
٢٦ - قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ يعني: الشرك بالله في قول الجميع (١)، ﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد الثوم (٢)، وروى مقاتل عن الضحاك عنه (٣) قال: هي الكُشُوث (٤)، وقال
(٢) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢١، بلفظه، وانظر: "غرائب التفسير" ص ٥٧٩، و "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٦١، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٦٢، و"الخازن" ٣/ ٧٧، وورد عن ابن عباس أنه فسرها بقوله: هذا مثل ضربه الله، ولم تخلق هذه الشجرة على وجه الأرض. أخرجه الطبري ١٣/ ٢١١، وورد في "تفسيرالثعلبي" ٧/ ١٥٢ ب، و"الماوردي" ٣/ ١٣٤، و"ابن الجوزي" ٤/ ٣٦٠، و"القرطبي" ٩/ ٣٦٢، و"الدر المنثور" ٤/ ١٤٥، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، و "تفسير الألوسي" ١٣/ ٢١٥.
(٣) أي ابن عباس.
(٤) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢١، بلفظه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٦٠، و"الخازن" ٣/ ٧٧، و"الألوسي" ١٣/ ٢١٥ الكُشُوث: بالفتح وبالضم، وبالفتح أفصح، ويروى مقصوراً وممدوداً؛ الكَشوثى والكَشوثاء، قال الليث: الكَشوث نبات مجتث لا أجل له، وهو أصفر يتعلق بأطراف الشوك وغيره، ويجعل في النبيذ، وفي معجم متن اللغة، قال الشهابي: هو جنس نباتات طفيلية مضرّة، سُوقها صفر وشُقر، خيطية طوال تتف على حاضنتها وتنشب فيه زوائد ماصة تمص نسغه، لا ورق لها، ويسمى في مصر والشام: الهالوك، يقول الشاعر:
هو الكشوث فلا أصلٌ ولا ورقٌ | ولا نسيمٌ ولا ظلٌ ولا ثمرٌ |

أنس بن مالك: هي الحنظل (١)، فكما أنها أخبث الأشجار، فكذلك الشرك أخبث الكلمات، وكما أنه لا ينتفع بها كذلك الشرك لا ينتفع صاحبه.
وقوله تعالى: ﴿اجْتُثَّتْ﴾ قال ابن عباس: اقتلعت (٢)، وقال السدّىِ: انتزعت (٣)، وقال الضحاك: استؤصلت (٤)، وقال الزجاج: ومعني ﴿اجْتُثَّتْ﴾ في اللغة: أخذت جُثَّتُها بكمالها (٥).
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" ٩/ ٣٦٢، بلفظه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٢ ب، بلفظ: اقتطعت، وورد بلا نسبة في: تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢٢، والسمرقندي ٢/ ٢٠٦، والبغوي ٤/ ٣٤٩، "تفسير غريب القرآن" لابن الملقن ص ١٩٦، و"الدر المصون" ٧/ ١٠٠.
(٣) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٢ ب، بلفظه، وورد بلفظه بلا نسبة في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢٢.
(٤) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٢ ب، بلفظه، وورد بلفظه غير منسوب في "مجاز القرآن" ١/ ٣٤٠، و"غريب اليزيدي" ص ١٩٧، و"الغريب" لابن قتيبة ١/ ٢٣٧، و"تفسير المشكل" ص ٢١٤، و"غرائب التفسير" ١/ ٥٧٩.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٦١ بنصه، وانظر (جثث) في "تهذيب اللغة" ١/ ٥٣٨، و"المحيط في اللغة" ٦/ ٣٩٨، و"اللسان" ١/ ٥٤٣، و"عمدة الحفاظ" ١/ ٣٥٣.

وهذا قول المُؤَرِّج قال: أخذت جثتها وهي نفسها (١).
وقوله تعالى: ﴿مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ﴾ قال ابن عباس: يريد ليس لها أصل تام، فهي فوق الأرض لم ترسخ فيها، ولم تضرب فيها بعرق، كذلك الشرك بالله ليس له حجة ولا ثبات ولا شيء (٢).
وقوله تعالى: ﴿مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ قال المفسرون: أي من أصل في الأرض (٣)، والقرار مصدر سُمّي به المُسْتَقَر، وهذه الأشجار التي ذُكرت في (٤) تفسير الشجرة الخبيثة ليس لها مستقر في الأرض يبقى على الأرض فنفى أن يكون لها قرار لمّا كانت تتقلَّع بأدنى شيء، والكَشوث لا قرار له في الأرض بتّة، قال الزجاج: المعنى أن ذكر الله بالتوحيد يبقى أبدًا، ويبقى نفعُه أبدًا، وأن الكفر والضلال لا ثبوت له (٥).
(٢) أخرجه الطبري ١٣/ ٢١٣ بنحوه من طريق ابن أبي طلحة صحيحة، وورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢٢ بنحوه، وانظر: "تفسير صديق خان" ٧/ ١١٢، وورد هذا المعنى غير منسوب في "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٦١، والفخر الرازي ١٩/ ١٢١.
(٣) ورد في "تفسير الطبري" ١٣/ ٢١٣ بنصه، والسمرقندي ٢/ ٢٠٦، بلفظه، والماوردي ٣/ ١٣٥، بلفظه، وانظر:"غرائب التفسير" ١/ ٥٧٩، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٤٩، وابن الجوزي ٤/ ٣٦١، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٦٢، وصديق خان ٧/ ١١١.
(٤) في جميع النسخ وردت (و) قبل (في)، وهي رائدة جعلت السياق مضطرباً، لذلك حذفت.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٦١ بنصه.