
﴿بِمَا أَشْرَكُوا﴾ أي: بسبب إشراكهم.
﴿بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ حجَّةً وبرهانًا.
﴿وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ أي: مقامُ الكافرين.
﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢)﴾.
[١٥٢] ولما رجعَ رسول الله - ﷺ - من أُحد، قال المسلمون: كيفَ أُصبنا وقد وُعِدْنا بالنصر؟ فنزل: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾ (١) بالنصر لكم؛ لأن النصرَ كان أولًا للمسلمين. قرأ أبو عمرٍو، وهشامٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (وَلَقَد صَّدَقَكُمْ) بإدغام الدال في الصاد، والباقون: بالإظهار (٢).
﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ﴾ تقتلونهم قتلًا ذَريعًا.
(١) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٤٣٢).
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٨٤)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٧٥).

﴿بِإِذْنِهِ﴾ بإرادتَه؛ فإنهم قَتلوا من المشركين اثنينِ وعشرينَ رجلًا.
﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ﴾ جَبُنْتُم، وضعفَ رأيُكم بتركِ الرُّماةِ مركزَهم لطلبِ الغنيمة.
﴿وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ أي: اختلفتم في أمر النبيِّ - ﷺ - للرماةِ بالمقام في سفح الجبل، فقال بعضُهم: نذهبُ، فقد نُصر أصحابُنا، وقال بعضُهم: نمتثلُ أمرَ النبيِّ - ﷺ -، ولا نبرحُ مكانَنا.
﴿وَعَصَيْتُمْ﴾ النبيَّ - ﷺ - بتركِ المركز.
﴿مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ﴾ اللهُ.
﴿مَا تُحِبُّونَ﴾ من الظفرِ والغنيمة.
﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا﴾ وهم الرماةُ الذين تركوا المركزَ وطلبوا الغنيمةَ.
﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ وهم مَنْ ثبتَ من الرماة في المركز عبدُ الله بنُ جُبيرٍ وأصحابُهُ.
﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ﴾ أي: ردَّكم.
﴿عَنْهُمْ﴾ بالهزيمِة.
﴿لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ ليمتحِنَكم.
﴿لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ﴾ فلم تُسْتأْصَلوا على فِعْلِكم.
﴿وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ بالعفوِ.