آيات من القرآن الكريم

وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ
ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ

أحدها- ظهور الحمل فيها من غير ذكر.
وثانيها- أن رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة.
وثالثها ورابعها- قال الحسن البصري: إنها لم تلتقم ثديا يوما قط، وتكلمت هي أيضا في صباها، كما تكلم عيسى عليه السلام «١».
وأما آيات عيسى عليه السلام فقد تقدم بيانها في سورة آل عمران.
وكل تلك الآيات بإذن الله وأمره، وليس للبشر فيها قدرة مع قدرة الله تعالى وتدبيره وحكمته.
وحدة الرسالات السماوية والسنّة الإلهية
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٩٢ الى ٩٧]
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧)

(١) تفسير الرازي: ٢٢/ ٢١٨ [.....]

صفحة رقم 126

الإعراب:
أُمَّةً واحِدَةً حال لازمة.
لا يَرْجِعُونَ: إما زائدة، أي وحرام أنهم يرجعون، أي إلى الدنيا، وأن واسمها وخبرها خبر المبتدأ: حَرامٌ. وإما غير زائدة، ويكون حَرامٌ مبتدأ، وخبره مقدر، أي: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون كائن أو محكوم عليه، فحذف الخبر، وحذف الخبر أكثر من زيادة «لا» وهو الأوجه عند أبي علي الفارسي والزجاج.
حَتَّى إِذا فُتِحَتْ.. جواب إِذا إما مقدر، تقديره: قالوا: يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، وإما أن يكون الجواب قوله: وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ والواو زائدة، وهذا مذهب الكوفيين، وإما أن يكون الجواب قوله: فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا.
البلاغة:
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ التفات من الخطاب إلى الغيبة كأنه ينقل عنهم ما أفسدوه إلى آخرين للتقبيح، واستعارة تمثيلية، مثل اختلافهم في الدين وتفرقهم أحزابا بالجماعة التي تتوزع الشيء أنصباء.
فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ استعارة، أستعير الكفران لمنع الثواب، كما أستعير الشكر لإعطائه.
يا وَيْلَنا فيه إيجاز بالحذف، أي: ويقولون: يا ويلنا.
فَاعْبُدُونِ، راجِعُونَ، كاتِبُونَ سجع لطيف.
المفردات اللغوية:
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ الأمة لغة: القوم المجتمعون على أمر، ثم شاع استعمالها في الدين أو الملة، أي إن ملة التوحيد أو الإسلام ملتكم ودينكم أيها المخاطبون، التي يجب عليكم أن تكونوا عليها.
أُمَّةً واحِدَةً أي ملة واحدة غير مختلفة فيما بين الأنبياء. وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ أي أنا الله لا إله غيري، فوحدوني واعبدوني لا غير.
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ أي جعل بعض المخاطبين أمر دينهم فيما بينهم قطعا، بمعنى أنهم تفرقوا في الدين، وتخالفوا فيه، وجعلوا أمره قطعا موزّعة بقبيح فعلهم، وهم طوائف اليهود والنصارى. كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ أي كل من الفرق المتجزئة راجعون إلينا فنجازيهم بأعمالهم.
فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ أي لا جحود ولا إنكار لعمله، ولا تضييع لثوابه. وَإِنَّا لَهُ

صفحة رقم 127

كاتِبُونَ
أي وإنا لسعيه مثبتون في صحيفة عمله، لا نضيع شيئا منه بوجه ما، ونأمر الحفظة بكتبه، فنجازيه عليه.
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أي ممتنع على أهلها، غير متصور منهم. أَهْلَكْناها أي حكمنا بإهلاكها أو قدرنا هلاكها، أو وجدناها هالكة. أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ لا: زائدة، أي ممنوع عليهم رجوعهم إلى التوبة أو إلى الدنيا.
حَتَّى غاية لامتناع رجوعهم، أي يستمر عدم الرجوع إلى قيام الساعة وظهور أماراتها وهو فتح سد يأجوج ومأجوج. إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ أي إذا فتح سدهما، وذلك قرب يوم القيامة، وهما اسمان أعجميان لقبيلتين. وَهُمْ يعني يأجوج ومأجوج، أو الناس كلهم.
مِنْ كُلِّ حَدَبٍ مرتفع من الأرض. يَنْسِلُونَ يسرعون أو يخرجون مسرعين، مأخوذ من نسلان الذئب، أي إسراعه.
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ أي قرب يوم القيامة. فَإِذا هِيَ أي القصة، وإذا:
للمفاجاة، كقوله: إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ [الروم ٣٠/ ٣٦] وهي جواب الشرط السابق وهو حَتَّى إِذا.... شاخِصَةٌ مرتفعة أجفانها لا تكاد تنظر، من شدة الهول. يا وَيْلَنا أي يقولون: يا هلاكنا، ويا: للتنبيه. قَدْ كُنَّا في الدنيا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا اليوم، لم نعلم أنه حق بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ أنفسنا بتكذيبنا الرسل، وإخلال النظر.
التفسير والبيان:
يخبر الله تعالى عن أن دين الإنسانية دين واحد، فيقول:
إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً... أي إن ملة التوحيد أو ملة الإسلام هي ملة واحدة وشريعة واحدة، متفق عليها بين جميع الأنبياء والشرائع، وهي التي يجب أن تكونوا عليها، فكونوا عليها أمة واحدة غير مختلفة فيما بين الأنبياء، وأنا الله الذي لا إله غيري فاعبدوني وحدي، ولا تشركوا معي شيئا آخر، من ملك أو بشر أو حجر أو شجر أو صنم.
وقال في آية أخرى: وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً، وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون ٢٣/ ٥٢].
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد:

صفحة رقم 128

«نحن معاشر الأنبياء أولاد علّات «١» ديننا واحد»
يعني أن المقصود هو عبادة الله وحده لا شريك له، بشرائع متنوعة لرسله، كما قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً [المائدة ٥/ ٤٨] فليس الاختلاف في أصول العقيدة والأخلاق والفضيلة والعبادة، وإنما الاختلاف في الفروع والجزئيات والأشكال بحسب الاختلاف في الأزمنة والعصور.
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ أي إن الأمم اختلفت على رسلها، بين مصدق لهم ومكذب، وفرقوا أمر دينهم بينهم فرقا شتى، وهذا بطريق الالتفات إلى الغيبة للتقبيح، والأصل: وتقطعتم، كأنه ينقل عنهم ما أفسدوه إلى آخرين، ويقبّح عندهم فعلهم، ويقول لهم: ألا ترون إلى عظيم ما ارتكب هؤلاء.
والمعنى: جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا، كما تتوزع الجماعة الشيء ويقسمونه، فيصير لهذا نصيب، ولهذا نصيب، تمثيلا لاختلافهم فيه، وصيرورتهم فرقا وأحزابا شتى. وهذا التفرق في أمر الدين الواحد معيب شنيع، ولهذا قال تعالى متوعدا على فعلهم:
كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ أي كل فرقة منهم سيرجعون إلينا يوم القيامة، فنجازي كل واحد بحسب عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. وطريق الجزاء ومنهاجه هو:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ، وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ من: للتبعيض لا للجنس إذ لا قدرة للمكلف أن يأتي بجميع الطاعات كلها، فرضها ونفلها، والمعنى: ومن يعمل عملا صالحا موافقا لمنهاج الله تعالى، وهو بقلبه ولسانه مصدق بربه ورسله، أو من يعمل شيئا من الطاعات وهو موحد مسلم، فلا تضييع لسعيه، ولا بطلان لثواب عمله، ولا جحود لعمله،

(١) أولاد العلّات: أولاد الرجل من نسوة شتى.

صفحة رقم 129

أي لا يضيع جزاؤه ولا يغطى، بل يشكر أي يثاب عليه، ونوفيه الجزاء الأوفى، ولا يظلم مثقال ذرة، وإنا له مثبتون حافظون جميع عمله في صحيفته، لنجازي عليه، فلا يضيع عليه منه شيء، مهما صغر، كما قال في آيات أخرى منها: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا [الكهف ١٨/ ٣٠] ومنها: وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ، وَسَعى لَها سَعْيَها، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً [الإسراء ١٧/ ١٩].
والآية دليل على أن أساس القبول والنجاة الجمع بين أن يكون الشخص مؤمنا، وبين أن يعمل الصالحات، والإيمان: يشمل العلم والتصديق بالله ورسوله، والعمل الصالح هو فعل الواجبات وترك المحظورات. والكفران:
مثل في حرمان الثواب، والشكر مثل في إعطائه، والمراد من الآية فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ المراد نفي للجنس، وفيه ترغيب العباد في التمسك بطاعة الله تعالى.
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ أي وممتنع على أهل قرية حكمنا بإهلاكها رجوعهم إلى التوبة أو الحياة الدنيا قبل يوم القيامة. وتكون لا زائدة للتأكيد، وهو كقوله تعالى: فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ [يس ٣٦/ ٥٠]. وقوله: حَرامٌ مستعار لمنع الوجود بحال، مثل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ [الأعراف ٧/ ٥٠] أي منعهما.
حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ أي يستمر عدم رجوع القوم المهلكين إلى قيام الساعة وظهور أماراتها وهو فتح سد يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان أو الناس جميعا، وإتيان الناس مسرعين من كل مرتفع من الأرض. ويكون المقصود من الآية الردّ على المشركين الذين ينكرون البعث والجزاء.

صفحة رقم 130

وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ، فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا أي وقرب يوم القيامة إذا حصلت هذه الأهوال والزلازل والبلايا، وإذا حدث ذلك أو وقع ترى أبصار الكافرين مرتفعة الأجفان، مثبتة الحدق، جامدة لا تتحرك، لا تكاد تنظر من هول وشدة ما يشاهدونه من الأمور العظام.
يا وَيْلَنا، قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ أي يقولون:
يا هلاكنا، والويل: الهلاك، قد كنا في الدنيا غافلين لاهين، لم نعلم أن هذا هو الحق، وأن البعث والرجوع إلى الله للحساب والجزاء ثابت قائم، بل إننا في الواقع ظالمون لأنفسنا بتعريضها للعذاب، وهذا اعتراف صريح بظلمهم لأنفسهم، حيث لا ينفعهم ذلك.
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على وحدة الرسالات السماوية في أصولها، وعلى تفرق الناس في أمر الدين، وعلى وحدة السنن الإلهية في إثابة المؤمن الصالح العمل، وتعذيب الكافر المسيء، وعلى إثبات البعث والجزاء وما يشتمل عليه من شدائد وأهوال.
أما وحدة الرسالات السماوية: فالأنبياء كلهم متفقون على التوحيد، لذا وجب اتفاق البشر قاطبة على أن الإله واحد لا شريك له، وعلى وجوب إفراده بالعبادة. أما المشركون فقد خالفوا كل الأنبياء.
وأما الاختلاف في الدين بين مصدق ومكذب: فهو ظاهرة شائعة، لذا نعى الله تعالى التفرق في أمر الدين، سواء المسلمين أو اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين، وذمهم لمخالفتهم الحق، وندد بغير المسلمين اتخاذهم آلهة من دون الله، فيكون المراد بقوله: وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ جميع الخلق، بأن جعلوا أمرهم في أديانهم قطعا، وتقسموه بينهم، فمن موحّد، ومن يهودي، ومن نصراني، ومن عابد ملك أو صنم. والكل من هؤلاء الفرق المختلفة راجع إلى حكم الله فيجازيهم.

صفحة رقم 131

روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون وخلصت فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، فتهلك إحدى وسبعون فرقة، وتخلص فرقة واحدة، قالوا:
يا رسول الله، من تلك الفرقة الناجية؟ قال: الجماعة، الجماعة، الجماعة»

فتبين بهذا الخبر أن المراد بقوله تعالى: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ الجماعة المتمسكة بما بينه الله تعالى في هذه السورة من التوحيد والنبوات، وأن في قول الرسول صلّى الله عليه وسلم في الناجية: إنها الجماعة، إشارة إلى أمة الإيمان. ولكن المراد
بقوله: «ستفترق أمتي»
أي في حال ما، وليس فيه دلالة على افتراقها في سائر الأحوال، لا يجوز أن يزيد أو ينقص «١».
والقاعدة الثابتة أن من يعمل شيئا من الطاعات، فرضا أو نفلا، وهو موحد مسلم، مصدق بمحمد صلّى الله عليه وسلم، فلا جحود ولا كفران لعمله، ولا يضيع جزاؤه، والكفر ضدّ الإيمان، وهو أيضا جحود النعمة، وهو ضد الشكر، والله حافظ لعمله، كما قال تعالى: فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى [آل عمران ٣/ ١٩٦] أي كل ذلك محفوظ ليجازى به. وفي هذا ترغيب الناس بطاعة الله تعالى.
ومن القواعد والسنن الثابتة الجارية على منهاج واحد أنه ممتنع على أهل قرية أهلكهم الله أن يرجعوا بعد الهلاك إلى الدنيا، وهذا على أن لا زائدة. والراجح عند أبي علي الفارسي والزجاج أن لا غير زائدة، إذ لا فائدة في أن المراد: وحرام على قرية أهلكناها أن يرجعوا إلى الدنيا، وإنما في الكلام إضمار، أي وحرام على قرية حكمنا باستئصالها أو بالختم على قلوبها أن يتقبل منهم لأنهم لا يرجعون، أي لا يتوبون. وهذا هو الأولى عندي.

(١) تفسير الرازي: ٢٢/ ٢١٩،
والحديث رواه أصحاب السنن الأربعة عن أبي هريرة، ولفظه:
«افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة».

صفحة رقم 132
التفسير المنير
عرض الكتاب
المؤلف
وهبة بن مصطفى الزحيلي الدمشقي
الناشر
دار الفكر المعاصر - دمشق
سنة النشر
1418
الطبعة
الثانية
عدد الأجزاء
30
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية