آيات من القرآن الكريم

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ

أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ﴿ إِن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾ والتي في آل عمران ﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمناً قليلاً ﴾ [ آل عمران : ٧٧ ] نزلتا جميعاً في يهود.
وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : كتموا اسم محمد ﷺ، وأخذوا عليه طمعاً قليلاً.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية ﴿ إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾ قال : أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم في كتابهم من الحق، والهدى، والإِسلام، وشأن محمد ونعته ﴿ أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ﴾ يقول : ما أخذوا عليه من الأجر فهو نار في بطونهم.
وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال : سألت الملوك اليهود قبل مبعث محمد ﷺ ما الذي يجدون في التوراة؟ قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله يبعث نبياً من بعد المسيح يقال له محمد بتحريم الزنا، والخمر، والملاهي، وسفك الدماء، فلما بعث الله محمداً ونزل المدينة قالت الملوك لليهود : هذا الذي تجدون في كتابكم؟ فقالت : اليهود طمعاً في أموال الملوك : ليس هذا بذاك النبي. فأعطاهم الملوك الأموال، فأنزل الله هذه الآية اكذاباً لليهود.
وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم، فلما بعث الله محمداً ﷺ من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي، فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفاً لصفة محمد فلم يتبعوه، فأنزل الله ﴿ إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾.

صفحة رقم 339
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية