون: قل يا محمد لهم: أفأنبئكم بشر لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون (٧). ثم

(١) قوله في "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٢٤، ٢٥ (سطا).
وهو في "العين" ٧/ ٢٧٧ مادة (سطا).
وطروقته: أنثاه. "لسان العرب" ١٠/ ٢١٦ (طرق).
(٢) "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٢٤ عن الفراء وأبي زيد. وقول الفراء في "معاني القرآن" له ٢/ ٢٣٠.
(٣) انظر: (سطا) في "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٢٤، "الصحاح" للجوهري ٦/ ٢٣٧٦،
"أساس البلاغة" للزمخشري ص ٤٣٩، "لسان العرب" ١٤/ ٣٨٤.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٣٨.
(٥) رواه الطبري ١٧/ ٢٠٢ عن مجاهد مختصرًا.
(٦) "تفسيرمقاتل" ٢/ ٢٨ أ.
(٧) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٥٦ ب.

صفحة رقم 495

ذكر (١) ذلك فقال: ﴿النَّارُ﴾.
قال أبو إسحاق: أي هو النار أو هي النار، كأنهم (٢) قالوا: ما ذلك الذي هو شر؟ فقيل: النارُ. قال: ويجوز الخفض على البدل من (شر) والنصب على أعني (٣). قال: والرفع أثبت في النحو (٤).
ونحو هذا قال الفراء: سواء ترفع (النار) لأنها معرفة فسرت الشر وهو نكرة، كما تقول: مررت برجلين: أبوك وأخوك. ولو نصبتها بما عاد من ذكرها ونويت بها الاتصال بما قبلها كان وجهًا. ولو خفضتها على الباء: أنبئكم بشر من ذلكم [بالنار، كان صوابًا. والوجه الرفع (٥).
وذهب مقاتل في تفسير قوله: ﴿بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ﴾] (٦) إلى غير ما ذكرنا وهو أنه قال: إن المشركين لما سمعوا القرآن قالوا: ما شأن محمد وأصحابه أحق بهذا الأمر منا والله إنهم لشر خلق الله، فأنزل الله ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ﴾ من النبي وأصحابه من وعده الله النار وصار إليها يعني الكافر فهم أشرار الخلق (٧).
وهذا تعسف وتفسير لا يساعده اللفظ.
وقال بعض أهل المعاني: معنى الآية: بشر عليكم مما يلحق التالي

(١) في (أ) زيادة (من) بعد قوله: (ذكر)، وهو خطأ.
(٢) في (ط)، (د)، (ع): (وكأنهم)، والمثبت من (أ) هو الموافق لما في المعاني.
(٣) في (أ): (أعلى) والعبارة عند الزجاج: فهو على معنى: أعني النار.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٣٨.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣٠.
(٦) ما بين المعقوفين كرره ناسخ (أ) مرتين.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٨ ب.

صفحة رقم 496
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية