آيات من القرآن الكريم

۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋ

وقال أبو إسحاق: أعلم الله أن الذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به (١).
وحقيقة معنى هذا الكلام يعود إلى القبول. وذلك أنّ (٢) ما يقبله الإنسان يقال: قد ناله ووصل إليه. فخاطب الله تعالى الخلق كعادتهم في تخاطبهم والمعنى. لن يقبل الله اللحوم ولا الدماء إذا كانت من غير تقوى الله، وإنما يقبل منكم ما تتقونه به. وهذا دليل على أن شيئًا من العبادات لا يصح إلا بالنية، وهو أن ينوي بها التقرب إلى الله وأداء (٣) أمره واتقاء عقابه.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ﴾ تقدم تفسيره قبيل.
﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾ قال ابن عباس: يريد على ما بين لكم وأرشدكم لمعالم (٤) دينه (٥) ومناسك حجه. وهو أن يقول: الله أكبر على ما هدانا (٦) ﴿وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ قال: يريد الموحّدين (٧) (٨).
٣٨ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قال المفسرون: يعني غائلة المشركين (٩).
وقال أبو إسحاق: هذا يدل على النصر من عنده، أي: فإذا فعلتم هذا

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٢٩.
(٢) أن: ساقطة من (د)، (ع).
(٣) في (أ)، (ع): (وإذا)، وهو خطأ.
(٤) في (أ): (إلى دينه).
(٥) في (د)، (ع): (دينكم).
(٦) ذكره البغوي ٥/ ٣٨٨ من غير نسبه.
(٧) في (أ): (المحدين).
(٨) ذكره عنه البغوي ٥/ ٣٨٨، وأبو حيان في "البحر" ٦/ ٣٧٠.
(٩) الطبري ١٧/ ١٧١، والثعلبي ٣/ ٥٣ ب.

صفحة رقم 421

وخالفتم الجاهلية فيما يفعلونه في نحرهم وإشراكهم بالله، فإنّ الله يدفع عن حزبه (١).
وقُرئ: "إنَّ الله يدافع" (٢). من دافع. وهو بمعنى دفع، وإن كان من المفاعلة، مثل: طارقت النعل، وعاقبت اللص، وعافاه الله (٣).
قال الأخفش: أكثر الكلام "إن الله يدفع" بغير ألف. قال: ويقولون دفع الله عنك. قال: ودافع عربية إلا أن الأولى (٤) أكثر (٥).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ قال ابن عباس: يريد: خانوا الله، وجعلوا معه شريكًا، وكفروا نعمه (٦).
وقال أبو إسحاق: إنَّ من ذكر غير اسم الله، وتقرب إلى الأصنام بذبيحة؛ فهو خوان كفور (٧).

(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٢٩.
(٢) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (يدفع) بغير ألف. وقرأ الباقون (يدافع) بالألف. "السبعة" ص ٤٣٧، "التبصرة" ص ٢٦٦، "التيسير" ص ١٥٧.
(٣) "الحجة" للفارسي ٥/ ٢٧٩ مع اختلاف يسير.
وانظر: "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٤٢٥، "إعراب القراءات السبع وعللها" لابن خالويه ٢/ ٧٩، "الكشف" لمكي بن أبي طالب ٢/ ١٢٠.
وذكر ابن زنجلة في "حجة القراءات" ص ٤٧٨ وجها آخر في توجيه قراءة (يدافع) فقال: وحجتهم أنَّ "يدافع" عن مرات متواليات. اهـ
وبينه مكي في "الكشف" ٢/ ١٥ بقوله: وقد تكون "فاعل" للتكرير، أي: يدفع عنهم مَرَّة بعد مرة.
(٤) في "الحجة": الأول.
(٥) قول الأخفش في "الحجة" للفارسي ٥/ ٢٧٩. ولم أجده في "معاني القرآن" للأخفش.
(٦) ذكره عنه البغوي ٥/ ٣٨٨.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٢٩.

صفحة رقم 422
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية