
وجعله حالاص من " السلم "، فمعناه: تمنعكم هذه الشرائع من اتباع غيرها.
قوله/: ﴿خُطُوَاتِ الشيطان﴾. أي آثاره.
وقال الضحاك: " هي الخطايا التي يأمر بها ".
قوله: ﴿فَإِن زَلَلْتُمْ﴾. أي أخطأتم. وقيل: ضللتم.
وقال ابن عباس: " هو الشرك ".
والبينات محمد ﷺ والقرآن.
وقوله: ﴿عَزِيزٌ﴾ أي ذو عز لا يمنعه من الانتقام منكم مانع ﴿حَكِيمٌ﴾ فيما يفعله بكم من العقوبة على زللكم بعد إقامة الحجة وظهور البراهين.
قوله: ﴿فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام والملائكة﴾.
مَن خَفَضَ " الملائكة " عَطَفَ على " ﴿ظُلَلٍ﴾ ".

وقال أبو إسحاق: " هي عطف على الْغَمَامِ "، وهي قراءة أبي جعفر، وقراءة الجماعة [الرفع على العطف] على الاسم المرفوع بعد " يَأتِيَهُمْ ".
وقرأ أبو جعفر " في ظُلالٍ وَقَضَاءِ الأَمْرِ " بالمد والخفض.
وفي قراءة أبي: " إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ وَالْغَمَامُ فِي ظلل مِنَ المَلاَئِكَةِ ".
وهذا الإتيان عند أكثرهم يوم القيامة يكون.
وقال قتادة: " ذلك عند الموت ". وهو قول شاذ.
وقيل: معنى ﴿فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام﴾، " بظلل "، ففي بمعنى " الباء ". وهذا قول حسن بَيِّن.

قال عكرمة: ﴿ظُلَلٍ مِّنَ الغمام﴾ " طاقات منه والملائكة حوله ".
وأكثر أهل التفسير على أن في الكلام تدقديماً وتأخيراً في قراءة من رفع الملائكة، والمعنى: إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام. قالوا: والرب يأتي كيف شاء، و ﴿فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام﴾ من حال الملائكة. وجماعة منهم على أنه تعالى يأتي في ظلل من الغمام، وتأتي الملائكة/ كيف شاء. وهذا اختيار الطبري.
وروى ابن عباس عن الن بي [عليه السلام] أنه قال: " إن الغمامة [طاقات يأتي الله جل وعز] فيها محفوفاً ".
قال أبو محمد رضي الله عنهـ: [ويجب] أن تعتقد أن صفات الله جل ذكره بخلاف صفات المخلوقين، فلا تعتقد إلا أن الإتيان والمجيء من الله تبارك وتعالى صفة وصف بها نفسه لا إتيان انتقال وتغير حال، تعالى الله عن ذلك.