آيات من القرآن الكريم

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ

﴿والله جَعَلَ لَكُمُ﴾ معطوف على ما مر وتقديم لكم على ما سيأتي من المجرور والمنصوب لما مر من الإيذانُ من أول الأمرِ بأنه لمصلحتهم ومنفعتهم لتشويق النفسِ إلى وروده وقولُه تعالى ﴿مِن بيوتكم﴾ أي من بيوتكم المعهودة التي تبنونها من الحجر والمدر تبيين لذلك المجعول المبْهمِ في الجملة وتأكيدٌ لما سبق من التشويق ﴿سَكَناً﴾ فَعَلٌ بمعنى مفعول أي موضعاً تسكنون فيه وقت إقامتِكم أو تسكنون إليه من غير أن ينتقل من مكانه أي جعل بعضَ بيوتكم بحيث تسكنون إليه وتطمئنون به ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مّن جُلُودِ الانعام بُيُوتًا﴾

صفحة رقم 132

أي بيوتاً أُخَرَ مغايرةً لبيوتكم المعهودةِ هي الخيامُ والقباب والأخبية والفاساطيط ﴿تَسْتَخِفُّونَهَا﴾ تجدونها خفيفةً سهلةَ المأخذ ﴿يَوْمَ ظَعْنِكُمْ﴾ وقت تَرحالِكم في النقض والحمل والنقل وقرئ بفتح العين ﴿وَيَوْمَ إقامتكم﴾ وقت نزولِكم في الضرب والبناء ﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا﴾ عطفٌ على قوله تعالى مّن جُلُودِ والضمائر للأنعام على وجه التنويع أي وجعل لكم من أصواف الضأن وأوبارِ الإبل وأشعار المعْزِ ﴿أَثَاثاً﴾ أي متاعَ البيت وأصلُه الكثرةُ والاجتماعُ ومنه شعرٌ أثيثٌ ﴿ومتاعا﴾ أي شيئاً يُتمتّع بهِ بفنون التمتع ﴿إلى حِينٍ﴾ إلى أن تقضوا منه أوطارَكم أو إلى أن يبلى ويفنى فإنه في معرض البلا والفناء وقيل إلى أن تموتوا والكلام في ترتيب المفاعيل مثلُ ما مر من قبل

صفحة رقم 133
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية