آيات من القرآن الكريم

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ

فصل في ذكر الأحاديث التي وردت في بر الوالدين (١)


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - ﷺ - فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك، فأدناك» متفق عليه.
وعنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما، ثم لم يدخل الجنة». أخرجه مسلم. وعنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: «لن يجزي ولد والده إلّا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه» أخرجه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء رجل إلى رسول الله - ﷺ - فاستأذنه في الجهاد، فقال: «أحيّ والداك؟» قال: نعم، «قال: ففيهما فجاهد» متفق عليه. وعنه أن رسول الله - ﷺ - قال: «رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين» أخرجه الترمذي مرفوعًا، وموقوفًا، وهو أصح.
وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت: فضيِّع ذلك الباب، أو احفظه» أخرجه الترمذي، وقال: حديث صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله - ﷺ - أي الأعمال أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة لوقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «برّ الوالدين» قلت: ثمَّ؛ أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله تعالى» أخرجه مسلم.
٢٥ - ولما كان بر الوالدين عسيرًا حذّر من التهاون فيه. فقال: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ﴾؛ أي: بما في ضمائركم من قصد البر والتقوى، وكأنه تهديد على أن يضمر لهما كراهةً واستثقالًا ﴿إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ﴾؛ أي: قاصدين الصلاح، والبرّ دون العقوق، والفساد، فلا يضرّكم ما وقع منكم من الهفوة والزلة في حالة الغضب ﴿فَإِنَّهُ﴾ تعالى ﴿كانَ لِلْأَوَّابِينَ﴾؛ أي: الرجاعين إليه بالتوبة مما فرط منهم مما لا يكاد يخلو عنه البشر، ﴿غَفُورًا﴾ لما وقع منهم من نوع تقصير، أو
(١) الخازن.

صفحة رقم 75
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأرمي العلوي الهرري الشافعي
راجعه
هاشم محمد علي مهدي
الناشر
دار طوق النجاة، بيروت - لبنان
سنة النشر
1421
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية