
(وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ) قافلة (فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ) الذي يتكشف لهم الماء ليَرِدَه، ويملأ لهم ما يسقيهم، فتعرف هذه البئر التي يقر فيها يوسف نتيجة الحَسد، (فَأَدْلَى دَلْوَهُ)، أي أرسل الدلو إلى ماء البئر فتعلق به الغلام الذي أريد له الضياع - أو الموت أيهما أسبق - بالدلو فبدل أن يخرج ماء وجد غلاما جميلا، فقال: (يَا بشْرَى هَذَا غُلامٌ)، استبشر به، وكان وجها صبوحا مشرقا، وقال: (يَا بُشْرَى)، يناد البشْرَى من فرط فرحه، أي أقبلي فهذا وقتك.
أَسَرته القافلة كلها، وعدُّوه بضاعة يتَّجر فيها، تباع وتشترى، ويجري من ورائها كسب، ولم يكونوا راغبين في بقائه بينهم؛ لأنهم لَا يكون معهم إلا من يعمل معهم، وغلام يحملونه ويغذونه قد يكون عبئا عليهم، وهذا معنى قوله تعالى حكاية عن حالهم (وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)، زهدوا فيه ولم يرغبوا في

إقامته معهم، وحملهم إياه، ولذلك باعوه بيع من يرغب عنه، لَا من يرغب فيه، وفى اقتنائه، إن صح هذا التعبير بالنسبة لنبي اللَّه تعالى.
ولذا قال تعالى: