
بْنِ بَهْرَامَ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَرَأَ (أَفَحَسْبُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فَإِذَا قُلْتَ (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا). فَأَنْ رَفْعٌ وَإِذَا قلت (أَفَحَسِبَ) كانت أن تصبا.
قوله: عَنْها حِوَلًا [١٠٨] : تحوّلا.
ومن سورة مريم
قوله: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [١] الذكر مرفوع بكهيعص. وإن شئت أضمرت:
هَذَا ذكر رحمة ربِّك. والمعنى ذكر ربك عبده برحمته فهو تقديم وتأخير. (زَكَرِيَّا) فِي موضع نصب.
وقوله: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [٤] يقول: لَمْ أشق بدعائك، أجبتني إذ دعوتك.
وقوله: الْمَوالِيَ [٥] هم بنو (عم «١» الرجل) وورثته والَولِيّ وَالْمَوْلَى «٢» فِي كلام العرب واحد «٣» وَفِي قراءة عبد الله (إِنَّما مَوْلاكُمُ اللهُ «٤» ورَسُولُهُ) مكان (وَلِيُّكُمُ) وذكر فِي خَفَّتِ «٥» الموالي أَنَّهُ قلَّت، ذُكِرَ عن عثمان (بن عفان «٦» ).
وقوله ١٠٨ ب: يرثنى [٦] تقرأ جزمًا ورفعًا: قرأها يَحْيَى «٧» بن وثاب جزما والجزم الوجه لأن
(٢) ا: «الموالي».
(٣) وهو هنا ابن العم. [.....]
(٤) الآية ٥٥ سورة المائدة.
(٥) كذا. وكأن الأصل: «ذكر فى خفت خفت» والمراد أن هذه الصيغة «خفت» من الخفة رويت عن عثمان رضى الله عنه.
(٦) ا: «رحمه الله».
(٧) وهى قراءة أبى عمرو والكسائي وافقهما اليزيدي والشنبوذى. وقرأ الباقون بالرفع.

(يَرِثُنِي) من آية سوى الأولى فحسن الجزاء. وإذا رفعت كانت صلة للوليّ: هب لي الذي يرثنى.
ومثله (ردءا «١» يصدّقنى) و (يُصَدِّقْنِي).
وإذا أوقعت الأمر عَلَى نكرة: بعدها فعل فِي أوّله الياء والتاء والنون والألف «٢» كَانَ فِيهِ وجهان: الجزمُ عَلَى الجزاء والشرط، والرفع عَلَى أَنَّهُ صلة للنكرة بِمنزلة الَّذِي، كقول القائل: أعِرْنِي دابَّة أركبها، وإن شئت أركبُها: وكذلك (أَنْزِلْ «٣» عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا) ولو قَالَ (تَكُنْ «٤» لَنَا) كَانَ صوابًا. فإذا كَانَ الفعلُ الَّذِي بعد النكرة لَيْسَ للأوّل ولا يصلح فِيهِ إضمار الْهَاء إن كَانَ الفعل واقعًا عَلَى الرجل فليس إلا الجزم كقولك: هَبْ لي ثوبًا أَتَجَمّل «٥» مع الناس لا يكون (أَتجمَّل) إِلَّا جَزْمًا لأن الْهَاء لا تصلح فِي أتجمل. وتقول: أَعِرْنِي دابَّة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الْهَاء فيصلح ذَلِكَ.
وقوله: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا [٧] لَمْ يسم أحد بيحيى قبل يَحْيَى بن زكريّا.
وقوله: مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا «٦» و (عِتِيًّا) «٧» وقرأ ابن عباس (عُسِيًّا) وأنت قائل للشيخ إذا كبر، قد عَتَا وعسا كما يُقال للعود إذا يَبِس.
وقوله: قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ [٩] أي خَلْقُه عَليّ هَيِّن.
وقوله: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ [١٠] (أن) فِي موضع رفع أي آيتك هَذَا.
و (تُكَلِّمَ) منصوبة بأن ولو رُفعت (كما قَالَ «٨» : أَفَلا يرون إن لا يرجع إليهم قولا:) كان صوابا.)
(٢) ا: «الأول» والألف أول حروف الهجاء.
(٣) الآية ١١٤ سورة المائدة.
(٤) ورد الجزم عن المطوعى أحد رواة الأعمش فى القراءات الشاذة.
(٥) فى ش: «أتجمل به» ولو كان كذلك لصح الرفع لوجود الرابط.
(٦) كسر العين لحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وافقهم الأعمش، والضم للباقين.
(٧) كسر العين لحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وافقهم الأعمش، والضم للباقين.
(٨) فى ابدل ما بين القوسين: «تكلم كان صوابا كما قال: افلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا».