آيات من القرآن الكريم

قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ

قوله عز وجل:
[سورة يوسف (١٢) : الآيات ٣٢ الى ٣٤]
قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢) قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤)
قال الطبري: المعنى: فهذا الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ، أي هذا الذي قطعتن أيديكن بسببه هو الذي جعلتني ضالة في هواه، والضمير عائد على يوسف في فِيهِ ويجوز أن تكون الإشارة إلى حب يوسف، والضمير عائد على الحب، فيكون ذلك إشارة إلى غائب على بابه.
ثم أقرت امرأة العزيز للنسوة بالمراودة واستنامت إليهن في ذلك إذ قد علمت أنهن قد عذرنها، واستعصم معناه: طلب العصمة وتمسك بها وعصاني، ثم جعلت تتوعده وهو يسمع بقولها: وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ إلى آخر الآية.
واللام في قوله: لَيُسْجَنَنَّ لام القسم، واللام الأولى هي المؤذنة بمجيء القسم، والنون هي الثقيلة والوقف عليها بشدها، ولَيَكُوناً نونه هي النون الخفيفة، والوقف عليه بالألف، وهي مثل قوله:
لَنَسْفَعاً [العلق: ١٥] ومثلها قول الأعشى: [الطويل]

وصلّ على حين العشيات والضحى ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
أراد فاعبدن.
وقرأت فرقة «وليكونن» بالنون الشديدة. والصَّاغِرِينَ الأذلاء الذين لحقهم الصغار.
وقوله تعالى: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ، روي أنه لما توعدته امرأة العزيز قال له النسوة: أطع مولاتك، وافعل ما أمرتك به فلذلك قال: مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ قال نحوه الحسن ووزن «يدعون» فى هذه الآية: يفعلن، بخلاف قولك: الرجال يدعون.
وقرأ الجمهور «السّجن» بكسر السين، وهو الاسم، وقرأ الزهري وابن هرمز ويعقوب وابن أبي إسحاق «السّجن» بفتح السين وهي قراءة عثمان رضي الله عنه وطارق مولاه، وهو المصدر، وهو كقولك:
الجزع والجزع.
وقوله: وَإِلَّا تَصْرِفْ إلى آخر الآية، استسلام لله تعالى ورغبة إليه وتوكل عليه المعنى: وإن لم تنجني أنت هلكت، هذا مقتضى قرينة كلامه وحاله، والضمير في إِلَيْهِ عائد على الفاحشة المعنية بما في قوله مِمَّا. وأَصْبُ مأخوذة من الصبوة، وهي أفعال الصبا، ومن ذلك قول الشاعر- أنشده الطبري-[الهزج]

صفحة رقم 241
المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي
تحقيق
عبد السلام عبد الشافي محمد
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت
سنة النشر
1422 - 2001
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية