وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ جماعة يَنْصُرُونَهُ يقدرون على نصره بدفع الهلاك او على رد المهلك والإتيان بمثله مِنْ دُونِ اللَّهِ فانه القادر وحده على نصره بذلك لا غير لكنه لا ينصره لاستحقاقه الخذلان بكفره ومعاصيه وَما كانَ مُنْتَصِراً ممتنعا بقوته عن انتقامه سبحانه هُنالِكَ اى فى ذلك المقام وتلك الحال [در وقت زوال نعمت] الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ اى النصرة له تعالى وحده لا يقدر عليها أحد وهو تقرير لقوله تعالى وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ او ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم كما نصر بما فعل بالكافر أخاه المؤمن وحقق ظنه وترك عدوه مخذولا مقهورا ويؤيده قوله تعالى هُوَ اى الله تعالى خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً بمعنى العاقبة اى لاوليائه قال سعدى المفتى وعقبى يشمل العاقبة الدنيوية ايضا كما لا يخفى قال فى الجلالين أفضل ثوابا ممن يرجى ثوابه وعاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره واعلم ان هذه القصة مشتملة على فوائد كثيرة وأعظمها ان التوحيد وترك الدنيا سبب للنجاة فى الدارين والشرك وحب الدنيا سبب للهلاك فيهما وعن وهب بن منبه انه قال جمع عالم من علماء بنى إسرائيل سبعين صندوقا من كتب العلم كل صندوق سبعون ذراعا فاوحى الله تعالى الى نبى ذلك الزمان ان قل لهذا العالم لا تنفعك هذه العلوم وان جمعت أضعافا مضاعفة مادام معك ثلاث خصال حب الدنيا ومرافقة الشيطان وإيذاء مسلم وذلك ان فرعون علم نبوة موسى عليه السلام ولكن منعه حب الدنيا والرياسة عن المتابعة فلم ينفعه علمه المجرد وكذا علم إبليس حال آدم عليه السلام واليهود حال نبينا ﷺ وما سعدوا بمجرد علمهم وما وجدوا خير عاقبة ولو عملوا بما وعظوا لنجوا وفى المثنوى
كر چهـ ناصح را بود صد داعيه
پند را اذنى ببايد واعيه «٢»
تو بصد تلطيف پندش مى دهى
او ز پندت ميكند پهلو تهى
يك كس نا مستمع ز استيز ورد
صد كس كوينده را عاجز كند
ز انبيا ناصح تر وخوش لهجه تر
كى بود كه رفت دمشان در حجر
ز انكه كوه وسنك در كار آمدند
مى نشد بدبخت را بگشاده بند
آنچنان دلها كه بدشان وما ومن
نعتشان شد بل أشد قسوة
ألا يرى لم ينجع فيه وعظ أخيه المسلم لزيادة قسوة قلبه فآلت عاقبته الى الندامة وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا اى اذكر لقومك وبين ما يشبهها فى زهرتها ونضارتها وسرعة زوالها لئلا يطمئنوا ولا يعكفوا عليها ولا يعرضوا عن الآخرة بالكلية كَماءٍ استئناف لبيان المثل اى هى كماء أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ [از سحاب يا از جانب سما] ليس المراد تشبيه حال الدنيا بالماء وحده بل بمجموع ما فى حيز الاداة فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ التف
(١) در اواسط دفتر چهارم در بيان آنكه عهد كردن أحمق وقت كرفتارى إلخ
(٢) در اواسط دفتر پنجم در بيان قصه اهل ضروان وحسد ايشان بر درويشان كه پدر ما از سليمى اغلب دخلى باغ را مسكينان مى داد إلخ
صفحة رقم 249
وتكاثف بسببه حتى خالط بعضه بعضا يعنى [قوت كرفت ونشو ونماى خود بكمال رسانيد وزمين بدو تازه وخرم شد] فَأَصْبَحَ فصار ذلك النبات الملتف اثر بهجته هَشِيماً مهشوما مكسورا ليبسه من الهشم وهو كسر الشيء الرخو تَذْرُوهُ الرِّياحُ تحمله وتفرقه يقال ذرت الريح الشيء وأذرته وذرته اطارته وأذهبته وذرا هو بنفسه والحنطة نقاها فى الريح كما فى القاموس وهذه الآية مختصرة من قوله إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ الآية قال الكاشفى [همچنين آدمي بزندكى وتازكى كه دارد خوش بر آيد همچنين كه نامه عمر از عنفوان بپايان رسد مقتضى أجل در آمده نهال نهاد او را بصر صرفنا خشك سازد وخرمنهاى از وآرزو را بباد نيستى بر دهد]
بهار عمر بسى دلفريب ورنكينست
ولى چهـ سود كه دارد خزان مرك از پى
وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من الإنشاء والإبقاء والافناء وغير ذلك مُقْتَدِراً قادرا على الكمال لا يعجزه شىء فعلى العاقل ان لا يغتر بالحياة الدنيا فانها فانية ولو طالت مدتها وزائلة ولو أعجبت زينتها: قال الشيخ سعدى قدس سره
چوشيبت در آمد بروى شباب
شبت روز شد ديده بر كن ز خواب
دريغا كه بگذشت عمر عزيز
بخواهد كذشت اين دمى چند نيز
فرو رفت جم را يكى نازنين
كفن كرد چون كرمش ابريشمين
بدخمه در آمد پس از چند روز
كه بر وى بگريد بزارى وسوز
چو پوشيده ديدش حرير كفن
بفكرت چنين كفت با خويشتن
من از كرم بر كنده بودم بزور
بكندند از وباز كرمان كور
دريغا كه بي ما بسى روزكار
برويد كل وبشكفد نو بهار
واعلم ان الذي أدركته العناية الازلية بعد تعلق الروح بالجسد كتعلق الماء بالأرض فيبعث الله اليه دهقانا من دهاقين الأولياء والأنبياء ومعه بذر الايمان والتوحيد ليلقيه بيد الدعوة وتبليغ الرسالة فى ارض نفسه فيقع منها فى تربة طيبة وهى القلب كما ضرب الله تعالى مثلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وكقوله وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ فينبت عن بذر التوحيد وهى كلمة لا اله الا الله شجرة الايمان بماء الشريعة فيعلوبه الروح من أسفل سافلين الانسانية الى أعلى درجات الروحانية واقرب منازل قربات الربانية كقوله تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ والله تعالى قادر على ان يخذله وينفيه فى أسفل سافلين الجسمانية الحيوانية ليصير الروح العلوي كالانعام بل هو أضل وعلى ان يجذبه بجذبات العناية الى أعلى عليين مراتب القرب ليكون مسجودا لملائكة المقربين: قال المولى الجامى سالكان بي كشش دوست بجايى نرسند سالها كر چهـ درين راه تك و پوى كنند نسأل الله تعالى ان يجذبنا بسلاسل محبته ويجعلنا من اهل طاعته وقربته قال وهب رأيت فى بعض الكتب الدنيا غنيمة الا كياس وغفلة الجهال فالانبياء والأولياء صلوات الله عليهم كانوا فى الدنيا ولم يلتفتوا إليها ولم يرغبوا فيها قالوا ليس كل من دخل المحبس يكون محبوسا
صفحة رقم 250
فيه بل ربما دخله لا خراج المحبوس واستنقاذ المأسور فالنفوس النبوية ومن يتبعها انما وردت الى عالم الكون والفساد لاستنقاذ النفوس المحبوسة المأسورة فكما ان المحبوس إذا اتبع ذلك الداخل خرج ونجا فكذلك من اتبع الأنبياء فى سننهم ومناهجهم خرج ونجا الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا الزينة مصدر فى الأصل اطلق على المفعول مبالغة كأنهما نفس الزينة والمعنى ان ما يفتخر به الناس لا سيما رؤساء العرب من المال والبنين شىء يتزينون به فى الحياة الدنيا ويفنى عنهم عن قريب. وبالفارسية [مال و پسران آرايش زندكانئ دنيا آمدند توشه راه معاد چهـ باندك زمانى تلف وهدف زوال خواهد شد] وفى المثنوى
همچنين دنيا اگر چهـ خوش شكفت
بانك هم زد بيوفايئ خويش كفت
كون مى كويد بيا من خوش پى ام
وان فسادش كفت رو من لا شى أم
اى ز خوبئ بهاران لب كزان
بنكر آن سردى وزردئ خزان
كودكى از حسن شد مولاى خلق
بعد فردا شد خرف رسواى خلق
وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ الباقيات اسم لاعمال الخير لا وصف ولذا لم يذكر الموصوف اى اعمال الخير التي تبقى ثمراتها ابد الآباد من الصلاة والصوم واعمال الحج وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ونحو ذلك من الكلم الطيب- روى- انه عليه السلام خرج على قومه فقال (خذوا جنتكم) قالوا يا رسول الله أمن عدو حضر قال (لا بل من النار) قالوا وما جنتنا من النار قال (سبحان الله) الى آخر الكلمات قال الكاشفى [بعض علما برانند كه باقيات صالحات بنات است كه بحكم هن ستر من النار سبب خلاص والدين باشند] وفى الحديث (من ابتلى) الابتلاء هو الامتحان لكن اكثر استعمال الابتلاء فى المحن والبنات مما تعد منها لان غالب هوى الخلق فى الذكور (من هذه البنات بشئ) من بيانية مع مجرورها حال من شىء (فاحسن إليهن) فسر الشارح هنا الإحسان بالتزويج بالاكفاء لكن الاوجه ان يعمم الإحسان (كن له سترا من النار) لان احتياجهن اليه كان اكثر حال الصغر والكبر فمن يسترهن بالإحسان يجازى بالستر من النيران كما فى شرح المشارق لابن الملك خَيْرٌ من الفانيات الفاسدات من المال والبنين عِنْدَ رَبِّكَ اى فى الآخرة ثَواباً عائدة تعود الى صاحبها وَخَيْرٌ أَمَلًا رجاء حيث ينال بها صاحبها فى الآخرة كل ما كان يؤمله فى الدنيا واما مامر من المال والبنين فليس لصاحبه امل يناله والآية تزهيد للمؤمنين فى زينة الحياة الدنيا الفانية وتوبيخ للمفتخرين بها قال بعضهم لا ينجو من زينة الحياة الدنيا الا من كان باطنه مزينا بانوار المعرفة وضياء المحبة ولمعان الشوق وظاهره مزينا بآداب الخدمة وشرف الهمة وعلو النفس وتغلب زينة باطنه زينة حب الدنيا شوقا منه الى ربه وتغلب زينة ظاهره زينة الدنيا لان زينتها ازين وعن الضحاك عن النبي عليه السلام انه قيل يا رسول الله من ازهد الناس قال (من لم ينس القبر والبلى وترك فضول زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى ولم يعد من أيامه غدا وعد نفسه من الموتى) وفى الحديث (قال الله تعالى يفرح عبدى المؤمن إذا بسطت له شيئا من الدنيا وذلك ابعد له منى ويحزن إذ اقترت عليه الدنيا وذلك اقرب له منى) ثم تلا عليه السلام هذه الآية يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ
صفحة رقم 251
ان ذلك فتنة لهم: قال الشيخ سعدى
يكى پارسا سيرت وحق پرست
فتادش يكى خشت زرين بدست
همه شب در انديشه كين كنج ومال
در وتازيم ره نيابد زوال
دكر قامت عجزم از بهر خواست
نيايد بر كس دو تا كرد وراست
سرايى كنم پاى بستش رخام
درختان سقفش همه عود خام
يكى حجره خاص از پى دوستان
در حجره اندر سرا بوستان
بفرسودم از رقعه بر رقعه دوخت
تف ديكران چشم ومغزم بسوخت
ديكر زير دستان برندم خورش
براحت دهم روح را پرورش
بسختى بكشت اين نمد پسترم
روم زين سپس عبقرى كسترم
خيالش حزف كرد وكاليوه رنك
بمغزش فرو برده خرچنك چنك
فراغ مناجات وزارش نماند
خور وخواب وذكر ونمازش نماند
بصحرا در آمد سر از عشوه مست
كه جايى نبودش قرار نشست
يكى بر سر كور كل ميسرشت
كه حاصل كند زان كل كور خشت
بانديشه لختى فرو رفت پير
كه اى نفس كوته نظر پند كير
چهـ پندى درين خشت زرين دلت
كه يك روز خشتى كنند از كلت
تو غافل در انديشه سود ومال
كه سرمايه عمر شد پايمال
بكن سرمه غفلت از چشم پاك
كه فردا شوى سرمه در چشم خاك
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ اى اذكر حين نقلعها من أماكنها وتسير فى الجو على هيآتها او تسير اجزاؤها بعد از نجعلها هباء منبثا والمراد بتذكيره تحذير المشركين مما فيه من الدواهي وَتَرَى يا محمد او يأكل من يصلح للرؤية الْأَرْضَ جميع جوانبها بارِزَةً ظاهرة ليس عليها ما يسترها من جبل ولا شجر ولا نبات وَحَشَرْناهُمْ جمعنا اهل الايمان والكفر الى الموقف من جانب فَلَمْ نُغادِرْ لم نترك مِنْهُمْ أَحَداً تحت الأرض يقال غادره واغدره إذا تركه ومنه الغدر الذي هو ترك الوفاء والغدير ما غاره السيل وتركه فى الأرض الغائرة عُرِضُوا
اى الخلائق يوم القيامة يعنى المحشورين لى رَبِّكَ
على حكمه وحسابه فًّا
مفرد منزل منزلة الجمع كقوله تعالى ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا اى أطفالا والمعنى صفوفا يقف بعضهم وراء بعض غير متفرقين ولا مختلطين شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان ليحكم فيهم بما أراد لا ليعرفهم قَدْ جِئْتُمُونا
اى فيقال لهم ثمة لقد جئتمونا كائنين ما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
حفاة عراة لا شىء من المال والولد وعن عائشة رضى الله عنها قلت يا رسول الله كيف يحشر الناس يوم القيامة قال (عراة حفاة) قلت والنساء قال (نعم) قلت يا رسول الله نستحيى قال (يا عائشة الأمر أشد من ذلك لن يهمهم ان ينظر بعضهم الى بعض) وفى التأويلات عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا
اى صفا صفا من الأنبياء والأولياء والمؤمنين والكافرين والمنافقين ويقال لهم قَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
فى
صفحة رقم 252