آيات من القرآن الكريم

جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا
ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘﰙ ﰿ

خون ريختن كيرد

اى دريغا أشك من دريا بدى تا نثار دلبر زيبا بدى
أشك كان از بهر آن بارند خلق كوهرست وأشك پندارند خلق
قال فى التأويلات النجمية (خَرُّوا) بقلوبهم على عتبة العبودية (سُجَّداً) بالتسليم للاحكام الازلية (وَبُكِيًّا) بكاء السمع بذوبان الوجود على نار الشوق والمحبة انتهى قالوا ينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآياتها فههنا يقول «اللهم اجعلنى من عبادك المنعم عليهم المهديين الساجدين لك الباكين عند تلاوة آياتك» وفى آية الاسراء «اللهم اجعلنى من الباكين إليك الخاشعين لك» وفى آية تنزيل السجدة يقول «اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك وأعوذ بك ان أكون من المستكبرين عن أمرك» قال الكاشفى [اين سجده پنجمست از سجدات كلام الله حضرت شيخ قدس سره اين سجده را كه بجهت تلاوت آيات رحمانى مى بايد سجود انعام عام كفته وكريه كه متفرع بر اوست انرا كريه فرح وسرور ميداند چهـ رحمت رحمانيست مقتضى لطف ورأفت است وموجب بهجت ومسرت پس نتيجه او طربست نه اندوه وتعب] فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ يقال لعقب الخير خلف بفتح اللام ولعقب الشر خلف بالسكون اى فعقب الأنبياء المذكورين وجاء بعدهم عقب سوء من أولادهم وفى الجلالين بقي من بعد هؤلاء قوم سوء يعنى اليهود والنصارى والمجوس انتهى وفى الحديث (ما من نبى بعثه الله فى امة الا كان له من أمته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويعتقدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل) ذكره مسلم أَضاعُوا الصَّلاةَ تركوها أو أخروها عن وقتها او ضيعوا ثوابها بعد الأداء بالنميمة والغيبة والكذب ونحوها او شرعوا فيها بلا نية وقاموا لها بلا خضوع وخشوع وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ من شرب الخمر واستحلال نكاح الاخت من الأب والانهماك فى فنون المعاصي وعن على رضى الله عنه هم من نبى المشيد وركب المنظور ولبس المشهور وفى الحديث (اوحى الله الى داود مثل الدنيا كمثل جيفة اجتمعت عليها الكلاب يجرونها أفتحب ان تكون كلبا مثلهم فتجر معهم يا داود طيب الطعام ولين اللباس والصيت فى الناس والجنة فى الآخرة لا يحتمعان ابدا) واعلم ان تيسير اسباب الشهوات ليس من امارة الخير وعلامة النجاة فى الآخرة ومن ثمة امتنع عمر رضى الله عنه من شرب ماء بارد بعسل وقال اعزلوا عنى حسابها وقال وهب بن منبه التقى ملكان فى السماء الرابعة فقال أحدهما للآخر من اين فقال أمرت بسوق حوت من البحر اشتهاه فلان اليهودي وقال الآخر أمرت باهراق زيت اشتهاء فلان العابد والشهوة فى الأصل التمني ومعناها بالفارسية [آرزو خواستن] والمراد بها فى الآية المشتهيات المذمومة. والفرق بين الهوى والشهوة ان الهوى هو المذموم من جملة الشهوات والشهوة قد تكون محمودة وهى من فعل الله تعالى وهى ما يدعو الإنسان الى الصلاح وقد تكون

صفحة رقم 344

مذمومة وهى من فعل النفس الامارة بالسوء وهى استجابتها لما فيه لذاتها البدنية ولا عبادة لله أعظم واشرف من مخالفة الهوى والشهوات وترك اللذات: قال الشيخ سعدى

مبر طاعت نفس شهوت پرست كه هر ساعتش قبله ديكرست
مرو در پى هر چهـ دل خواهدت كه تمكين تن نور جان كاهدت
كند مرد را نفس اماره خوار اگر هوشمندى عزيزش مدار
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا اى شرا فان كل شر عند العرب غى فكل خير رشاد وعن الضحاك جزاء غى كقوله تعالى (يَلْقَ أَثاماً) اى جزاء اثام وقيل غى واد من جهنم يستعيذ من حره أوديتها أعد للزانى وشارب الخمر وآكل الربا وشاهد الزور ولاهل العقوق وتارك الصلاة إِلَّا مَنْ تابَ رجع من الشرك والمعاصي وَآمَنَ اختيار الايمان مكان الكفر وَعَمِلَ صالِحاً بعد التوبة والندم فَأُولئِكَ المنعوتون بالتوبة والايمان والعمل الصالح يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بموجب الوعد المحتوم وَلا يُظْلَمُونَ لا ينقصون من جزاء أعمالهم شَيْئاً ولا يمنعونه فالظلم بمعنى النقص والمنع وشيأ مفعوله ويجوز ان يكون شيأ فى موضع المصدر اى ولا يظلمون البتة شيأ من الظلم جَنَّاتِ عَدْنٍ بدل من الجنة بدل البعض لان الجنة تشتمل على جنات عدن وما بينهما اعتراض وجنات عدن علم لجنة مخصوصة كشهر رمضان وقد يحذف المضاف حيث يقال جاء رمضان وقيل جنات عدن علم لدار الثواب جميعها والعدن الاقامة وهو الأنسب بمثل هذا المقام فان جنة عدن المخصوصة وجنة الفردوس لا يدخلهما العوام بالاصالة لانهما مقام المقربين الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ اى وعدها إياهم ملتبسة بِالْغَيْبِ اى وهى غائبة عنهم غير حاضرة او غائبين عنها لا يرونها وانما آمنوا بها بمجرد الاخبار والتعرض لعنوان الرحمة للابذان بان وعدها وإنجازه لكمال سعة رحمته تعالى وفى الاضافة اشارة الى ان المراد من يعبده مخلصا له فى العبودية لا يعبد الدنيا والنفس والهوى إذ كمال التشريف بالاضافة انما يحصل بهذا المعنى فله جنة عدن المخصوصة إِنَّهُ اى الله تعالى كانَ وَعْدُهُ اى موعوده الذي هو الجنة مَأْتِيًّا اى يأتيه من وعد له لا محالة بغير خلف فالمأتى بمعنى المفعول من الإتيان او بمعنى الفاعل اى جائيا البتة لا يَسْمَعُونَ فِيها فى تلك الجنات لَغْواً اى فضول كلام لا طائل تحته وهو كناية عن عدم صدور اللغو عن أهلها وفيه تنبيه على ان اللغو مما ينبغى ان يجتنب عنه فى هذه الدار ما أمكن إِلَّا سَلاماً استثناء منقطع اى لكن يسمعون تسليم الملائكة عليهم او تسليم بعضهم على بعض وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً [بامداد] وَعَشِيًّا [شبانكاه] والمراد دوام الرزق كما يقال انا عند فلان صباحا ومساء يراد الدوام منه وقيل يؤتى طعامهم على مقدار البكرة والعشى إذ لا نهار ثمة ولا ليل بل هم فى نور ابدا وانما وصف الله الجنة بذلك لان العرب لا تعرف من العيش أفضل من الرزق بالبكرة والعشى قال الامام فى تفسيره فان قيل المقصود من الآيات وصف الجنة بأمور مستعظمة وليس وصول الرزق بكرة وعشيا منها قلنا قال الحسن أراد ان يرغب كل قوم بما احبوه فى الدنيا فلذلك ذكر أساور الذهب والفضة ولبس

صفحة رقم 345
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية