آيات من القرآن الكريم

وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
ﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ

بل ظل يسبح بحمد الله، ويشكر فضل الله الذي لا ينساه حتى خبت النار ولم يمس بسوء.
وهكذا تكون عناية الله ورعايته للأنبياء والأولياء والصالحين من عباده، ألم تر إلى قريش وقد جمعت جموعها، وتشاورت في أمرها. واتفقت فيما بينها على أن تقتل محمدا، ولكن أين لهم هذا!! والله تعالى يقول: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة ٦٧]
وروى أبى بن كعب- رضى الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم «أن إبراهيم حين قيدوه ليلقوه في النار قال: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك» قال ثم رموا به في المنجنيق من مضرب شاسع فاستقبله جبريل فقال:
يا إبراهيم ألك حاجة قال «أما إليك فلا»، فقال جبريل فاسأل ربك فقال. «حسبي من سؤالى علمه بحالي» فقال الله: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم.
وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين، ونجيناه ولوطا ابن أخيه إلى أرض الشام، التي باركنا فيها حيث كانت مهبط الأنبياء، وإحدى القبلتين، وكانت من حيث الماء والزرع فيها بركة وخير للساكنين بها.
ووهبنا لإبراهيم إسحاق، ومن ولده كان يعقوب جعلناه صالحا تقيا.
وجعلناهم أئمة مهديين يقتدى بهم في الخيرات، وأعمال الصالحات كل ذلك يأمرنا، وبما أنزلناه عليهم من الوحى والإلهام، ومن هنا نفهم أن من ينصب نفسه إماما يجب أن يكون مهديا: بطبعه مصلحا لنفسه ثم يصلح غيره، وأو حينا إليهم فعل الخيرات، والطاعات، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وكانوا لنا عابدين مطيعين.
طرف من قصة لوط ونوح عليهما السلام [سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٧٤ الى ٧٧]
وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٧٧)

صفحة رقم 543

المعنى:
وآتينا لوطا الحكم والنبوة، والعلم والمعرفة، بأمور الدين والدنيا، وآتيناه علما نافعا وفهما سليما، وتلك مقومات النبوة وأسسها، وهكذا يعد الله- سبحانه- من يتحمل رسالته بما يجعله أهلا لها وأحق بها، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
ونجيناه من القرية (سدوم) التي بعث فيها، وكانت تعمل الخبائث والمنكرات، تلك القرية الظالم أهلها بالفسق والفجور، إذ كانوا يأتون في ناديهم المنكر، وكانوا يأتون الرجال من دون النساء كما تقدم في سورة هود.
وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين.
وهذا هو نوح الأب الثاني للبشر، اذكر وقت أن نادى من قبل إبراهيم ولوط، نادى داعيا على قومه فقال: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً «١».
فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر، ولم يدع على قومه بهذا إلا بعد أن دعاهم بالحسنى ألف سنة إلا خمسين عاما ولكنهم أبوا إلا العناد والكفر.
فاستجاب الله دعاءه وأنزل بهم العذاب، وأغرقهم بالماء الذي هو مصدر الحياة، فكان عندهم مصدر الفناء، ونجا الله نوحا والمؤمنين معه من الغرق والكرب الشديد، ونصره على القوم الكافرين المكذبين الذين كذبوا بآياتنا، وذلك جزاء الظالمين.
فهل لكم يا كفار مكة أن تعتبروا وتتعظوا بمن سبقكم من قوم لوط ونوح وما حل بهم، وكيف كان النصر للمؤمنين، والعذاب الشديد للكافرين.

(١) سورة نوح الآية ٢٦.

صفحة رقم 544
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية