آيات من القرآن الكريم

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ

- ٣٠ - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
- ٣١ - أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي

صفحة رقم 417

مِن تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ الْأَشْقِيَاءِ، ثَنى بِذِكْرِ السُّعَدَاءِ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ فِيمَا جَاءُوا بِهِ وَعَمِلُوا بِمَا أَمَرُوهُمْ بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَلَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ، وَالْعَدْنُ الْإِقَامَةُ ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ﴾ أَيْ من تحت غرفهم ومنازلهم، قال فرعون ﴿وهذه الأنهار تَجْرِي مِن تحتي﴾ الآية. ﴿يُحَلَّوْنَ﴾ أَيْ مِنَ الْحِلْيَةِ ﴿فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ وَقَالَ فِي الْمَكَانِ الْآخَرِ ﴿وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ وفصّله ههنا فَقَالَ: ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ﴾ فالسندس ثياب رقاق كَالْقُمْصَانِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهَا، وَأَمَّا الْإِسْتَبْرَقُ فَغَلِيظُ الدِّيبَاجِ، وَفِيهِ بَرِيقٌ. وَقَوْلُهُ: ﴿مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ الِاتِّكَاءُ قِيلَ: الِاضْطِجَاعُ، وَقِيلَ: التَّرَبُّعُ فِي الجلوس، وهو أسبه بالمراد ههنا - ومنه الحديث الصحيح: «أما أنا فلا آكل متكئاً»، وَالْأَرَائِكُ جَمَعَ أَرِيكَةٍ وَهِيَ السَّرِيرُ تَحْتَ الْحَجَلَةِ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ قَالَ: هِيَ الْحِجَالُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: السُّرُرُ فِي الْحِجَالِ، وَقَوْلُهُ ﴿نِعْمَ الثواب وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً﴾: أي الْجَنَّةُ ثَوَابًا عَلَى أَعْمَالِهِمْ، ﴿وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً﴾ أَيْ حَسُنَتْ مَنْزِلًا وَمَقِيلًا وَمَقَامًا،
كَمَا قَالَ فِي النار: ﴿بِئْسَ الشراب وَسَآءَتْ مرتفقا﴾، وَهَكَذَا قَابَلَ بَيْنَهُمَا فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ فِي قوله: ﴿إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً ومقاما﴾، ثم ذكر صفات المؤمنين فقال: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً ومقاما﴾.

صفحة رقم 418
مختصر تفسير ابن كثير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد علي بن الشيخ جميل الصابوني الحلبي
الناشر
دار القرآن الكريم، بيروت - لبنان
سنة النشر
1402 - 1981
الطبعة
السابعة
عدد الأجزاء
3
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية