آيات من القرآن الكريم

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ

ولكن إبليس اللعين لا يمكن أن يتركهما، بل وسوس لهما وزين السوء قائلا:
ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وأقسم لهما: إنى لكما لمن الناصحين.
وهنا تظهر غريزة الإنسان وضعفه أمام المغريات، وها هو ذا قد ضعف أمام إغراء الشيطان، فأزلهما وأوقعهما في المخالفة، وكان ظاهر الأمر أن قد عصى آدم ربه وغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى.
وهكذا كانت حكمة الله وكان أمره لأسرار لا يعلمها إلا هو لتعمر الدنيا، ولتتحقق الخلافة لله في الأرض حكم بأن يخرجا من الجنة، ويهبط الكل بعضهم لبعض عدو، ولهم جميعا في الأرض مستقر ومتاع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فإما يأتينكم منى هدى على لسان أنبيائى ورسلي: فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ولا خوف عليه أبدا، ومن يعرض عن ذكرى ويعص أمرى فله في الدنيا التعب والنصب وفي الآخرة العذاب والألم.
أما آدم أبو البشر فبعد أن أكل من الشجرة وظهرت غريزته وطبيعته وبدت له سوءته، وحاول سترها، وأدرك ما وقع فيه، وتلقى آدم من ربه كلمات: رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ فتاب الله عليه وهدى. إنه هو التواب الرحيم.
بنو إسرائيل وما طلب منهم [سورة البقرة (٢) : الآيات ٤٠ الى ٤٣]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)

صفحة رقم 33

المفردات:
إِسْرائِيلَ: هو يعقوب- عليه السلام- ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل- عليهم السلام- وبنوه وأولاده وهم اليهود. بِعَهْدِي عهد الله: ما عاهدهم عليه في التوراة من الإيمان بالله وبرسله وخاصة خاتم الأنبياء محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي يبعث من ولد إسماعيل. بِعَهْدِكُمْ: ما عاهدتكم عليه من الثواب على الإيمان والتمكين من بيت المقدس قديما، وسعة العيش في الدنيا. وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا: البيع والشراء قد يطلق كل منهما مكان الآخر، والمعنى: لا تبيعوا آياتي بثمن قليل.
تَلْبِسُوا: تخلطوا.
المناسبة:
من أول السورة إلى هنا يدور الكلام حول الكتاب واختلاف الناس فيه وضرب الأمثال للمنافقين، والأمر بعبادة الله، والدليل على أن القرآن من عنده، ثم الإنذار والبشارة، والحجج القائمة على الكافرين، ومظاهر قدرته، ثم الكلام على خلق الإنسان وتكريمه، ثم بعد هذا أخذ يخاطب المقيمين بالمدينة من أهل الكتاب وخاصة اليهود فهم أكثر من غيرهم ولهم في هذا المجتمع مكان، وكانت لهم مواقف مع النبي صلّى الله عليه وسلّم والكلام كله يدور حول القرآن وما فيه.
خاطب اليهود من هنا إلى قوله- تعالى-: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ تارة بالملاينة وتارة بالشدة وطورا بذكر النعم وآخر بذكر جرائمهم وقبائحهم... إلخ.
المعنى:
يا بنى العبد الصالح يعقوب، كونوا مثل أبيكم في اتباع الحق، واذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون، وظلل عليكم الغمام إلى آخر نعمه التي ستذكر بالتفصيل، وذكرها: القيام بشكره وامتثال أمره، وأوفوا بما عاهدتكم عليه من الإيمان بالله ورسله بلا تفريق ما دامت الحجة قائمة على صدقهم وخاصة محمد بن عبد الله أوف أنا بعهدي لكم فأعطيكم الجزاء العاجل في الدنيا والآجل في الآخرة، ولا يمنعكم من

صفحة رقم 34
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية