آيات من القرآن الكريم

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسكُمْ «١».
١٢٢٤٦ - عَنِ الحَسَنِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة، قام إبليس خطيبًا عَلَى منبر مِنْ نار فقال: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ... إِلَى قَوْلِهِ: وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ قَالَ: بناصري إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْل قَالَ:
بطاعتكم إياي في الدُّنْيَا «٢».
قَوْلهُ تَعَالَى: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ.
١٢٢٤٧ - السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ بِمُصْرِخِيَّ قَالَ: مَا أنا بنافعكم وما أنتم بنافعي إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ قَالَ: شركه عبادته «٣».
١٢٢٤٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: بِمُصْرِخِيَّ قال: بمغيثي «٤»
قوله تعالى: أصلها ثابت
١٢٢٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ- يَعْنِي ابن يَزِيد العَطَّارُ- حَدَّثَنَا قَتَادَة، إِنَّ رَجُلاً قَالَ: يا رَسُول الله، ذهب أَهْل الدثور بالأجور! فقال: «أرأيت لو عمد إِلَى متاع الدُّنْيَا. فركب بعضها عَلَى بعض أكان يبلغ السَّمَاء؟
أفلا أخبرك بعمل أصله في الأَرْض وفرعه في السَّمَاء؟ قَالَ: مَا هُوَ يا رَسُول الله؟
قَالَ: تقول: «لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ الله، والحمد لله»
، عشر مرات في دبر كُلّ صلاة، فذاك أصله في الأَرْض وفرعه في السَّمَاء «٥».
قَوْلهُ تَعَالَى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً شهادة إِنَّ لا إله إلا الله كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وهو المُؤْمِن أَصْلُهَا ثَابِت يَقُولُ: لا إله إلا الله ثَابِت في قول المُؤْمِن وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء يَقُولُ:
يرفع بها عمل المُؤْمِن إِلَى السَّمَاء وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ وهي الشرك

(١). ابن كثير ٤/ ٤٠٩.
(٢). الدر ٥/ ١٨- ١٩. [.....]
(٣). الدر ٥/ ١٨- ١٩.
(٤). الدر ٥/ ١٨- ١٩.
(٥). الدر ٥/ ٢٠.

صفحة رقم 2241

كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ وهي الكافر اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يَقُولُ: الشرك ليس لَهُ أصل يأخذ به الكافر، ولا برهان لَهُ ولا يقبل الله مع الشرك عملًا «١».
١٢٢٥٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مثلا... الآية. قَالَ: يعنى بالشجرة الطيبة، المُؤْمِن. ويعني بالأصل الثابت في الأَرْض وبالفرع في السَّمَاء، يكون المُؤْمِن يعمل في الأَرْض ويتكلم، فيبلغ عمله وقوله السَّمَاء وهو في الأَرْض تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا يَقُولُ: يذكر الله كُلّ ساعة مِنَ الليل والنهار. وفي قوله: وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ قَالَ: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر، يَقُولُ: إِنَّ الشجرة الخبيثة اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يَعْنِي إِنَّ الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إِلَى الله تَعَالَى، فليس لَهُ أصل ثَابِت في الأَرْض ولا فَرْع في السَّمَاء، يَقُولُ: ليس لَهُ عمل صالح في الدُّنْيَا ولا في الآخرة «٢».
١٢٢٥١ - عَنِ الرَّبِيعِ بن أنس- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّ اللَّهِ جَعَلَ طَاعَتَهُ نُورًا، وَمَعْصِيَتَهُ ظُلْمَةً. إِنَّ الإِيمَان فِي الدُّنْيَا هُوَ النُّورُ يَوْم الْقِيَامَة، ثُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ وَلا عَمَلٍ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ وَلا فَرْع، وإنه قد ضرب مثل الإِيمَان فقال: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً... إلي قوله: وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء وإنما هي الأمثال في الإِيمَان والكفر. فذكر إِنَّ الْعَبْد المُؤْمِن المخلص، هُوَ الشجرة. إنما ثبت أصله في الأَرْض وبلغ فرعه في السَّمَاء. إِنَّ الأصل الثابت، الإِخْلاصُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتُهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الفرع هي الحسنة ثُمَّ يصعد عمله أول النهار وآخره، فهي تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ثُمَّ هي أربعة «٣».
١٢٢٥٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ- هُوَ ابن سَلَمَةَ عَنْ شُعَيْب بن الحُبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ»، هي الحنظلة. فأخبرت بِذَلِكَ أبا العالية فقال:
هكذا كنا نسمع «٤».

(١). الدر ٥/ ٢٠.
(٢). الدر ٥/ ٢١- ٢٢.
(٣). الدر ٥/ ١٢- ٢٢.
(٤). ابن كثير ٤/ ٤١٣.

صفحة رقم 2242

١٢٢٥٣ - عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قَوْلِهِ: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ قَالَ: هي النخلة تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: بكرة وعشية «١».
عَنْ عِكْرِمَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ قَالَ: هي النخلة، لا يزال فيها شيء ينتفع به، إما ثمرة وإما حطب. قَالَ: وكذلك الكلمة الطيبة، تنفع صاحبها في الدُّنْيَا والآخرة «٢».
قَوْلهُ تَعَالَى: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ
١٢٢٥٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: كُلّ ساعة، بالليل والنهار، والشتاء والصيف. وذلك مثل المُؤْمِن، يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف «٣».
١٢٢٥٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- تُؤْتِي أُكُلَهَا قَالَ: يكون أخضر، ثُمَّ يكون أصفر «٤».
١٢٢٥٦ - عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قَوْلِهِ: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: جذاذ النخل «٥».
١٢٢٥٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ:
تطعم في كُلّ ستة أشهر «٦».
١٢٢٥٨ - عَنْ عِكْرِمَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه سئل عَنْ رجل حلف إِنَّ لا يصنع كذا وكذا إِلَى حين، فقال: إِنَّ مِنَ الحين حينا يدرك، ومن الحين حينًا لا يدرك.
فالحين الّذِي لا يدرك، قوله: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ والحين، الّذِي يدرك تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وذلك مِنْ حين تصرم النخلة إلى حين تطلع، وذلك ستة أشهر «٧».
١٢٢٥٩ - عن سعيد ابن المُسَيَّبِ قَالَ: الحين يكون شهرين والنخلة إنما يكون حملها شهرين.
عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف «٨».

(١). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٢). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٣). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٤). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٥). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٦). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٧). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥. [.....]
(٨). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.

صفحة رقم 2243
تفسير ابن أبي حاتم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي الرازي
تحقيق
أسعد محمد الطيب
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
سنة النشر
1419
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية