آيات من القرآن الكريم

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ

إلى حال متباينة بسبب أن الله هو الحق، والحق هو الموجود الثابت الذي لا يحول ولا يزول، وأن كل ما سواه وإن كان موجودا حقّا، فإنه لا حقيقة له في نفسه لأنه مسخر مذلل للحق- تبارك وتعالى- صاحب الوجود المطلق، والغنى المطلق- سبحانه وتعالى-.
٢- وأنه يحيى الموتى، وإذا كان الله صاحب هذه الأفعال، وموجد هذه الأشياء والأحوال فكيف يستبعد منه إعادة الأموات للثواب والعقاب؟
٣- وأنه على كل شيء قدير، ولا عجب فمن صدر منه هذا تكون القدرة صفة ذاتية له، ويكون على كل شيء قدير.
٤- وأن الساعة آتية لا ريب فيها حيث وعد بها، وكان وعده مفعولا، وقضى بها وهو القادر المختار.
٥- وأن الله يبعث من في القبور للحساب والجزاء.
هكذا تكون الناس [سورة الحج (٢٢) : الآيات ٨ الى ١٤]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢)
يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤)

صفحة رقم 569

المفردات:
ثانِيَ عِطْفِهِ، المراد معرضا عن الذكر كفرا وتعظما، والأصل في العطف أنه الجانب، ويقال: ثنى فلان عنّى عطفه إذا أعرض، ولوى جانبه خِزْيٌ هوان وذل عَلى حَرْفٍ المراد: على شك وضعف في العبادة كضعف القائم على طرف الجبل وحده.
ولقد أمر الله بالتقوى وخوفهم من عذاب يوم شديد ومع هذا فمن الناس من يجادل في الله بغير علم، ثم ساق لهم الأدلة على البعث وقدرة الله على كل شيء، ومع هذا فمنهم من يجادل في الله كذلك بغير علم.
هكذا تكون الناس مهما كانت النذر! منهم شقي ومنهم سعيد، ومنهم المؤمن الصادق، والمنافق الكاذب، والكافر الصريح، وهكذا أراد الله.
المعنى:
ومن الناس من يجادل في وجود الله وصفاته بغير علم، ولا هدى، ولا كتاب منير.
نعم من الناس من يجادل بالباطل، ويجادل في الله وصفاته بغير علم صحيح، وفكر سليم، وبغير هدى واستدلال يهدى إلى المعرفة الصحيحة، وبغير كتاب وحجة منقولة.
وهذا والله هو الحق، يجادل الإنسان ويخاصم بظن واه، لا دليل معه من علم أو نظر أو حجة، ولكنه العناد والضلال وعمى القلوب والبصائر فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج آية ٤٦].
وهو إذا ذكّر لا يذّكّر بل يعرض وينأى بجانبه كبرا وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً [سورة لقمان آية ٧].

صفحة رقم 570

ولما أدى جداله إلى الضلال، وكانت عاقبته خسرا، جعل كأنه غرضه، ولما كان الهدى في استطاعته، وتحت سمعه وبصره، ولكنه تركه وأعرض عنه، وأقبل على الجدال بالباطل جعل كالخارج من الهدى إلى الضلال وبئس المصير.
وهؤلاء لهم في الدنيا خزي وهلاك، وهوان وذل، وفي يوم الجزاء يذوقون عذاب الحريق.
ذلك الجزاء الكامل المناسب بسبب ما قدمته يداه، وبسبب أنه- سبحانه وتعالى- الحكم العدل، وعدله يقتضى معاقبة الفجار، وإثابة الأبرار: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [سورة النجم آية ٣١]، وما ربك بظلام للعبيد، فيما يجازى به كلا على عمله.
صنف آخر أمره عجب!! يعبد الله عبادة ليست صادقة خالصة، عبادة ليس فيها صدق نية، ولا إخلاص في الطوية، عبادة باللسان وترديد في الكلام. لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالط بشاشة الدين روحه، فهو دائم القلق والاضطراب، كمن يجلس على حرف الجبل وحده لا يهدأ له قرار، ولا تسكن له نفس.
هؤلاء هم المنافقون، أو المنافقون صنف منهم يعبدون الله على خوف وشيك، فإن أصابه خير من غنيمة ومال، وزيادة في النسل والإنتاج رضى عن هذا الدين.
وإن امتحن بالبلاء، واختبر في الضراء بنقص في المال أو الأنفس، أو هلاك في الثمرات والغلات ينقلب على وجهه، ويرتد معلنا سخطه وعدم رضاه.
وهؤلاء خسروا الدنيا بما أصابهم، وخسروا الآخرة إذ لا ثواب لهم على ما أصابهم فإنهم لم يصبروا ولم يحتسبوا.
وذلك هو الخسران الكامل، والضلال المبين.
ومن ذكر من الكافرين أو المترددين المنافقين، يدعو من دون الله ما لا يضره، ولا ينفعه، وإنما يتمسك ويتجه إلى ما لا يفيد أصلا، بل لا ينفع نفسه، وذلك هو الضلال الموغل في الضلالة البعيد جدا عن الصواب.
يدعو من ضره أقرب من نفعه، إذ هو سبب كفره وعذابه، لبئس هذا المولى والناصر ولبئس هذا العشير والصاحب.

صفحة رقم 571
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية