آيات من القرآن الكريم

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ

شرح الكلمات:
ادعوا الله أو ادعوا الرحمن: أي سموه بأيهما ونادوه بكل واحد منهما الله أو الرحمن.
أياما تدعوا: أي إن تدعوه بأيهما فهو حسن لأن له الأسماء الحسنى وهذان منها.
ولا تجهر بصلاتك: أي بقراءتك في الصلاة كراهة أن يسمعها المشركون فيسبوك ويسبوا القرآن ومن أنزله.
ولا تخافت بها: أي ولا تسر به إسراراً حتى ينتفع بقراءتك أصحابك الذين يصلون وراءك بصلاتك.
وابتغ بين ذلك سبيلا: أي اطلب بين السر والجهر طريقاً وسطاً.
لم يتخذ ولداً: كما يقول الكافرون.
ولم يكن له شريك: كما يقول المشركون.
ولم يكن له ولي من الذل: أي لم يكن له ولي ينصره من أجل الذل إذ هو العزيز الجبار مالك الملك ذو الجلال والإكرام.
وكبره تكبيرا: أي عظمه تعظيماً كاملاً عن اتخاذ الولد والشريك والولي من الذل.
معنى الآيات:
كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في دعائه يا الله. يا رحمن، يا رحمن يا رحيم فسمعه المشركون وهم يتصيدون له أية شبهة ليثيروها ضده فلما سمعوه يقول: يا الله، يا رحمن قالوا: أنظروا إليه كيف يدعو إلهين وينهانا عن ذلك فأنزل الله تعالى١: ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن﴾ أي قل لهم يا نبينا أدعوا الله أو أدعوا الرحمن فالله هو الرحمن الرحيم فـ ﴿أياما تدعوا﴾ منهما الله أو الرحمن فهو الله ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى وقوله تعالى: ﴿ولا تجهر٢ بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا﴾ أي وسطاً بين السر والجهر، وذلك أن المشركين كانوا إذا سمعوا القرآن سبُّوا قارئه ومن أنزله، فأمر الله تعالى رسوله والمؤمنون تابعون له إذا قرأوا في صلاتهم أن لا يجهروا حتى لا

١ فنزلت الآية مبيّنة أنهما الله والرحمن اسمان لمسمى واحد فإن دُعي يا الله فهو ذاك وإن دعي يا رحمن فهو ذاك.
٢ روى مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ولا تجهر بصلاتك﴾ الخ قوله نزلت ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوارٍ بمكة وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به". فقال الله تعالى: ﴿ولا تجهر بصلات ك،﴾ فيسمع المشركون قراءتك ﴿ولا تخافت بها﴾ عن أصحابك أي: أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر ﴿وابتغ بين ذلك سبيلا﴾ أي: بين الجهر والمخافتة كان هذا في مكة ثم استقرت السنة بالجهر في صلاة الصبح والمغرب والعشاء في الركعتين الأولتين والسر في صلاة الظهر والعصر وثالثة المغرب والأخيرتين من صلاة العشاء.

صفحة رقم 234

يسمع المشركون قراءتهم ولا يسروا حتى لا يحرم سماع القرآن من يصلي وراءهم فأمر رسول الله بالتوسط بين الجهر والسر.
وقوله تعالى: ﴿وقل الحمد لله١ الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً﴾ أي أمر الله تعالى الرسول أن يحمد الله الذي لم يتخذ ولداً كما زعم ذلك بعض العرب، إذ قالوا الملائكة بنات الله! وكما زعم ذلك اليهود إذ قالوا عزير بن الله والنصارى إذ قالوا عيسى بن الله! ﴿ولم يكن له شريك في الملك﴾ كما قال المشركون من العرب: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هولك، تملكه وما ملك! ﴿ولم يكن له ولي من الذل﴾ كما قال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذل الله! ﴿وكبره﴾ أنت أو عظمه يا رسولنا تعظيماً من أن يكون له وصف النقص والافتقار والعجز.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- إن لله الأسماء الحسنى وهي مائة اسم إلا اسماً واحداً٢ فيدعى الله تعالى وينادى بأيّها،: وكلها حسنى كما قال تعالى في سورة الأعراف: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾.
٢- بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للرسول والقرآن والمؤمنين.
٣- مشروعية الأخذ بالاحتياط للدين كما هو للدنيا.
٤- وجوب حمد الله تعالى والثناء عليه وتنزيهه عن كل عجز ونقص.
٥- هذه الآية ﴿وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل﴾ تسمى آية العز هكذا سماها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

١ روي عن عمر أنه قال: الله أكبر خير من الدنيا وما فيها، وورد أنّ هذه الآية ﴿وقل الحمد لله﴾ الخ خاتمة التوراة وفاتحتها أوّل سورة الأنعام.
٢ الإجماع على أنه لا يصح وضع اسم لله تعالى بالنظر والاجتهاد وإنما أسماؤه وصفاته توقيفية مصدرها الوحي الإلهي: الكتاب والسنة.

صفحة رقم 235
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية