آيات من القرآن الكريم

قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ

وشرُّ الطالبين (١) فلا تَكُنْه يقاتل عمَّه الرؤوفَ الرحيما (٢)
وكثر ذلك حتى قاله غيرهم، قال جرير:
ترى للمسلمين عليك حقًّا كفعل الوالد (٣) الرؤوف الرحيم (٤) (٥)
١٤٤ - قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ الآية. قال المفسرون: كانت الكعبة أحبَّ القبلتين إلى رسول الله - ﷺ -.
قال ابن عباس: لأنها كانت قبلة أبيه إبراهيم (٦).
وقال مجاهد (٧) ومقاتل (٨) وابن زيد (٩): لأنه كره موافقة اليهود (١٠).
= مكة، كان من الشعراء المطبوعين، قال الأصمعي كان شاعرًا كريمًا، توفي بالرقة. ينظر: "أسد الغابة" ٥/ ٤٥١، "الإصابة" ٣/ ٦٣٧.
(١) في (أ)، (م): (للطالبين).
(٢) البيت للوليد في "الحجة" لأبي علي ٢/ ٢٣٠، ابن عطية في "تفسيره" ٢/ ١٢، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٤٥، "البحر المحيط" ١/ ٦٠١، "أنساب الأشراف" ص ١٤٠، "تاريخ الطبري" ٥/ ٢٣٦. وورد البيت في بعض المصادر هكذا:
وشر الظالمين للظالمين فلا تكنه يقابل عمه الرؤف الرحيمُ
(٣) في (ش): (الوليد).
(٤) البيت لجرير في "ديوانه" ص ٤١٢، "الخزانة" ٤/ ٢٢٢، "الكامل" للمبرد ٢/ ١٣٩، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤١، "البحر المحيط" ١/ ٦٠١.
(٥) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠.
(٦) رواه عنه الطبري ٢/ ٢٠، وابن أبي حاتم ١/ ٢٥٣، وذكره الثعلبي ١/ ١٢٤٢.
(٧) رواه عنه الطبري ٢/ ٢٠، وذكره الثعلبي ١/ ١٢٤٢، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٩ إلى عبد بن حميد.
(٨) ذكره الثعلبي ١/ ١٢٤٢، والحيري في "الكفاية" ١/ ٨٠.
(٩) رواه عنه الطبري ٢/ ٢٠، وذكره الثعلبي ١/ ١٢٤٢.
(١٠) وثم قول ثالث روي عن السدي، وهو ليتألف العرب لمحبتها في الكعبة. ينظر "البحر المحيط" ١/ ٤٢٨.

صفحة رقم 385

وقال عامة المفسرين: إن رسول الله - ﷺ - وأصحابه كانوا بمكة يصلّون إلى الكعبة، فلما هاجروا إلى المدينة أمره الله أن يصلي نحو صخرة بيت المقدس؛ ليكون أقرب إلى تصديق اليهود إياه إذا صلى إلى قبلتهم (١).
وقال ابن زيد: قال الله لنبيه - ﷺ -: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ فقال: هؤلاء اليهود يستقبلون بيتًا من بيوت الله، فلو استقبلناه، فاستقبله النبي - ﷺ - سبعة عشر شهرًا (٢).
ثم رأى أن الصلاة إلى الكعبة أدعى لقومه إلى الإسلام، فقال لجبريل: وددت (٣) أنّ الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها، فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك، وأنت كريم على ربك، فادع ربك وسَلْه، ثم ارتفع جبريل، وجعل رسول الله يديم النظر إلى السماء؛ رَجَاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل ربه، فأنزل الله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ (٤).

(١) عزاه لعامة المفسرين: الثعلبي ١/ ١٢٤١. وينظر: "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد برقم ٢١، "صحيح البخاري مع الفتح" ١/ ٩٥، ومسلم (٥٢٥) كتاب المساجد، باب: تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، "تفسير الطبري" ٢/ ٢٠، "الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" لمكي ص ١٢٦، "تفسير البغوي" ١/ ١٦١، "التفسير الكبير" ٣/ ١٠٩، "تفسير الخازن" ١/ ١٢٠، "العجاب" لابن حجر ١/ ٣٩٦.
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٢٠ بلفظ: ستة عشر شهرًا، وذكره الثعلبي ١/ ١٢٤٢، ويوحي صنيع الواحدي أن ما بعده تبع له، وليس الأمر كذلك.
(٣) في (م): (وودت).
(٤) كذا في "تفسير مقاتل" ١/ ١٤٤، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٣، "تفسير البغوي"، عن مجاهد ١/ ١٦١، "العجاب" لابن حجر ١/ ٣٩٥، وقال في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٩: أخرجه أبو داود في "ناسخه" عن أبي العالية. وذكره الواحدي ص ٤٦، =

صفحة رقم 386

قال أصحاب المعاني: أراد: تَقَلُّبَ عينيك، فذكرهما بلفظ الوجه، كما ذكر الأعين بلفظ الوجوه في قوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، وذلك أنّ ما تقع به المواجهة يسمّى وجهًا، كاللحية قد يطلق عليها اسم الوجه. ويجوز أن يريد نفس الوجه؛ لأنه كما يقلب عينيه في السماء يقلب وجهه (١).
وقوله تعالى: ﴿فِي السَّمَاءِ﴾ أي: في النظر إلى السماء.
وقوله تعالى: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً﴾ يقال، وَلَّيْتُكَ القبلة،: إذا صيرتَه يستقبلها (٢) بوجهه، وليس في (فعلت) منه هذا المعنى؛ لأنك إذا قلت: وَلِيتُ الحائط، ووليت الجدران، لم يكن في قولك دلالة على أنك واجهته. فَفَعَّلت من هذه الكلمة ليس بمنقول من (فَعَلت) الذي هو وَلِيتُ، فيكون على حد قولك: فَرِحَ وفرّحْتُه، ولكن المعنى الذي هو المواجهة عارض (٣) في فَعّلت، ولم يكن في (فَعَلْت)، وإذا كان كذلك كان فيه دلالة على أن النقل لم يكن من فَعَلت، كما كان قولهم: ألقيتُ متاعَك بعضه على بعض، لم يكن النقل فيه (٤) من: لقي متاعك بعضه بعضًا، ولكن

= عن ابن عباس من رواية الكلبي، وأخرج بعضه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٢٠، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص ١٥، من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس.
(١) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢١، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٣، "المحرر الوجيز" ٢/ ١٣، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٤٥، والوجه الثاني هو الذي ذكره الطبري في "تفسيره" ٢/ ٢٠.
(٢) في (م): (مستقبلها).
(٣) في (ش): كأنها (يمارض).
(٤) في (ش): (فيه دلالة).

صفحة رقم 387

(ألقيت) كقولك: أسقطت، ولو كان منه زاد مفعول آخر في الكلام، ولم يحتج في تعديته إلى المفعول الثاني إلى حرف الجر في قولك: ألقيت متاعك بعضه على بعض، كما لم يحتج إليه في قولك: ضرب زيد عمرًا، وأضربته إياه، ونحو ذلك. فكذلك: وَلَّيْتُكَ قبلةً، من قولك: وَلِيتُ، كألقيت، من قولك: لَقِيتُ (١).
وقد جاءت هذه الكلمة مستعملة على خلاف المقابلة والمواجهة، وذلك نحو: ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ﴾ [البقرة: ٨٣] ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى﴾ [يوسف: ٨٤] ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ [البقرة: ٦٤] ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ [عبس: ١] ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا﴾ [النجم: ٢٩]، فهذه مع (٢) دخول الزيادةِ الفِعْلَ. وفي غير الزيادة قوله: ﴿وَلَّى مُدْبِرًا﴾ [النمل: ١٠]، وقوله: ﴿ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: ٢٥]، وقوله: ﴿مُدْبِرِينَ﴾ حال مؤكدة؛ لأن في ﴿وَلَّيْتُمْ﴾ دلالة على أنهم مدبرون، وهذا على نحوين: أما ما لحق التاءُ أولَّه، فإنه يجوز أن يكون من باب: تَحَوَّب (٣) وتأثم، إذا ترك الحُوب (٤) والإثم، فكذلك إذا ترك الجهة التي هي المقابلة. وأما الذي لا زيادة فيه، فيجوز أن تكون الكلمة استعملت على الشيء وعلى خلافه، كالحروف المروية في الأضداد، وقد روي في الأضداد: ولّى: إذا أقبل، وولّى: إذا أدبر (٥).

(١) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٢٣٠.
(٢) في (ش): فهذا (دخول).
(٣) في (أ)، (م): (تحرب).
(٤) في (أ)، (م): (الحرب).
(٥) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٢٣١ - ٢٣٢ بمعناه.

صفحة رقم 388

وقوله تعالى: ﴿تَرْضَاهَا﴾ أي: تحبها وتهواها (١)؛ لأن النبي - ﷺ - كان راضيًا بالقبلة الأولى، مطيعًا لله في حال صلاته إليها (٢)، ولكنه أحبّ أن (٣) تكون قبلته الكعبة، للمعاني التي ذكرنا (٤).
وقوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ﴾ أي: أقبل وجهك نحوه.
وقوله تعالى: ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ﴾ أي: قصدَه ونحوَه، ومعنى الشطر: النحو عند أهل اللغة، يقولون: وَلِّ وجْهَك نحوَ الموضع، وشطرَه، وتلِقَاءه بمعنًى.
قال الشاعر:

وأظعنُ بالقوم شَطْر الملوك حتى إذا خَفَق المِجْدَحُ (٥)
وقال آخر:
أقول لأم زِنباعَ أقيمي صُدورَ العِيس شَطْرَ بني تميمِ (٦)
(١) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٣.
(٢) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢٢.
(٣) أن ساقطة من (م).
(٤) تقدمت في أول الآية.
(٥) البيت لدرهم بن زيد الأنصاري، في "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٤، "مجمل اللغة" ١/ ١٨٠، "الكشاف" ١/ ٢٠١، "أساس البلاغة" ٢/ ٧٢، "تاج العروس" ٤/ ٢٢ (جرح)، "لسان العرب" ١/ ٥٥٩، ٢/ ١٢١٤. والمجدح: نجم من النجوم كانت العرب تزعم أنها تمطر به، كقولهم الأنواء. وجواب إذا خفق المجدح، في البيت الذي بعده وهو قوله:
أمرت صحابي بأن ينزلوا فناموا قليلًا وقد أصبحوا
(٦) البيت لأبي زنباع الجذامي، في "الدرر" ٣/ ٩٠، "لسان العرب" ٤/ ٢٢٦٣ "شطر"، ولأبي ذؤيب الهذلي في "شرح أشعار الهذليين" ١/ ٣٦٣، وبلا نسبة في "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي ٢/ ٧٠٥.

صفحة رقم 389

وقال سُدَيف:

أقِمْ قصدَ وجهك شطرَ العراق وخالَ الخليفة فاستَمْطِرِ (١)
قال أبو اسحاق: لا اختلاف بين أهل اللغة أن الشطر معناه: النحو. قال: وقول الناس: فلان شاطر، معناه: إنه قد أخذ في نحو غير الاستواء. قال: ونصب قوله: ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ﴾ على الظرف (٢).
وقوله تعالى: ﴿اَلْحَرَامِ﴾ بمعنى المحرم، وأصله: من المنع، وسمِّيت تلك البقعة حرامًا لما منع فيها من أشياء لم تمنع في غيرها (٣)، ونذكر الكلام في الحرام والحرمات في موضع آخر. ﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ﴾ في بر أو بحر (٤)، وذكرنا الكلام في حيث عند قوله: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ [البقرة: ١٩٩].
﴿فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ فيه إضمار واختصار، أي: وحيثما كنتم، وأردتم الصلاة، فولّوا وجوهكم شطره.
قال المفسرون: إن أول ما نسخ من أمور الشرع أمر القبلة (٥). وهذه
(١) البيت بلا نسبة في "جمهرة اللغة" ٢/ ٧٢٨.
(٢) بتصرف من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢٢، ونقل الإجماع على النحو ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٥٦، وينظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٢٠ - ٢٢١، "التبيان" للعكبري ص ٩٩. وينظر في معاني الشطر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢٠ - ٢١، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ص ٦٠، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٦٤، "المفردات" ص ٢٦٤، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٤٦.
(٣) ينظر: "لسان العرب" ٢/ ٨٤٧ - ٨٤٨.
(٤) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤٤.
(٥) قاله ابن عباس كما رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٥٣ عنه، ورواه أبو داود في ناسخه كما في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٩، ورواه الطبري عن الحسن وعكرمة ٢/ ٤، وينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢٤١.

صفحة رقم 390

الآية نزلت ورسول الله - ﷺ - في مسجد بني سلمة، وقد صلّى بأصحابه (١) ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة نحو الكعبة، وحول الرجالَ مكانَ النساء، والنساءَ مكانَ الرجال، فسمي ذلك مسجد القبلتين (٢). فلما حولت القبلة إلى الكعبة قالت اليهود: يا محمد، ما أُمرت بهذا، وإنما هو شيء تبتدعه من تلقاء نفسك! فأنزل الله سبحانه: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ (٣)، والكناية في ﴿أَنَّهُ﴾ يجوز أن ترجع إلى المسجد الحرام، أي: إنهم عالمون أن المسجد الحرام قِبْلَة إبراهيم وأنه حق.

(١) في (م): (أصحابه).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٢٤٤ عن مجاهد وغيره، وينظر: "تفسير البغوي" ١/ ١٦٢، (الخازن) ١/ ١٢١.
(٣) ذكره مقاتل في "تفسيره" ١/ ١٤٦، وذكره هكذا الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٢٤٤، والبغوي ١/ ١٦٢، وأخرج الطبري ٢/ ٢٤ - ٢٥ نحوه عن السدي، وقد اختلفت الروايات كثيرًا في الوقت والمكان والكيفية التي غيرت فيها القبلة، وقد ذكر جملة منها: السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٦٧ - ٢٧٣.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١/ ٥٠٣: اختلفت الرواية في الصلاة التي تحولت القبلة عندها، وكذا في المسجد، فظاهر حديث البراء هذا أنها الظهر، وذكر محمد بن سعد في "الطبقات" قال: يقال: إنه صلى ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين، ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام، فاستدار إليه، ودار معه المسلمون، ويقال: زار النبي - ﷺ - أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة، فصنعت له طعامًا، وحانت الظهر، فصلى رسول الله - ﷺ - بأصحابه ركعتين، ثم أمر فاستدار إلى الكعبة، واستقبل الميزاب، فسمي مسجد القبلتين. قال ابن سعد: قال الواقدي: هذا أثبت عندنا. وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٥٧، خلاف العلماء في وقت تحويل القبلة فلينظر.

صفحة رقم 391
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية