آيات من القرآن الكريم

لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ

وأبو جعفرٍ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وهشامٌ عن ابنِ عامرٍ: (مَحْظُورًا انْظُرْ) بضمِّ التنوينِ، والباقون: بكسره (١).
﴿وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ﴾ للمؤمنينَ.
﴿وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ لأَن التفاوتَ فيها بالجنةِ ودرجاتِها، والنارِ ودَرَكاتِها.
...
﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (٢٢)﴾.
[٢٢] ﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ﴾ فتصيرَ.
﴿مَذْمُومًا﴾ من غيرِ حمدٍ.
﴿مَخْذُولًا﴾ ذليلًا بلا ناصرٍ، الخطابُ مع النبي - ﷺ -، والمرادُ غيرُه.
...
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ مقتصرينَ على عبادتِه تعالى.
﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ بِرًّا بهما، وعَطْفًا عليهما.
﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ﴾ قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ (يَبْلُغَانِ) بألفٍ مطولةٍ بعدَ الغينِ وكسرِ النونِ على التثنية، وقرأ الباقونَ: بغير ألفٍ، وفتحِ النون على

(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٧٣)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٢٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣١٤).

صفحة رقم 91

التوحيدِ، واتفقوا على تشديدِ النونِ في الحالتين (١).
﴿عِنْدَكَ﴾ إشارةً إلى كفالتِهِ ﴿الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا﴾ المعنى: إذا أسنَّ والداك، أو أحدُهما، واحتاجا، أو أحدُهما في حالِ كبرِهما إلى أن تتولَّىَ منهما ما كانا يتولَّيانِهِ منكَ في حالِ الطفولةِ. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (كِلاَهُمَا) بالإمالةِ (٢).
﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ لفظٌ يقال لما يضجَرُ منه، وهي كلمةُ كراهيةٍ، وهذه اللفظةُ مثالٌ لجميعِ ما يمكنُ أن يقابَلَ به الآباءُ مما يكرهون، فلم تُرَدْ هذه في نفسِها، وإنما هي مثالٌ لأعظمَ منها. قرأ ابنُ كثيرٍ، وابنُ عامرٍ، ويعقوبُ: (أُفَّ) بفتح الفاءِ من غير تنوينٍ، وقرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وحفصٌ عن عاصمٍ: بكسر الفاءِ مع التنوينِ، وقرأ الباقون: بكسرِ الفاءِ من غيرِ تنوينٍ، والقراءاتُ الثلاثُ لغاتٌ معناها واحدٌ (٣).
﴿وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾ تَزْجُرْهما، والانتهارُ: إظهارُ الغضبِ في الصوتِ واللفظِ.
﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ لينًا جيدَ المعنى.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٧٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٩)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٦٧٥)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٠٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣١٥).
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٧٣)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٥٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣١٦).
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٧٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٩)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٦٧٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣١٦ - ٣١٧).

صفحة رقم 92
فتح الرحمن في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو اليمن مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي
تحقيق
نور الدين طالب
الناشر
دار النوادر (إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة - إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلاَمِيّةِ)
سنة النشر
1430 - 2009
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
7
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية