آيات من القرآن الكريم

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ

الأحوال إلا في حال ملابسته بمشيئة الله- تعالى- على الوجه المعتاد على معنى سأفعل ذلك غدا إن شاء الله.
روى أن الآية نزلت حين قالت اليهود لقريش سلوه عن الروح، وعن أصحاب الكهف وذي القرنين. فقال: ائتوني غدا أخبركم ولم يستثن فأبطأ عليه الوحى حتى شق عليه وكذبته قريش.
واذكر ربك إذا نسيت، اذكره بقلبك ولسانك ذكرا دائما، وتوجه إليه وقل:
عسى أن يهديني ربي لأقرب من نبأ أصحاب الكهف. والمعنى: اذكر ربك وقل لعله يؤتينى من البينات والحجج الدالة على صدق نبوتي ما هو أعظم من ذلك وأقرب رشدا من نبأ أصحاب الكهف، وقد فعل ذلك حيث قص عليه قصص الأنبياء.
فإذا نسيت شيئا فاذكر ربك عسى أن يهديك لشيء آخر بدل المنسى أو أقرب منه. ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين، وازدادوا تسعا.
قل يا محمد: اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا والحق ما أخبرك به لا ما يقولونه إذ له وحده غيب السموات والأرض وهو العالم بكل شيء.
أبصر به وأسمع على معنى ما أبصره بخلقه، وما أسمعه لما يدور في صدورهم فأمره في إدراك المسموعات والمبصرات على خلاف ما تعهدون فهو اللطيف الخبير.
وما لهم من ولى يتولى أمرهم، ولا يشرك ربك في حكمه وقضائه أحدا.
توجيهات إلى النبي صلّى الله عليه وسلم [سورة الكهف (١٨) : الآيات ٢٧ الى ٣١]
وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٧) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (٢٨) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١)

صفحة رقم 412

المفردات:
مُلْتَحَداً ملتجأ تلجأ إليه. وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ أى: لا تتجاوز عيناك عنهم. فُرُطاً متجاوزا حدا الاعتدال مأخوذ من قولهم فرس فرط إذ تقدم الخيل وتجاوزها. سُرادِقُها فسطاطها، أو ما يمد في صحن الدار. كَالْمُهْلِ وهو المذاب من عناصر الأرض بواسطة النار كالحديد المذاب مثلا. سُنْدُسٍ ما رقّ من الديباج وَإِسْتَبْرَقٍ الإستبرق الغليظ منه.
... كانوا يقولون للنبي صلّى الله عليه وسلم: ائت بقرآن غير هذا أو بدله فنزل.
وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ.. الآية.
وكانوا يقولون: نح عن مجلسك هؤلاء الموالي أمثال صهيب، وعمار، وخباب،

صفحة رقم 413

وياسر وغيرهم حتى نجالسك فنزل: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ الآية ثم ذكر جزاء المؤمن ولو كان فقيرا وجزاء الكافر ولو كان غنيا.
المعنى:
واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك الذي أنزل عليك ولا تسمع لما يهذون به من طلب التغيير والتبديل، إذ لا مبدل لكلمات ربك ولا يقدر أحد على ذلك، وإنما الله وحده القادر على التبديل والنسخ وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ [سورة النحل آية ١٠١] وإنك إن بدلت يا محمد فلن تجد من دون الله ملتجأ تلتجئ إليه.
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى من الفقراء، واصبر نفسك معهم واحبسها على مجالستهم، ولا تسمع لقول الكفار فقديما قيل لنوح: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ [سورة الشعراء آية ١١١] فهذا غرور الكفر ووسوسة الشيطان.
هؤلاء الموالي الذين يدعون ربهم، ويعبدونه في كل وقت، يريدون وجهه ورضاه هم أحباب الله وأولياؤه، ولا تعد عيناك عنهم فتجاوزهم إلى غيرهم من الأغنياء، وإياك أن تنبو عينك عنهم وتعلو، تريد زينة الحياة الدنيا الظاهرة في لباس الأغنياء والأشراف، ولا تطع أبدا من وجدنا قلبه غافلا عن ذكرنا، واتبع هواه وأسلم نفسه لشيطانه.
وكان أمره متجاوزا الحق والعدل حيث ترك صراط الله المستقيم وشرعه القويم.
وقل لهؤلاء الذين يطلبون منك البعد عن الفقراء لفقرهم: الحق جاء من ربكم واضحا ظاهرا فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، أما من كفر فإنا أعتدنا وهيأنا له نارا أحاط بهم سرادقها، ولقد شبه الله ما يحيط بالظالمين الكافرين من النار بالسرادق المضروب على الشخص، فهل يفلت من السرادق المضروب؟!! وإن يستغيثوا وهم في نار جهنم يغاثوا بماء لشدة العطش ولكن بماء كالمهل، يغاثون بشراب من الحديد والرصاص المذاب من قوة النار، هذا الشراب يشوى الوجوه بئس الشراب شرابهم، وساءت جهنم مرتفقا، ولا ارتفاق فيها ولكنها المشاكلة، أما من تريدون أن يصرف النبي عنهم وجهه فأولئك المؤمنون الذين يقول الله فيهم وفي أمثالهم:
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلن يضيع الله أجر من أحسن عملا، أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار، وهم يحلون في الجنة بأساور من ذهب وقد كانوا

صفحة رقم 414
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية